ضياع حشوات مسجد "خونده أصلباي"... مسلسل الآثار المسروقة بمصر

ضياع "حشوات مسجد "خونده أصلباي"... مسلسل الآثار المسروقة بمصر

29 أكتوبر 2018
باب المسجد قبل وبعد تعرضه للسرقة (فيسبوك)
+ الخط -


أعلنت وزارة الآثار المصرية، عن انتزاع وفقدان حشوات برونزية من الباب الرئيسي لمسجد "خونده أصلباي" وهي زوجة السلطان قيتباي، الذي يعود إلى العصر المملوكي، ويعرف شعبياً باسم "مسجد قايتباي".

واكتشفت السرقة أمس الأحد أثناء مرور فريق من المفتشين بوزارة الآثار لمعاينة المسجد المغلق منذ فترة نظرا لسوء حالته الإنشائية. ويرجع بعض النشطاء في مجال الآثار تكرار مثل هذه الحوادث إلى النزاع المستمر بين وزارة الآثار ووزارة الأوقاف حول مسؤولية حماية المساجد الأثرية.

وهذا المسجد الأثري مسجل في قائمة الآثار الإسلامية منذ عام 1951 لكنه في الوقت ذاته يتبع وزارة الأوقاف. ويعود تاريخه إلى زمن السلطان الناصر محمد بن قايتباي، حين أمرت والدته "خونده أصلباي"، ببنائه في أقصى الطرف الشمالي للقسم الغربي من مدينة الفيوم على ضفاف ترعة بحر يوسف. ويظهر من خلال الشريط الكتابي المنقوش على عضادتي مدخل المسجد أنه شُيد بإشارة من الشيخ عبد القادر الدشطوطي، خلال الفترة من 1497 وحتى 1499م.

والمسجد يعد تحفة فنية، وينتمي للطراز المعماري المملوكي المعروف؛ إذ يتكون من صحن أوسط يحاط به 4 أروقة، أكبرها رواق القبلة، وبالمسجد معالم أثرية مميزة مثل دكة المقرئ والباب والمنبر الذي يمكن فكه وتركيبه والمطعم بسن الفيل الذي استورد خصيصاً له من الصومال.

وكانت مساحة الجامع وقت إنشائه أكبر من مساحته الحالية، حيث كان قسمٌ منه مشيدا على قنطرة وسط بحر يوسف، لكن حدث لهذا الجزء المعلق تصدع وانهيار سنة 1887، بسبب فيضان قوي، وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية آنذاك بالمحافظة على الأجزاء الباقية من الجامع فاقتصرت مساحته على الجزء المبني على الأرض.




يذكر أن حشوات المساجد الأثرية من أكثر القطع التي تتعرض للسرقة، وتنتشر العديد من هذه الحشوات في المتاحف الأوروبية والمزادات العالمية، حيث آلت إلى أصحابها عن طريق الشراء من لصوص الآثار ومهربيها. وتعد استعادة تلك الحشوات أمراً بالغ الصعوبة.

وكانت بعض الحشوات التي سرقت في القرن التاسع عشر قد تم استعادتها في زمن لجنة الآثار العربية منتصف القرن العشرين؛ مثل حشوات باب مسجد الطبغا المارداني، لكن تلك الحشوات سرقت مرة أخرى.

وقال رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بوزارة الآثار، جمال مصطفى: إن الوزارة تعمل على إعداد عدد من الملفات والسجلات، لتسجيل كافة الحشوات المسروقة من أبواب ومنابر فى المساجد الأثرية.

دلالات

المساهمون