#كلب_شارع_الهرم يفضح نفاق الأذرع وشيوخ الانقلاب

#كلب_شارع_الهرم يفضح نفاق الأذرع وشيوخ الانقلاب

26 فبراير 2015
بعض ممّا تم تنقاله على مواقع التواصل (تويتر)
+ الخط -
"أن ينتفض مجتمع لمقتل كلب، ولا يتحرك لمقتل بشر، فهذه بالتأكيد نهايته"، هذه خلاصة هستيريا التعاطف وفيض الإنسانية "الزائفة" التي غمرت برامج "التوك شو" المصرية ومواقع التواصل على فيديو مقتل كلب الهرم ليلة أمس.

الفيديو على الرغم من بشاعته، وهو الذي يُظهر مقتل أحد الكلاب في شارع الهرم على يد مجموعة من البلطجية، كان صاحبه تشاجر معهم وأنقذه الكلب من أيديهم، فكان شرطهم للصلح هو ذبح الكلب، وبصورة بشعة طعناً وضرباً بالأسلحة البيضاء. إلا أنه لا يقارن ببشاعة مقتل إنسان، الذي يتكرر، بصورة أسبوعية تقريباً، على يد الأمن المصري، سواء أثناء فض التظاهرات، أو تعذيباً في أحد الأقسام، ولا يهتم أو حتى يعلم أحد عنهم، ولا يدشن وسم بأسمائهم، ولا يتساءل أحد عن الرحمة التي ضاعت من المجتمع.

وصل هذا الفيض من الإنسانية والرحمة الغريبة على الإعلام المصريّ إلى أن نظم يوسف الحسيني شعراً في رثاء الكلب، وقصيدة في نقد المجتمع الذي وصل به العنف لقتل كلب بصورة بشعة. في حين لا يرى بأساً في حرق متظاهرين أحياء سواء في فض اعتصام "رابعة"، أو في سيارة ترحيلات أبو زعبل، أو موتاً بالرصاص كشيماء الصباغ... لأن من اختار مناهضة النظام عنده لا يستحق سوى ذلك.

[اقرأ أيضاً: "الذئاب" يخترقون التلفزيون المصري ويذيعون لقطات لمجزرة رابعة]

ولم يفوّت أحمد موسى ركْب الإنسانية والرحمة، فأفرد لكلب الهرم وقتاً كبيراً من برنامجه على قناة "صدى البلد"، ليذرف الدمع، ويقوم بدور مرهف الإحساس، في محاولة منه للتغطية على مئات الساعات من التحريض والدعوة المفتوحة لقتل كل معارضي السيسي.

خيري رمضان على قناة "سي بي سي"،  يحاول منذ فترة الابتعاد عن القضايا السياسية، ويلعب دور الإعلامي راعي الثقافة والمثقفين. ولم يفوّت فرصة مقتل كلب الهرم، ليعرب عن تعاطفه الشديد معه، وعدم قدرته على مشاهدته أو عرض الفيديو البشع حسب وصفه. وتساءل عن الأسباب الحقيقية وراء انتشار العنف في المجتمع المصري، وأن هناك فكراً "داعشيّاً" جديداً ينتشر وسط المصريين، على الرغم من أنه أحد المشاركين في التحريض على العنف على مدى سنوات.

[اقرأ أيضاً: وسم يوميات سجين سياسي في مصر: الانقلاب بعيون المعتقلين]

أما صاحب الكلب، والذي لاقى ما لاقاه من سبّ وقذف من آلاف المشاركين، فبكى بحرقة أثناء مداخلته مع وائل الإبراشي على قناة "دريم"، وادعى أنه أُجبر على تسليم الكلب لخصومه ليقتلوه.

قناة المحور التي شاركت بدور فعال في التحريض وقتل المعارضين لم تنس علماء الدين ورؤيتهم لمقتل الكلب، فقامت باستطلاع رأي أحد علماء الأزهر. ولكن هذه المرّة ليس لإهدار دم المعارضين أو الفتوى بكفرهم، ولكن لتوضيح حرمة قتل الكلب في الشريعة، ودعوة الإسلام إلى الرفق بالحيوان، دون أن يتطرق بالطبع لحكم الشريعة في قتل الإنسان أو تعذيبه، ودعوة الدين إلى الرفق بالإنسان.


وفي ظهور مفاجئ للناشطين والحقوقيين، بعدما عطبت أصواتهم عن التعاطف مع من نكل بهم وقتلوا وطردوا من أوطانهم، إذا بهم وبشكل متزامن مع اهتمام الإعلام، يحشدون كل طاقاتهم للدعوة إلى معاقبة الجناة، والتعبير عن تخوفهم مما وصل إليه حال المجتمع المصري وانتشار العنف. فهيئة الرفق بالحيوان قامت بمقاضاة قتلة الكلب.

ولم ينس الناشطون على مواقع التواصل الكلب، فقاموا بتدشين أكثر من وسم، مثل #مقتل_كلب_الهرم، #كلب_شارع_الهرم، وغيرهم، وانتشرت التغريدات التي تعبّر عن تعاطفهم مع الكلب، وتلك التي تنتقد نفاق مجتمع في تعامله مع الإنسان والكلب.

فالناشط مصطفى الزيدي عبر عن دهشته وقال: "‏البني آدم في البلد دي مالهوش قيمة، وعايزين الحيوان في البلد يكون له قيمة؟". وعن هستيريا التخوين واتهامات العمالة للمعارضين، سخر الناشط والمدون اليساري، شريف عزت، من النظام وقال: "‏هو مش حرام اللي عملوه في الكلب ده... انت تبع الكلب ولا إيه.. هاتوووووووه".

أما الناشطة صاحبة حساب "حلا المرابطة"، فانتقدت نفاق المجتمع: "‏لا أدل على عمق الأزمة التي نعيشها، من تأثر بعض المنتسبين للبشر بتعذيب كلب الهرم، أكثر من تأثرهم بحرق وقتل بشر مثلهم على قارعة الطريق.. تحيا_مصر"، ووافقها آخر: "طبعاً شعب السيسي زعلان على الكلب.. هما بيزعلوا على أي انتهاكات طالما مش في حق المسلمين أو الإخوان أو الإنسان بصفه عامة".


 

وتعجبت العضو السابق في ائتلاف شباب الثورة، سالي توما، من سلبية صاحب الكلب والمارة، وقالت: "‏متفرجتش على الفيديو لكن مش مصدقة.. من إخلاصه بعد ما علمه الشراسة يدافع عن صاحبه، وصاحبه يسلمه يتدبح، والناس تهلل وتصور فيديو"، في حين سخر يوسف حسيني صاحب برنامج "جو تيوب" من موجة التعاطف المصطنعة، وقال: "‏أنا كنت هطلب أوردر هوت دوج النهاردة.. بس خوفت تفتكروني مش متعاطف مع الكلب ولا حاجة".

 

المساهمون