تغطية إعلامية مكثفة لأحداث "الانتفاضة"

تغطية إعلامية مكثفة لأحداث "الانتفاضة"

15 أكتوبر 2015
الاحتلال يستهدف الصحافيين (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
تشابهت أساليب التغطية الإعلامية المحلية في غزة للأحداث الجارية في القدس والضفة الغربية المحتلتين، حيث اتجهت غالبيتها إلى اعتبار ما يجري شرارة أولى لانتفاضة فلسطينية جديدة، فيما تعمقت أخرى بقراءة ما وراء الأحداث واعتبارها رد فعل على الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى.

وعلى الرغم من اختلاف أسلوب المعالجة، إلا أنّ وسائل الإعلام كافة اهتمت بإحياء روح المقاومة لدى الشباب الذين يواجهون قوات الاحتلال بالحجارة في مختلف مدن الضفة والقدس، إلى جانب العمل على نشر مقاطع الفيديو والصور التي توثق الانتهاكات الإسرائيلية وتفضح جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين العزل.

وتزايد دور الصفحات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي في نقل الأخبار الميدانية والتعاطي مع تطورات الهبة الشعبية بشكل سريع، والتي اهتمت، أيضاً، بإبقاء روح الحماسة لدى الشارع الفلسطيني وتعزيز حالة التلاحم الداخلي.

رئيس تحرير صحيفة وموقع "الرسالة" المحليين، وسام عفيفة، بين أن في بداية الهبّة في الضفة اقتصرت تغطية وسائل الإعلام المحلية على الأخبار العاجلة، ولكن بعدما تصاعدت حدة المواجهات أعادت المؤسسات الإعلامية ترتيب أوراقها من أجل تقديم تغطية إعلامية توازي حجم الحدث.

وذكر عفيفة، في حديث لـ "العربي الجديد"، أنّ وسائل الإعلام الغزية اتجهت بشكل كامل نحو متابعة أخبار الضفة الغربية على مدار الساعة، وعلى إثر ذلك، بدأت غالبية الوسائل المحلية بوضع خطط عمل تهدف لمواكبة الأحداث الميدانية ولتكوين شبكة مصادر ومعلومات بعيداً عن العشوائية.

أما مسؤول العلاقات الخارجية في إذاعة "القدس" المحلية، واسعة الانتشار، فادي عبيد، فأوضح أن وسائل الإعلام في غزة قدمت تغطية إعلامية تتناسب مع حجم الهبّة الشعبية الحاصلة في مدن الضفة، لافتاً إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية السابقة على القطاع جعلت لدى وسائل الإعلام والقائمين عليها خبرة في التعامل مع هكذا أحداث.

وقال عبيد لـ"العربي الجديد"، إنّ "الهبّة الشعبية في الضفة غير منفصلة عما يجري في غزة، الأمر الذي يتطلب متابعة إعلامية مستمرة ومكثفة، بما يعزز من حالة الوحدة والتلاحم بين الضفة والقطاع ويفشل مخططات الاحتلال الساعية لتعزيز الانقسام الداخلي والاستفراد بمنطقة على حساب أخرى".

ونبه عبيد إلى ضرورة إخضاع التقارير الإعلامية الإسرائيلية لمراقبة خاصة، تستبعد نشر المعلومات التي قد تؤثر على الروح المعنوية والجبهة الفلسطينية الداخلية، مع التركيز على إظهار نجاح الهبة الشعبية في الضفة ومدى تأثيرها على قادة الاحتلال الإسرائيلي.

بدوره، قال مدير تحرير وكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، عماد اشتيوي، إنّ الوكالة تركز في تغطيتها على جانبين، الأول يهتم بمتابعة الردود الشعبية على انتهاكات الاحتلال، والثاني يظهر الجانب الإنساني الناتج عن اعتداءات الجنود والمستوطنين على المواطنين، بجانب إعطاء الأحداث مجالاً أوسع في التحليل.

وأوضح اشتيوي لـ"العربي الجديد" أن وسائل الإعلام الفلسطينية تواجه إشكاليات عدة أثناء تغطيتها الأحداث الجارية في الضفة الغربية ومدينة القدس، أبرزها إعاقة قوات الاحتلال عمل الصحافيين واستهدافهم بشكل مباشر ومتعمد ومصادرة معداتهم، بجانب خصوصية العمل الصحافي داخل القدس المحتلة.


اقرأ أيضاً: الإعلام الأميركي: فلسطين لا تعنيه