مصر والمونديال... عقبات في طريق الحلم

مصر والمونديال... عقبات في طريق الحلم

27 مارس 2017
هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب المصري (فرانس برس)
+ الخط -
تحديات متعددة تواجه الأرجنتيني هيكتور كوبر، المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم، قبل استئناف مشوار التأهل لكأس العالم، وبدء تصفيات النسخة المُقبلة من كأس الأمم الأفريقية. ونجح كوبر في اختباره الأول بالتأهل للنسخة الماضية من كأس الأمم الأفريقية، بعد أن غابت مصر عن البطولة 7 أعوام. وكان قريبًا من التتويج باللقب لكنّه، وكعادته، خسر المباراة النهائية أمام الكاميرون (2-1).

كما أنّ المدرب الأرجنتيني أنعش آمال المصريين في التأهل للمونديال، بعدما فازت مصر بأول مباراتين في التصفيات على كلٍ من الكونغو الديمقراطية (2-1)، وغانا (2-0)، لتتصدر المجموعة الخامسة برصيد 6 نقاط بفارق نقطتين عن رواندا في المركز الثاني. ويبدأ المنتخب الإعداد للمرحلة المقبلة بمواجهة توغو وديًا، غدا الثلاثاء.

ثغرات فنية
وعلى الرغم من نجاح الفراعنة في الوصول للمحطة الأخيرة من كأس الأمم، إلا أن البطولة كشفت عن ثغرات فنية عديدة تُمثِّل التحدي الأبرز أمام المدرب الأرجنتيني وجهازه المعاون في المرحلة الحالية.

أولُ هذه الأزمات هو خط الهجوم. وضمت قائمة المنتخب في كأس الأمم مهاجمين فقط، هما مروان محسن وأحمد حسن "كوكا". وبعد تعرض الأول لإصابة بقطع في الرباط الصليبي، وعدم استدعاء الثاني لمباراة توغو بسبب الإصابة أيضًا، تضاعفت الأزمة.


إضافة إلى ذلك، يبدو باسم مرسي، مهاجم الزمالك، خارج حسابات كوبر تمامًا "لأسباب يعلمها اللاعب"، على حد قول المدرب في مؤتمر صحافي قبل أيام.

النبأُ السعيد بالنسبة لكوبر والجهاز الفني، تمثّل في استعادة عمرو جمال، مهاجم الأهلي، قدرًا من مستواه الذي ظهر عليه قبل إصابته بقطع في الرباط الصليبي في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، بعدما عاد لهزّ الشباك أخيرًا في مسابقتي الدوري والكأس المحليين.

وإلى جانب جمال، ضمت قائمة المنتخب لمباراة توغو لاعبًا آخر سبق له الظهور بقميص الفراعنة هو عرفة السيد، لاعب فريق وادي دجلة. وخاض عرفة مباراة دولية واحدة أمام تونس في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية 2015.

ويُعد لاعب دجلة من النوع الذي يُفضله كوبر في الخط الأمامي، حيثُ يُفضل المدرب الاعتماد على مهاجم قويّ يجيد التعامل مع الكرات الهوائية. وسجل عرفة 5 أهداف خلال 18 مباراة خاضها مع فريقه في الدوري الموسم الحالي.

مركز الظهير الأيسر كان من الثغرات البارزة خلال منافسات كأس الأمم. ولم يجد المنتخب بديلًا جاهزًا في هذا المركز حين تعرض محمد عبد الشافي، لاعب الأهلي السعودي، للإصابة خلال مباريات الدور الأول؛ ما اضطر كوبر للاعتماد على أحمد فتحي، لاعب الجبهة اليمنى، في ظل ضعف مردود كريم حافظ (21 عامًا) وقلة خبرته.

واستدعى كوبر عبد الشافي وحافظ لمباراة توغو. وقدم الأخير أداءً مميزًا في مباريات فريقه لانس، متصدر الدرجة الثانية بفرنسا، لكنه ما زال يعاني من عدم إجادة المهام الدفاعية بالشكل الكافي.

