مهرجان القوارب التاريخية "ريغاتا ستوريكا"

مهرجان القوارب التاريخية "ريغاتا ستوريكا"

29 سبتمبر 2016
(Getty)
+ الخط -
تشهد مدينة فينيسيا الإيطالية حدثاً ضخماً يعود بالمدينة العريقة إلى صورتها القديمة في القرن السادس عشر؛ إنه مهرجان "ريغاتا ستوريكا" أكبر حدث للقوارب في التقويم الفينيسي. فكل ما حولك يصطبغ عندها بألوان وملابس القرن السادس عشر
تشتهر فينيسيا (البندقية) بكثرة القنوات المائية التي شيدت المباني والمنازل على ضفافها، وتبقى صورة قارب الجندول الذي يغني لك فيه صاحبه وهو يجذف به على طول الطريق المائي، أحد الصور التراثية التي ثبتت في مخيلة الناس منذ زمن بعيد.
نظرا للطبيعة الجغرافية لمدينة البندقية يمكن أن نلاحظ لماذا يميل أهل البندقية للتجديف، فبالرغم من أن أول تسجيل لسباق للقوارب المسماة بـ "ريغاتا" يعود إلى القرن الثالث عشر، فإن المهرجان لم يعتمد سباقاً رسمياً للقوارب إلا في عام 1899 عندما قام الكونت "فيليبو غريماني" عمدة فينيسيا آنذاك بتقديم الحدث باسم "ريغاتا ستوريكا" سباق القوارب التاريخية.
هذا الحدث الأهم على أجندة البندقية يحدث سنويا في شهر سبتمبر/أيلول، ويتكون من أربعة سباقات مختلفة لعدة أنواع مختلفة من القوارب. يبدأ السباق مع موكب "البيسون" وهو موكب مكون من أسطول من القوارب الكرنفالية.
في الأصل كان البيسون يستهل الحدث من أجل السيطرة على الحشود الموجودة في ذلك السباق. النبلاء على متن القوارب مسلحون بالأقواس ومستعدون لإطلاق الأسهم الطينية على أي مواكب أو قوارب غوغائية قد تعطل السباق، وينظفون القناة الكبرى من أجل المتسابقين. وبالرغم من أن موكب البيسون لا يزال يستخدم حتى اليوم لإعطاء إشارة بدء السباق؛ فإنهم غير مسلحين ويؤدون وظيفة احتفالية فقط.
السباق الأكثر شعبية بين السباقات الأربعة التي تقام هو سباق قوارب الجندول "الجندوليني" حيث يتسابق كل اثنين من الملاحين في قارب جندول. يبدأ السباق من خط البداية "سباغيتو" بين العشرات من المتنافسين الآخرين وحتى خط النهاية أو "ماكينا".
يهتف المتفرجون على طول خط السباق من فوق المدرجات، وتكون اللحظة الحاسمة عندما يدور المتسابقون حول "الباليتو"، وهي نقطة دوران تقع في منتصف القناة الكبرى، وعادة تكون هي النقطة التي يبدأ فيها الفائزون المحتملون تسلم قيادة السباق والتقدم للمقدمة. إنها المرحلة التي يمكن فيها أن تتوقع سماع زئير المتفرجين وهياجهم بالتشجيع لمتسابقيهم المفضلين.
إحدى اللحظات المفضلة الأخرى في المهرجان، بل الحدث الذي يطغى على السباق نفسه؛ هو موكب القوارب المسماة "الدوجي"، حيث تكون القوارب على غرار ما كان في القرن السادس عشر، بالشكل الذي يراه المشاهدون في الأفلام التاريخية، حيث كل من على القارب الكبير من أشخاص سواء من يؤدون دور النبلاء والمسؤولين رفيعي المستوى في البندقية وزوجاتهم ومعهم المجدفون يرتدون ملابس القرن السادس عشر المبهرجة الألوان، حيث كانت ألوان الملابس وتصميماتها تدل على مرتبة كل شخص. هذه لحظة تمثل قصص الماضي البحري للبندقية بكل ما فيها من خيال وسحر.
يمنح لقب ملك المجداف للمتسابق الذي يفوز بالسباق النهائي خمس مرات متتالية، لقوارب الجندول ذات الملاحين الاثنين. ومنذ عام 1841، وحتى الآن لم يفز بهذا اللقب سوى سبعة من المتسابقين فقط نظرا لصعوبة تحقيق شرط الفوز المتتالي.

دلالات

المساهمون