شاشات التلفزيون المصري سوداء... وناشطون: "ربنا يديمها نعمة"

شاشات التلفزيون المصري سوداء... وناشطون: "ربنا يديمها نعمة"

10 مايو 2015
(تويتر)
+ الخط -

تغلّبت سخرية الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، من توقف بث التلفزيون المصري الرسمي، على محاولات التنظير وادعاء بعض الإعلاميين وجود أسباب سياسية كبرى وراء انقطاع الكهرباء الذي أوقف البث.

روح السخرية انتصرت، ليس بسبب خفة ظلها فقط، لكن لواقعيتها ومنطقيتها، واقترابها من حقيقة الأسباب، التي أعلنها مسؤولون رسميون في جهات عدة. فالإعلامي عماد طه اعتبر أن التلفزيون المصري حقق أعلى مشاهدات في تاريخه، وقال: "التليفزيون المصري يحقق أعلى نسبة مشاهدة في تاريخه أثناء فترة انقطاع البث". وأضاف مغرد آخر: "أصدق لحظات الإعلام المصري عندما نرى الشاشات سوداء".
وعن أزمة انقطاع التيار المتواصلة في مصر ووصولها إلى ماسبيرو، سخرت أميرة قائلةً: "#ماسبيرو_بلا_كهرباء، يا أم نيازي صحي نيازي يشتري شمع". وعبر مصطفى عن فرحته العارمة من توقف بث التليفزيون المصري، وقال: "#ماسبيرو_بلا_كهرباء، ربنا يديمها نعمة ويحفظها من الزوال". وقالت ملك: "اوعوا الحر يخليكم تصدقوا إنّ اللي حصل في ماسبيرو ده حادثة عابرة، أبسلوتلي دي البداية".

عزيزي اللي قطع الكهربا عن ماسبيرو.. اثبت مكانك هنا عنوانك ده الخوف بيخاف منك وضميرك عمره ماخانك.. عشت زخرا لمصر #ماسبيرو_بلا_كهرباء #cpd
وسخر أغلب الناشطين من الإقبال الكبير على مشاهدة شاشات ماسبيرو السوداء، التي أجمع أغلبهم على انتقاد محتواها في الفترة الأخيرة، فسخرت أماني من السيسي وخطابه عن الأشرار، وقالت "‏قطع الكهرباء والبث من ماسبيرو ده عشان الأشرار ما يعرفوش أخبار #الدولة_العبيطة".
وبين سعيدٍ وشامتٍ في الأغلب، ومحلل سياسي وصاحب نظرية المؤامرة، وقليل مبرر، واصل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، التعليق على الحدث الذي خطف الأضواء إلى حد ما من أمير القلوب محمد أبوتريكة وأمواله المتحفظ عليها، التي ما زالت تحتل مواقع التواصل... ولأنّ الحدث يمس مهنة الإعلام بصورة مباشرة، فقد اهتم بالتعليق عليه إعلاميون من انتماءات وميول مختلفة؛ "فضيحة بكل المقاييس"... هكذا وصفت المحسوبة على نظام مبارك، زوجة المسؤول السابق عن المبنى، عبداللطيف المناوي، الإعلامية رولا خرسا، ما حدث، داعية الحكومة إلى إعلان حقيقة ما حدث، وكيف يسكت تليفزيون الدولة وتظلم شاشاته، فماسبيرو، حسب وصفها، "ليس كشك سجاير".


الكاتب الصحافي أحمد حسن الشرقاوي، الذي أقسم منذ أكثر من عام على الهواء مباشرة، بأن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قتل في محاولة اغتيال، وهو ما لم يحدث بالطبع، رأى فيما حدث امتداداً للعمل الثوري المناهض لنظام السيسي، وذكّر بمجزرة قرية البصارطة بمحافظة دمياط وقال: "‏بدأنا مرحلة جديدة من الثورية المبدعة مع سلطة الانقلاب.. البداية فى ماسبيرو بالقاهرة #كلنا_البصارطة".