ويُفضل كوبر ألا يندفع الظهيران للهجوم لتأمين قلبي الدفاع وحمايتهما خلال المباراة. ويبدو المدرب الأرجنتيني واثقًا من قدرته على تطوير أداء اللاعب الشاب من الناحية الدفاعية.

واستدعى كوبر لاعبًا جديدًا يجيد اللعب في مركزيّ قلب الدفاع والظهير الأيسر هو عمرو طارق، لاعب إنبي. وخاض طارق (24 عامًا)، تجربة غير موفقة الموسم الماضي مع ريال بيتيس الإسباني. وشارك اللاعب الأعسر مع إنبي في المركزين خلال الموسم الحالي، وإن كانت أغلب مشاركاته جاءت على الطرف الأيسر من الملعب.

ويعزّز الاعتماد على طارق في قلب الدفاع أن كوبر لم يستدعِ سوى ثلاثة لاعبين آخرين في هذا المركز هم: علي جبر وأحمد حجازي وسعد الدين سمير. واستبعد المدرب أحمد دويدار، لاعب الزمالك، من حساباته.

ثالث مركز يحتاج لدعم عاجل هو لاعب الوسط المهاجم المُكلّف بصناعة اللعب من عمق الملعب. ولا يضم المنتخب في هذا المركز سوى عبدالله السعيد، لاعب الأهلي، الذي ظهر في كثير من مباريات كأس الأمم غير قادر على مجاراة المباريات من الناحية البدنية.

وأضاف المدرب الأرجنتيني أربعة لاعبين لخط وسط المنتخب، ليس من بينهم من يشارك في هذا المركز مع فريقه؛ فكل من سام مرسي (ويغان الإنكليزي)، وأمير عادل (فيبورج الدنماركي)، يلعبان في مركز لاعب الوسط والارتكاز بمهام مختلفة. أمّا مصطفى فتحي وأحمد الشيخ، فكل منهما يلعب على طرف الملعب وليس في العُمق.

وقد يلجأ كوبر لعمرو وردة، لاعب باوك اليوناني، كبديل للسعيد في المرحلة المقبلة من التصفيات. وفي مباراة مصر وتونس الودية قبل انطلاق كأس الأمم، لعب وردة في هذا المركز.

خلاف متجدد
وبعيدًا عن الأزمات الفنية التي يسعى المدرب وجهازه المعاون لإيجاد حل لها، تبدو طريقة لعب كوبر نقطة خلاف لن تنتهي. فبينما يتشبّث المدرب الأرجنتيني بطريقة لعبه الدفاعية التي جعلت الوصول إلى مرمى الفراعنة هدفًا صعب المنال، ما زالت أصوات الجماهير وبعض الإعلاميين تبحثُ عن الوجه القديم للمنتخب حين كان قادرًا على دك شباك أقوى المنافسين.

وفي المؤتمر الصحافي، الذي عُقد الخميس الماضي، بعد أن دافع كوبر مجددًا عن طريقة لعبه وعن اختياراته، قال إن بإمكان الجمهور "تغييره إذا كانوا لا يحبون طريقة لعبه". وشدد المدرب على أن هدفه الحالي هو الوصول لكأس العالم، وأن طريقته هي الأنسب لتحقيق "حلم المصريين".

وتقام المباراة المقبلة للمنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام رواندا على ملعبها في 28 أغسطس/ آب المقبل. وبعدها بأربعة أيام يلتقي المنتخبان في مباراة الإياب بمصر.

وحال فوز كتيبة كوبر بالمباراتين، تضمن التأهل لكأس العالم بنسبة كبيرة، إذ سيحتاج المنتخب بعدها لنقطتين فقط من مباراتيه الأخيرتين أمام غانا والكونغو الديمقراطية.

أمّا تصفيات كأس الأمم الأفريقية، فتواجه مصر تونس في الجولة الأولى في 9 يونيو/حزيران المقبل ضمن منافسات المجموعة العاشرة.

المساهمون