الجزائر تتفوّق على اليابان

الجزائر تتفوّق على اليابان

20 نوفمبر 2016
(تصوير: تان يلمز)
+ الخط -

شهدت الجزائر العاصمة قبل يومين حادثة انهيار أرضي، على مستوى الطريق السريع الرابط بين الجهة الغربية للمدينة وولاية تيبازة بالجهة الشرقية، ما أدى إلى سقوط خمس سيّارات في حفرة كبيرة، وأسفرت عن وقوع عدّة جرحى.

سارعت وسائل إعلام محليّة لتوفير تغطية مباشرة من مكان الحادث في ساعات متأخّرة من الليل، رافقها تفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تباينت فيه الردود ووجهات النظر، وأثيرت أسئلة حول حجم الخسائر والجهة التي تتحمّل المسؤولية.



إبداع "الأزمة"
غالبًا ما يطلق روّاد مواقع التواصل الاجتماعيّ العنان لإبداعاتهم كلما تعلّق الأمر بالتعليق على الأحداث اليومية، ونقد الوضع الراهن تعبيرًا عن آرائهم ووجهات نظرهم. أنشئت صفحات خاصّة بذلك، يتابعها المئات، إن لم نقل الآلاف؛ ويكفي أن تبحث على فيسبوك ساعات قليلة بعد حادثة الانهيار لتكتشف أن بعض الشباب أنشؤوا صفحات تحمل تسمية "حفرة بن عكنون". وهي صفحات في كثير من الأحيان تتكيّف مع كل حدث أو حادثة تشهدها البلاد.


الحفرة العملاقة
تداول عدد من مستخدمي فيسبوك، صورًا كاريكاتورية، يقول فيها أصحابها، إن الحفرة العملاقة جاءت بدلًا عن تضييع الجزائريين فرصة متابعة "القمر العملاق"، الّذي لم يشاهده سكان المنطقة بسبب سوء الأحوال الجوية.

الصورة الّتي تم تداولها على نطاق واسع، نُشرت حتى على الصفحات الرسمية لبعض المؤسسات الإعلامية. وقد مزج الناشر بين صورة "القمر العملاق" الّتي التقطت بإسبانيا، وصورة لـ "الحفرة الجزائرية"، مرفوقًا بتعليق باللهجة المحلية مفادها: "لم نتمكّن من مشاهدة القمر العملاق الّذي تابعه العالم، فجاءتنا هذه الحفرة العملاقة لتعوضنا عمّا فاتنا".


منافسة اليابان
توقفت النقاشات التي عرفتها مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، مباشرة بعد وقوع "انجراف التربة"، لتركّز على "حادثة الحفرة"، حيث تنوّعت الرؤى ووجهات النظر، وأثير نقاش حول "إمكانية إصلاحها في وقت قياسي".

يبدو أنه من سوء/ حسن حظ السلطات المحلية، أن "الحادثة" تزامنت مع وقوع انهيار جزئي في طريق عمومي باليابان، حيث قامت سلطات هذه البلاد بإصلاح الحفرة في ظرف 48 ساعة فقط. وقد قامت وسائل إعلام جزائرية بنقل هذا الخبر عبر قنواتها وصفحاتها على فيسبوك للمقاربة بين ما يحدث هنا وهناك.

وقد تساءل "فيسبوكيون" عن إمكانية التفوّق على اليابان، وردم الحفرة وإصلاح الطريق في ظرف 36 ساعة، خاصّة بعد تأكيد ذلك من طرف مسؤولين محليين، على رأسهم وزير الأشغال العمومية والنقل الجزائري بوجمعة طلعي، الّذي طمأن المواطنين ووعدهم باستخدام الطريق بشكل عادي ابتداء من صبيحة يوم الأحد.



طريق "الملوك"
من جانب آخر، أكّد بعض "طويلي اللسان"، أنه في حالة ما إذا تم إصلاح الطريق خلال الفترة المحدّدة، فإن ذلك سيكون راجعًا لكونها الطريق الّتي يستخدمها الوزراء ومسؤولي الدولة يوميًا للوصول إلى أماكن عملهم. مستبعدين أن تكون "السرعة في الإنجاز" نابعة من التفاني والإتقان، وإنما لأنها طريق "سكان إقامة الدولة".

وتعد الطريق "المحفورة"، المسلك المؤدّي إلى إقامة الدولة الجزائرية بـ"نادي الصنوبر"، أين يقطن الوزراء وكبار المسؤولين، والّذين يسلكونها يوميًا مرفوقين بحماية أمنية خاصّة عبر شريط الأولوية الخاص بسيارات الإسعاف والشرطة.