لكن الإعلامية نادية أبوالمجد اعترضت على اعتبار الواقعة عملاً ثورياً دون دليل، وردّت عليه بقولها: "‏لا يجوز القول أو الادعاء بأن ما حدث من قطع ووقف البث في ماسبيرو هو نتيجة عمل "ثوري مبدع" ضد سلطة الانقلاب في مصر بدون معلومات أو دليل".

عصام الأمير يلوم تذبذب التيار الكهربائي، ووزارة الكهرباء كانت قالت إنه عطل فني من داخل التلفزيون لا علاقة للوزارة به #ماسبيرو_بلا_كهرباء
أما الإعلامي عبدالعزيز مجاهد فقد ربط انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو بصراع دولة مبارك مع دولة السيسي، وربطه بالحكم على عائلة مبارك بالحبس، الذي سبق الواقعة بساعات قليلة وقال: "في حربي 1967 و1973 وفي زلزال 1992 لم تنقطع الكهرباء عن ماسبيرو، واليوم تنقطع في عهد السيسي بعد ساعات من حكم يقصي مبارك وابنه من الحكم مستقبلاً".

اقرأ أيضاً: ماسبيرو: لا شبهة جنائيّة في انقطاع بثّ التلفزيون المصري

سارة فهمي، الذراع الإلكترونية الأكبر لأجهزة السيسي الأمنية، تركت كل الجدل حول ما حدث، وركزت على تغطية قناة "الجزيرة"، فاعتبرتها قصرت في تغطية تظاهرات إيران، واهتمت بشكل يدعم نظرية المؤامرة لديها بانقطاع الكهرباء عن ماسبيرو وقالت: "قناة الجزيرة رفضت تغطية الأحداث في إيران، وبتذيع خبر قطع الكهربة عن ماسبيرو".

وعن الهمس واللمز حول دعم السيسي الخفي للحوثيين، وضربه للتحالف الذي تقوده المملكة السعودية لعودة الشرعية في اليمن، لاحظ البعض انقطاع بث قناة "المسيرة" الداعمة للحوثيين بالتزامن مع انقطاع بث قنوات التليفزيون المصري، وقال خالد المهاوش: "بث قناة المسيرة الحوثية انقطع مع بث القنوات المصرية.. ماذا يعني؟ أن السيسي داعم للحوثي وقناته تبث من هناك".
وبين التباين الواضح حول الأسباب الحقيقية لانقطاع التيار، ومحاولات إدارة ماسبيرو المستميتة لنفي العمل التخريبي أو الإرهابي، انفرد رئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أسامة هيكل، بالقول إن انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو بـ"فعل فاعل"، ما وضع كل القيادات الإعلامية المصرية وإدارة السيسي في حرج شديد.
وعزز من الشكوك حول ما حدث في ماسبيرو، تخبط ردود فعل الأجهزة المعنية في الدولة، في الوقت الذي غاب فيه السيسي في روسيا بداعي حضور احتفالات روسيا بالنصر في الحرب العالمية الثانية على النازية، وسفر وزير الدفاع صدقي صبحي في زيارة طويلة لدولة الإمارات، ما دعا البعض إلى الذهاب بعيداً، وتخيل أن ما حدث هو محاولة انقلاب فاشلة، على إثر عدة حوادث سابقة تثبت وجود حرب خفية بين أجنحة دولة السيسي بعضها البعض، وبينها وبين دولة مبارك العميقة من ناحية أخرى.
إدارة ماسبيرو ألقت باللائمة على وزارة الكهرباء، واتهم رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، عصام الأمير، الوزارة بتذبذب التيار الداخل إلى المبنى، ما ترتب عليه حدوث عطل فني، ترتب عليه انقطاع التيار الكهربائي.
وزارة الكهرباء من جانبها ردت الكرة إلى ملعب ماسبيرو، واتهمتهم بالكذب، وأرجعت انقطاع التيار إلى خلل في إدارة الطاقة داخل المبنى، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
من جانبه، اعتذر رئيس الوزراء إبراهيم محلب عن انقطاع الكهرباء عن ماسبيرو، وانقطاع بث القنوات المصرية، واعتبرها واقعة تمس الأمن القومي المصري، ووعد بإحالة المتسببين إلى التحقيق.

المساهمون