"أنا شهيرة... أنا الخائن": محاولة جديدة

"أنا شهيرة... أنا الخائن": محاولة جديدة

02 ابريل 2018
الممثلة أسماء أبو اليزيد (فيسبوك)
+ الخط -
تجمع ثنائية "أنا شهيرة.. أنا الخائن" التي تعرضها قنوات "سي بي سي" المصرية في حلقاتها بين كثير من العوامل التي حققت لها رواجاً ملحوظاً، أوَّلها أنها محاولة جديدة ضمن موجة العودة إلى أعمال اجتماعية ورومانسية، كما أنها منقولة عن عمل أدبي بنفس الاسم، وهي الظاهرة التي عادت بقوة في الدراما العربية كما حدث مُؤخّراً مع روايات "أفراح القبة" و"لا تطفئ الشمس" و"واحة الغروب".

مؤلفة العمل نور عبد المجيد حققت نجاحاً كبيراً خلال السنوات الماضية، إذْ حجزت رواياتها مكاناً دائماً ضمن الأكثر مبيعاً، وبأكثر من عشر طبعات، بعد أن اختارت قالباً وشخوصاً، وحتى عناوين أقرب إلى أدب إحسان عبد القدوس وعالمه الذي مازال له جمهور كبير بين القراء العرب. لكن الأمر انتهى بها إلى شكل أقرب إلى سلسلة روايات "زهور" التي راجت بين المراهقين في تسعينيات القرن الماضي. عدم اكتفاء الكاتبة بقصتها، ودخولها في تجربة الدراما كسيناريست، مثّل نقطة ضعفٍ للمسلسل بدت واضحة منذ الحلقات الأولى، بل إنها اصطحبت معها مشكلات تعانيها الكتابة الروائية في عصرها الحالي، كالهوس بالاقتباسات وصياغة مفردات بهدف أن يتداولها الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي. "القوة هي أننا نخبي الضعف ولا نبين"، "خيط رفيع بين كل حاجة وعكسها"، "لما الغايب بيرجع بنتولد من جديد"، "فيه حب مش زي غيره، وفيه رجل مش زي ألف" وغيرها من الجمل التي تعرف مكانها إلى هاشتاج باسم المسلسل على تويتر وفيسبوك هي صميم حوار شخصيات العمل التي تتدفق في كل حلقة دون مراعاة أن البشر لا يتحدثون هكذا طوال الوقت، في غرفة الطعام وفي الجامعة وأماكن العمل.

انشغلت الكاتبة بصك تلك الكلمات، وتجاهلت، وهي الروائية التي تخلق شخوصاً مركبة، أن تقدم تاريخ شخصياتها أو بذل جهد إضافي في تقديم مبررات لما تفعله شخصياتها الثانوية، بدلاً من أن نرى الحماة المتسلطة التي لا تظهر على الشاشة سوى لإفساد حياة زوجة ابنها، أو زوجة العم التي لا تفتح فمها إلا لرشق عزة "أسماء أبو اليزيد" بعبارات سامة.
الحيلة التي لجأ إليها صُنّاع العمل لتقديم القصة بصوت صاحبها، وهو يتحدث إلى نور "مها أبو عوف" التي هي شخصية كاتبة العمل زادت من سلبياته. لا مساحة للمشاهد لكي يكتشف أو يشعر أو يخمن المقصود، فصوت البطلين يكمل المشاهد ويطغى عليها بالمزيد من الجمل المسجوعة والأحكام الساذجة والمونولوجات التي تتجاوز أكثر من نصف مدة الحلقات.

ولم تنجح موسيقى تامر كروان في خلق المناخ الرومانسي الذي سعى مخرج الجزء الأول، أحمد مدحت، لخلقه منذ البداية، كما لم ينجح الأخير في تقديم أكثر مما لدى أبطاله. جاء أحمد فهمي في أداء شخصية "رؤوف" شبيهاً بما قدمه في أعمال السنوات الأخيرة كـ"طريقي" و"لأعلى سعر" و"الميزان". كما لم تبذل ياسمين رئيس أي جهد للانطلاق إلى مرحلة جديدة في مشوارها الفني، بينما كانت الأكثر إجادة هي أسماء أبو اليزيد التي ظهرت للمرة الأولى في "هذا المساء" رمضان الماضي.

دلالات

المساهمون