شكّ الخرز الفلسطيني

شكّ الخرز الفلسطيني

01 مارس 2015
هدايا تذكاريّة (العربي الجديد)
+ الخط -
كانت النساء الفلسطينيّات يحكن من الخرز أغطية لأباريق وجرار الماء، ولاحقاً أدخلن الخرز في حياكة قبعات وقفازات الصوف. هذه الحرفة القديمة التي أتقنتها النساء في وقت فراغهنّ، مستخدمات "شكّ الخرز" الملون على أطراف المناديل والعصبات، وفي إنتاج قطع جميلة لتزيين البيوت، أو في صناعة المسابح والإكسسوارات والميداليات، فتعددت تقنيات استخدام الخرز للتزيين العاديّ أو في الحرف.

و"شكّ الخرز" يعتبر إبداعاً على الرغم من أنّ صناعته عمل قد يكون شاقاً ولكنه ممتع. في هذا الصدد، تقول آمنة عوض التي تقوم بتدريب الفتيات الفلسطينيات في مخيمات لبنان على شك الخرز، وتحديداً في مخيم عين الحلوة، وضواحيه أي منطقة صيدا، حيث يعيش في المدينة عدد كبير من الفلسطينيين لـ"العربي الجديد": "أنا أعمل بـ "شك الخرز" منذ كنت في التاسعة من عمري، وقد تعلمته من جدتي التي حملت معها هذا التراث من فلسطين، فكانت تعلمني أنا وأخواتي كيف نصنع غطاء لزجاجة القنديل "السراج" وغطاء إبريق الماء، كي لا تدخله الحشرات ما يجعل الإبريق مميزاً بألوان الخرز، وكذلك حتى لا تندثر هذه الحرفة، لأنّها من التراث الفلسطيني".

وتضيف، "لقد كانت النسوة في فلسطين يضعن الخرز على أطراف المناديل، كي يزداد المنديل جمالاً وأناقة بألوانه المميزة. وكانت كل امرأة تتباهى بما تصنع، إلاّ أنّ الجيل الجديد لا يعرف فن الخرز، لذلك فقد قمت مع مؤسسات اجتماعية في إعداد دورات في شك الخرز، إيماناً منّا بالمحافظة على التراث الفلسطيني، كي لا يتلاشى ويضيع".

وتقول عوض: "لقد درّبت العديد من الفتيات على شك الخرز، ليقمن بتسويق أعمالهن من خلال المعارض التراثية التي تعرض هذه المنتوجات، ومردود هذه المبيعات يعود للفتيات اللواتي قمن بصنعها، وكنا نلاحظ الإقبال على هذه الأعمال التراثية، وخصوصاً من الجيل المتمسك بفلسطين أو من الفلسطينيين المغتربين الذين يبحثون عن كل ما يدل على التراث الفلسطيني، ليبقى ذكرى عندهم ومن ضمن مقتنياتهم الشخصية، ولأنّ التراثيات الفلسطينية مفقودة بشكل عام في بلاد الاغتراب، فيشدهم الحنين إلى اقتنائها".

وأشارت إلى أنّ مشغولات الخرز اليدوية يتهافت عليها زوار المعارض، لأنّها نادرة والطلب عليها أكثر من المطرزات. "نحن نسعى لإقامة معرض دائم لأشغال الخرز، وهدفنا أن لا تنقرض هذه المشغولات المرتبطة بالتراث الفلسطيني، وحتى تبقى متوارثة من جيل إلى جيل. ففي المخيمات الفلسطينية في مدينة صيدا (جنوبي لبنان) لم يبق سوى امرأة واحدة تقوم بأشغال الخرز عن طريق "المكّوك"، وهي كانت في السابق تجمع الفتيات الفلسطينيات وتعلمهن على كيفة العمل على المكوك".

وتختم عوض إلى أنّ عدم وجود من يتقن المشغولات التراثية الفلسطينة وخصوصاً "شك الخرز" أدّى إلى عدم انتشارها بين أبناء الجيل الفلسطيني الجديد، لذلك نحاول إعادة إحياء هذه المشغولات، بالإضافة إلى غلاء كلفة شك الخرز، والكلفة تكمن في مصنوعية اليد العاملة.

المساهمون