مشاهير عرب وعالميون يصبغون وجوههم باللون الأسود: التضامن الساذج

مشاهير عرب وعالميون يصبغون وجوههم باللون الأسود: التضامن الساذج

12 يونيو 2020
سهيلة بن لشهب مغنية وممثلة جزائرية (فيسبوك)
+ الخط -
تعرّض مشاهير عرب وعالميون لانتقادات حادة، بسبب طريقتهم في التضامن مع أصحاب البشرة السوداء ضد العنصرية؛ إذ استخدموا لذلك تنكر "بلاك فيس"، وصبغوا وجوههم باللون الأسود في خطوة اعتقدوا أنها تضامنية، من دون أن يعلموا أنهم انخرطوا في تقليد هو نفسه ذو أصول عنصرية. 
المغنية والممثلة الجزائرية، سهيلة بن لشهب، كانت واحدة من عدد من المؤثرين الذين نشروا صوراً لأنفسهم ونصف وجوههم مطلي باللون أسود. وعلّقت الفنانة على الصورة وكتبت: "ليس لأننا سود من الخارج فإننا سود من الداخل، العنصريون هم من قلبهم أسود".
وتسببت هذه الصورة والعبارات بحملة انتقادات واسعة ضدها، رأت أنّ تضامناً كهذا هو خطوة ساذجة؛ بسبب استخدامها تنكراً وعبارات مهينة للسود. 

وجرّت الفنانة اللبنانية، تانيا صالح، على نفسها موجة نقد واسعة بعدما نشرت صورة لها تظهر فيها وهي ببشرة داكنة مع شعر مجعّد، وعلقت عليها: "أتمنى لو كنت سوداء"، و"دعمي الكامل للأشخاص الذين يطالبون بالمساواة والعدالة لجميع الأجناس في أي مكان في العالم".

لكن يبدو أن الفنانة أيضاً قد فاتها أنها تضامنت مع السود ضد العنصرية، باستخدام "بلاك فيس"، أحد أبرز أشكال العنصرية في التاريخ الفني. 


ونشرت مؤثرة في عالم التجميل في بولندا، اسمها ماريتا سورما، صورة بنصف وجه مصبوغ باللون البني، مع تعليق يقول: "نحن متماثلون، الأمر ليس الأبيض مقابل الأسود، الجميع ضد العنصرية". لكن موجة النقد المؤثرة اضطرتها إلى إغلاق حسابها في وجه العامة، وجعله في الوضع الخاص.
وهاجم الرسام الساخر والناشط الاجتماعي السياسي، سانت هواكس، هؤلاء المؤثرين، مستنكراً "كيف يمكنكم نشر الوعي حول موضوع لا تعرفون عنه سوى القليل؟". وتابع: "إذا كنتم تهتمون حقاً بقضية ما، فأقل ما يمكن فعله هو تثقيف أنفسكم بشأنها. إنه أمر مثير للغضب أننا ما زلنا بحاجة إلى تثقيف الناس حول التاريخ العنصري والمؤلم لـ"بلاك فيس". لا يجب أن نجري هذه المحادثة في 2020".

و"بلاك فيس" هو تنكّر يعود تاريخه إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما بدأ المسرحيون يرسمون وجوههم باللون الأسود في عروض كوميدية تسخر من العبيد الأفارقة.

وأدت هذه العروض إلى بناء صورة سلبية عن السود، وإلى أثر مدمر في الفن والترفيه والثقافة الشعبية، وتسبّبت في جرح مشاعر الأميركيين من أصول أفريقية.

دلالات

المساهمون