مهرجان فيارجيو الإيطالي

مهرجان فيارجيو الإيطالي

06 فبراير 2017
يعده الإيطاليون المهرجان رقم اثنين، (Getty)
+ الخط -
منذ عام 1873، وأفواج الناس تتدفق على مدينة فيارجيو الساحلية الإيطالية للاحتفال بمهرجان المدينة كل عام، لمدة شهر كامل، وذلك قبل الصوم الكبير الذي يبدأ في أربعاء الرماد. تقليد ممتد على مر السنين، نما وتطور حتى أصبحت المدينة المفعمة بالحياة والبهجة والمحبة للحياة بشتى صورها، مكاناً لواحد من أكبر المهرجانات الحية والأكثر شهرة في القارة الأوروبية.

يعده الإيطاليون المهرجان رقم اثنين، بعد مهرجان البندقية الشهير، والأكثر شعبية في البلاد. ملايين الإيطاليين يعتنون جداً بمشاهدة موكب الثلاثاء السمين الكرنفالي الذي يبث على الهواء مباشرة على شاشة التلفزيون الإيطالي الوطني كل عام.

فيارجيو هي المدينة الرئيسية في الجزء المسمى بفيرسيليا من ساحل إقليم توسكانيا، وهي مدينة منتجعية ذات هوية مزدوجة، ففي الجنوب من قناة بورلاماكا التي تشق المدينة يوجد ميناء صناعي بناه الأثرياء ليكون مُناسباً وملائماً ليخوتهم الفاخرة الخاصة، بينما في شمالي القناة، يقع منتجع أنيق يمتد على طول أميال من الشواطىء الرملية المحببة إلى الإيطاليين عبر سنوات طويلة. في الصيف، تأتي العائلات لتستلقي في الشمس في صفوف منتظمة ومرتبة، ثم تسهر الليل في النوادي الشاطئية.

عندما يأتي وقت المهرجان السنوي في الخامس من شهر فبراير/شباط ،ويستمر لأوائل مارس/آذار، تتحول المدينة الأنيقة لمظاهرة من الألوان والموسيقى، وتعلق المحلات التجارية وساكنو المدينة لافتات وأعلاماً تحمل اللونين الأبيض والأحمر تمثيلا لملابس المهرج، وهو شخصية ضاحكة تبعث البهجة والابتسامة لديهم. وابتكرت شخصية، بورلماكو، عام 1930 وتحولت إلى تميمة للمهرجان.

يُطلق مدفعٌ ثلاثين طلقةً من البحر ليعلن بداية المهرجان. كما يطلق، أيضاً، طلقات عند كل مسيرة موكب من مواكب المهرجان ليعطي الحاضرين والقاطنين في المدينة الفرصة لمشاهدة الأشكال الورقيّة الضخمة، التي يصل ارتفاعها إلى حوالى أربعة أدوار سكنية، والمصنوعة من الورق المعجون.

تخطو المواكب البطيئة على طول كورنيش لونجوماري وسط أعداد كثيفة من المشاهدين، إذْ يصل عدد القادمين للمهرجان كل عام إلى أكثر من مليون شخص، من مختلف أنحاء أوروبا والعالم، لقضاء هذا الشهر الحافل بالمتعة.

رغم وجود مجموعةٍ كبيرة ومتنوّعة من الحفلات الموسيقية والمناسبات الرياضية والثقافية، فإنَّ أغلب الحاضرين يأتون من أجل المواكب المدهشة التي تسير فيها الدّمى والأشكال الجميلة التي يحركها مئات الأشخاص في تناغمٍ وتناسق مدهشين.

يتم تصميم الدمى والأشكال وتصنيعها بواسطة حرفيين مهرة توارثوها عن الآباء والأجداد، كما أنَّهم يبتكرون كل عام فيها لتتخذ صورة الأساطير والغرائب، وحتى أشكال بعض السياسيين للسخرية منهم، وأيضاً بعض الأشكال التاريخية للمدينة.


المساهمون