إغلاق الصالات في فرنسا يُتيح عرض الأفلام عبر النتّ

إغلاق الصالات في فرنسا يُتيح عرض الأفلام عبر النتّ

18 مارس 2020
مهدي برصاوي: مع عرض "ابن" عبر الإنترنت (فتحي بلعيد/Getty)
+ الخط -
للحدّ من الخسائر الناتجة من الخطوات المتّخذة لمواجهة انتشار فيروس كورونا الجديد "كوفيد 19"، يسعى "المركز الوطني للسينما والصورة المتحرّكة (CNC)" في فرنسا إلى إيجاد بديل عن العروض التجارية التقليدية، في الصالات السينمائية، خصوصاً أنّ غالبيتها الساحقة أقفلت أبوابها منذ أيام عديدة، بعد قرار الحكومة الفرنسية بمنع التجمّعات الكبيرة في أمكنة مغلقة، وبعد إلغاء نشاطات مختلفة، وإغلاق أبواب مؤسّسات ثقافية وفنية ومتاحف ومعارض وغيرها.


والبديل السينمائي، بحسب "المركز الوطني"، كامنٌ في عرض الأفلام عبر الإنترنت، أو e-cinema كما يتم تداوله في باريس حالياً، بحسب تقرير صحافي لفانسان فورميكا، بعنوان "فيروس كورونا: إطلاق العروض ملغى: الحلّ متمثّل بـe-cinema"، منشور في الموقع السينمائي الإلكتروني الفرنسي "آلوسيني" (16 مارس/ آذار 2020). ذلك أنّ "تدابير الاحتواء التي أقرّتها الحكومة الفرنسية، أفضت إلى إغلاق صالات السينما أبوابها حتى إشعار آخر".

غير أنّ "المركز الوطني"، انطلاقاً من رغبته في الحفاظ على نشاط القطاع السينمائي، "يقترح إطلاق الأفلام مباشرة عبر الإنترنت"، رغم أنّ تقريراً لموقع Les Echos منشورا قبل يومين، ذكر أنّ خطوة كهذه "تُربك التسلسل الزمني لوسائل الإعلام"، أي المواعيد المحدّدة والبرمجة الموضوعة لأشهرٍ مقبلة.

بالنسبة إلى الأفلام التي بدأ عرضها في الصالات قبل قرار الحكومة، يُمنع إطلاقها عبر الإنترنت قبل مرور 4 أشهر. مع ذلك، يُمكن الحصول على مَخرجٍ قانوني يسمح باستغلالها عبر تقنية مختلفة.

فيما يتعلّق بالأفلام الروائية الطويلة التي يُفترض بعروضها التجارية أن تبدأ قريباً، لا شيء يمنع من أن تكون متاحة عبر الإنترنت. يحتاج "المركز الوطني" فقط "إلى التأكّد من عدم وجود عقبات بيروقراطية، تمنع استغلال هذه الأفلام عبر الإنترنت".

مهدي برصاوي، مخرج "بيك نعيش (ابن)" (2019)، الذي كان يُفترض بعرضه التجاري الفرنسي أنْ يبدأ يوم 11 مارس/ آذار 2020، أعرب عن أسفه لعدم معرفته بقرار التأجيل إلاّ قبل 4 أيام فقط. لكنّه أكّد في تغريدة له على تأييده إطلاق الأفلام عبر تقنية VOD (فيديو على الطلب)، "بانتظار إعادة فتح أبواب الصالات السينمائية".

 
التسلسل الزمني لوسائل الإعلام موضوع حسّاس ومثير لجدل ساخن في القطاع السينمائي. أزمة فيروس كورونا يُمكنها تسريع هذه النقاشات، التي اتّسعت مساحتها مع ظهور المنصّات. فهذه الأخيرة ترى أن قواعد التسلسل الزمني تلك "باتت مُخفّفة، مقابل المشاركة في تمويل السينما الفرنسية"، بحسب معلومات صحافية مواكبة للموضوع.


من جهته، طمأن دومينيك بوتونّا رئيس "المركز الوطني للسينما والصورة المتحرّكة"، الممثلين والعاملين جميعهم في قطاعي السينما والصورة المتحرّكة، الذين تأثّر عملهم كثيراً بسبب الوضع الراهن: "المركز سيبقى إلى جانبكم، في كلّ لحظة، مهما طال أمد الأزمة. هذا جوهر المركز منذ تأسيسه: دعم الصناعة كلّها، في هذه المرحلة الصعبة".

الأزمة المنبثقة من انتشار "كوفيد 19" تُشكّل خطراً أكبر على الصالات الصغيرة، وتؤثّر سلباً على الأنشطة المرتبطة بالقطاع، من تصوير الأفلام إلى توزيعها. في الواقع، وكما هو معروف، فإنّ إنتاجات عديدة توقّفت عن العمل حتى إشعار آخر، "امتثالاً لتدابير الاحتواء".

المساهمون