المسرحيّ محمد الشولي...يروي "الفصل الأخير" من حياة اللاجئ الفلسطيني

المسرحيّ محمد الشولي...يروي "الفصل الأخير" من حياة اللاجئ الفلسطيني

27 يوليو 2014
المخرج الفلسطيني محمد الشولي
+ الخط -

ولد محمد الشولي في حافلة نقلٍ، عندما كانت والدته متّجهة من بيروت إلى مدينة بعلبك لاستلام مساعدة عينية من "الأونروا"، وبعد خمسة عقود زار وطنه فلسطين، وعاد من فلسطين المحتلّة بحافلة ثانية، ليكتب في رحلة العودة مسرحية "الفصل الأخير" سيرة ذاتية!

محمد الشولي مخرج فلسطيني، خريج الجامعة اللبنانية، كلية معهد الفنون الجميلة سنة 1983، وحائز على دبلوم دراسات عليا في المسرح، بدأ الإخراج المسرحي سنة 1984.

يروي لـ"العربي الجديد" سبب اختياره المسرح، رغم أنّ أكثر الشباب الفلسطيني في ذلك الوقت كانوا يتّجهون لتعلّم اختصاصات أخرى، تمكّنهم من السفر والعمل خارج لبنان، يقول: "عندما يصل الإنسان إلى مرحلة الوعي ويعيش ظروفاً صعبة ومعاناة، يشعر أنّه إنسان ناقص وغير مكتمل، عندها يبحث عن آفاق أخرى ليثبت لنفسه ومحيطه أنّه إنسان أيضاً، عانى ما عاناه، ويستطيع العيش ضمن محيطه، وقد يتفوّق على المعاناة... يقول: "هذا البحث عن التفرّد دفعني لأميّز نفسي من خلال الفنّ والتمثيل، شعرت بأنه وسيلة للتعبيرعن همومي اليومية. في العام 1977 تعرّفت إلى المخرج روجيه عساف، مؤسّس فرقة "الحكواتي" في لبنان، وكانت تضم مجموعة كبيرة من المسرحيين اللبنانيين منهم عادل شاهين، رفيق علي أحمد، حسام الصبّاح، نقولا دانيال، وأحمد الزعزع، وكان عرض مسرحية "بالعِبر والإبر" في المخيمات رغبة من عساف، فطلبوا من ماجد أبو شرار مسؤول الإعلام الفلسطيني، في ذلك الوقت، أن يُسهّل لهم الطريق للعرض داخل المخيمات، وكُلّفت بمرافقة الفرقةـ يومها تعرفت على المخرج روجيه عساف وما يُسمّى"المسرح الملحمي" القريب من الجمهور، والذي يتحدث بلغة الناس ويتكلّم عن همومهم. بعدها طلب منّي عساف، الذي شغل منصب مدير كلية الفنون في الجامعة اللبنانية، دراسة المسرح ومشاركته في مسرحيته الثانية "حكاية 36"، ورغم دراستي في الجامعة العربية، اختصاص تجارة ومحاسبة، لكنني عدلت عن متابعة الدراسة وتقدّمت إلى معهد الفنون، مع 200 طالب آخرين، وكنت بين الـ20 طالباً الذين قُبلوا. خلال امتحان الدخول سألني فايق حميصي من يعجبك من المخرجين، أجبته بأنني معجب بزياد الرحباني، فاستغرب روجيه عساف لأنه كان يعتبر زياد الرحباني "شعبياً" غير أكاديمي، وأخبرته أنّه يعجبني لأنّه قريب من الناس، وكسر قواعد المسرح التقليدي، بعد نجاحي صار همّي الحفاظ على هذا الإنجاز والتفوق".

يضيف محمد الشولي: "أديت أدواراً ثانوية في السينما، ثم بدأت بمسرح الأطفال، لأننا كنّا نفتقر إليه، وكانت أوّل مسرحية أخرجتُها هي "ديك الزمان" بطولة هند طاهر وهاني كيكي، ومجموعة من طلاب معهد الفنون حديثي التخرّج، ووجدت أنّ الفكرة مهمّة ولاقت إقبالاً، ثم عرضنا مسرحية "كذبة كبيرة" من إخراجي وبطولة نديم حموي وسعد حمدان وهند طاهر، ومسرحية "بين حانا ومانا" بطولة بيار جماجيان وأماليا أبي صالح. أمّا مسرحية الأطفال "فيلو ونمّول" من بطولة أماليا أبي صالح ومهدي زعيتر، فقد كانت نقطة تحوّل في الأداء المسرحي، واعتماد أسلوب جديد في الإخراج المسرحي".

يضيف الشولي: "استلمت مهمّة رئيس الاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين في لبنان عام 1993 وكان همّي إعداد فرقة مسرح وإيجاد شباب يهتمّ بالفنون، والمشكلة أن هناك فنانين ولكن ليسوا أكاديميين مما أدى لعدم التطور، وبدأت بورش التدريب لإعداد ممثلين، وشكلنا فرقة المسرح الوطني الفلسطيني وصرنا كلّ عام ننتج عملاً. ومن أهمّ الأعمال مسرحية "أم سعد" للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، و"العرس الفلسطيني"، و"حكاية عوض"، و"الفراشة المسلحة"، "ثورة الزنج" لمعين بسيسو، و"القبعة والنبي" لغسان كنفاني، و"سقوط الهوية الثانية" عن رواية "الدكتاتور" لعصام محفوظ، و"الجاكيت يا مجبور" وآخرها "المروّض" عن "النمور في اليوم العاشر" لزكريا تامر...

وعن فكرة مسرحية "الفصل الأخير" يقول الشولي: "عملت 35 عاماً في الإخراج المسرحي، ولكنّي أحببت أن أنهي مسيرتي الفنية بمسرحية تحكي قصّتي، وستكون من تأليفي وتمثيلي وإخراجي، وستشمل كافّة الجوانب الحياتية للاجئ الفلسطيني التي عشتها في لبنان".

دلالات

المساهمون