Justice League... أفضل من المتوقع وأقل من المحتمل

Justice League... أفضل من المتوقع وأقل من المحتمل

07 ديسمبر 2017
من الفيلم (أولي ميلنغتون/ Getty)
+ الخط -
منذ بداية سلسلة أفلام الأبطال الخارقين لشركة DC، وعلى رأسهم "باتمان" و"سوبرمان"، هناك شعور دائم لمحبي الشخصيات والقصص المصورة أن هناك مساحة لتقديم أفلام سينمائية أقوى وأكثر قيمة بالنظر إلى الإرث الضخم الموجود في الكُتب، ولكن النتيجة غالباً، ومنذ بداية المشروع عام 2013 مع فيلم Man of Steel، ما تكون مخيبة للآمال، ووصل الأمر لأسوأ نقطة مع فيلم Batman v Superman في العام الماضي، حيث اجتماع أشهر بطلين في عالم الكوميكس ومع شرير كلاسيكي جداً مثل "ليكس لوثر" وتكون النتيجة ضعيفة إلى هذا الحد. كان جانب أساسي من ضعف الأفلام والقاسم المشترك بينها هو المخرج والمنتج زاك سنايدر، الذي يقدم أفلاماً صاخبة بصرياً وحركياً –على طريقة التسعينيات- دون أي عُمق حقيقي على المستوى الدرامي أو مجاراة للتطور الذي حدث في السنوات العشر الأخيرة لأفلام الأبطال الخارقين، وهو أمر كاد يتكرر مع الفيلم الخامس مع سلسلة "دي سي" الممتدة Justice League، لولا المشاكل العائلية المؤسفة التي مر بها "سنايدر" وأدت لاعتذاره عن مرحلة "ما بعد التصوير" وأعمال المونتاج والمكساج، وإسناد مهمة إكماله إلى جوس ويدون، المخرج القادم من شركة "مارفيل" المنافسة والذي صنع قبلاً نجاحاً استثنائياً مع فيلم The Avengers، ورغم أنه أتى لإنقاذ الموقف، إلا أن اختياره كان ذكياً جداً من "دي سي"، وجعل الفيلم أفضل كثيراً مما لو أكمله "سنايدر".
الفيلم يبدأ من حيث انتهى الجزء السابق؛ "سوبرمان" مات أثناء الدفاع عن الأرض، وهناك الكثير من الفوضى والأجواء الكئيبة، ويزداد الخطر مع قدوم الشرير الفضائي "ستيبنوولف" الذي يسعى لجمع 3 مكعبات ضخمة تمنحه قوى عظمى لتدمير كوكب الأرض

بشكل مفاجئ جاءت مدة الفيلم أقل من ساعتين، في عمل يفترض فيه تقديم 3 أبطال خارقين جدد، فمن ناحية الضرر كانت المدة القليلة ضد فكرة التمهيد الكافي للأبطال، أو مساحة التطوير الدرامي الحقيقي لبعض المحاور المهمة في الأحداث؛ مثل القرار المفاجئ وغير المنطفي بإحياء "سوبر مان"، أو انضمام "سايبورج" و"أكوا مان" للفريق بعد رفضهم المبدئي، وكذلك التأسيس المتسارع جداً والمباشر جداً لشرير الفيلم والمكعبات التي يبحث عنها. ولكن في مقابل ذلك، فإن روح "ويدون" ظاهرة تماماً في هذا القرار، فأفلام "دي سي"، باستثناء Wonder Woman الذي صدر قبل عدة أشهر وكان عملاً ممتازاً بعيداً عن رؤية وتدخل "سنايدر"، تعاني دائماً من ترهل شديد وحوارات مطولة ولحظات درامية يُفترض فيها التأثير في المشاهد ولكنها تكون مملة ومضحكة من فرط تكرارها، ولكن "ويدون" يعتني هنا تماماً بخلق "إيقاع مشدود للفيلم"، وبأن يجرده من كل الحشو والإضافات الزائدة وغير المهمة
"ويدون" كذلك منح مساحة أكبر لشخصية "ذا فلاش"، أعاد تصوير بعض مشاهده وقاد الممثل إزرا ميلر لأداءٍ رائع، وبذكاء شديد جعله جزءاً من روح الفيلم والشخصية الأكثر تفاعلاً مع البقية، وخدم في كل لحظات ظهوره على كل محاور الفيلم، كمشهد مقابلة "بروس وأين" الأولى لـ"ذا فلاش" كي ينضم للفرقة على سبيل المثال، موافقته السريعة وبطريقة مضحكة لها مكاسب عديدة: أولاً لحظة كوميدية مميزة، وثانياً تسرع الإيقاع وتقلل من مدة الفيلم كما هو مخطط

ومع ذلك فإن وجود "ويدون" في المرحلة الختامية للإنتاج لم يمنع بعض العيوب المستعصية للفيلم، مثل ضعف وكرتونية شخصية الشرير والقرار الغريب بتنفيذها بالكامل على الكمبيوتر، أو تقليدية وتكرار تصميم المعارك وكونها لحظات خالية من الحماس والدراما للمتفرج، أو الأداءات الباهتة لأغلب الممثلين (وعلى رأسهم بن أفليك في دور "باتمان")، فتلك التفاصيل هي إرث "سنايدر" الذي لم يستطع "ويدون" تحسينه، ولكنه –على الأقل- جعل الفيلم أفضل من المتوقع ومما قدم مسبقاً.




المساهمون