بعد مسلسلين ناجحين نيللي كريم ليست "تحت السيطرة"

بعد مسلسلين ناجحين نيللي كريم ليست "تحت السيطرة"

25 يونيو 2015
خيّب "تحت السيطرة" آمال عشّاق "ذات" و"سجن النسا"(العربي الجديد)
+ الخط -
حصدت أدوار نيللي كريم خلال الموسمين السابقين إعجاب الكثيرين، الذين انتظروا هذا الموسم  مسلسل "تحت السيطرة" ضمن الخطة الرمضانية.

فبعد تألقها في مسلسل "ذات"، الذي سحر القلوب بقصّة بسيطة وعميقة في آن معاً، والذي تناول هامش الحياة ونقله إلى مركزية الشاشات محفوفاً بتفاصيل سحرية وتاريخية، أطلت نيللي كريم في مسلسل "سجن النساء" لتؤكّد ريادتها مرّة أخرى من خلال دور السجّانة التي كشفت لنا ما وراء القضبان. ورفعت الستار عن معاناة المرأة اليومية في محيط يستغلّها بطرق عديدة. وهذا جعلها تتربّع في الصفّ الأوّل من هرم الدراما الرمضانية متجاوزة، ببساطتها وبوجهها الطبيعي وقدراتها الفنية، عدداً من زميلاتها اللواتي اعتمدن على جمالهنّ أو شهرتهنّ.

 نيللي، فقدت السيطرة هذا العام، وقدّمت للأسف، في عملها الجديد مع المخرج تامر محسن، دور "مريم" التي نشعر لا إرادياً أنّها شخصية شبيهة جداً بشخصية نيللي الحقيقية، في هدوئها ومستواها الاجتماعي، وطريقة ارتداء ثيابها وخيارات ديكوراتها المنزلية. ما يبعدها عن مساحة التحدّي والخروج عن الذات، بعد أن عملت على هذا الخروج بشكلٍ مذهل في الدورين السابقين. فالدور الجديد لم يُتِح لها سوى أن تبرز قدراتها ضمن بعض مشاهد أعراض الإدمان.

اقرأ أيضاً: 4 أخطاء إخراجية مضحكة في المسلسلات الرمضانية

من جهة أخرى، فقد خيّمت على المسلسل أجواء رومانسية تشي بجمالية حياة البطلة، تلك التي لا يمكن أن يعرف المشاهد ماذا تريد من الحياة أكثر مما حصلت عليه. وما الذي قد يدفعها للعودة إلى الإدمان.

هي شخصية محاطة برعاية لا يحلم بها أيّ مدمن، لديها زوج عاشق وأصدقاء ومنزل جميل، وعادت للتو من الإمارات... كلّ هذه التفاصيل المليئة بالرتابة والدفء هي أقرب إلى أجواء يتحرك فيها أبطال المسلسلات التركية منها إلى حياة من يعانون الإدمان.

كان يمكن أن تعالج هذه القضية، التي اختارها المخرج والكاتبة مريم نعوم، من خلال مسلسل أكثر خروجاً عن المألوف، ومن خلال دور جديد تتحدى خلاله نيللي نفسها وتكشف ما تحت الستار.

اقرأ أيضاً: هجمات قضائية وإعلامية ضدّ مسلسلات مصرية

كان يمكن اختيار بيئة أخرى للمدمنين، وفئة أكثر تضرّراً من فئة الأثرياء للحديث عن معاناتها. مثل أولئك الفقراء الذين لا يمكنهم الذهاب إلى طبيب نفسي، ولا إلى مصحّة حيث موائد عليها ما لذّ وطاب، كما في مصحّة "ريكوفري هاوس" التي يعرض لها المسلسل. لأنّ أولئك يحتاجون أكثر من غيرهم إلى عرض مشكلتهم في عمل درامي لعلّه يكون دليلاً لهم إلى الخلاص من الإدمان

لا شك أنّ نيّة طاقم العمل كانت حسنة وإنسانية. لكنّ النيّة الحسنة وحدها لا تكفي لصناعة مسلسل جيّد، ومحاولة علاج مشكلة المدمنين من خلال أبطال مثاليين يعيشون برفاهية داخل فضاء مسلسل رتيب الحلقات وبطيء الأحداث حدّ الملل.

بهذا العمل لا يمكن أن تقنع مشاهدين يبحثون عن مسلسل قريب منهم ومن مشاكلهم، وعن عمل تشدّهم أوّل مشاهده وليس فقط أوّل حلقاته، مثلما شدّتهم أعمال نيللي السابقة. هنا فشل مسلسل "تحت السيطرة". ما جعله تحت المستوى المطلوب بالنسبة إلى عدد كبير من عشّاق دراما "ذات" و"سجن النساء"، الذين كان كثيرون منهم يبحثون عن العمق الإنساني وليس عن الديكور الجميل أو البطلة المدمنة التي ليس لديها مشكلة أخرى في حياتها عدا ضعف شخصيتها أمام رغبتها في المخدّرات.

اقرأ أيضاً: نيللي كريم..كدّتُ أُجنُّ بسبب صافيناز وجولنار

المساهمون