أغان تناولت قضايا نسوية في نهاية 2018

وتعتبر أغنية Santa Baby التي أصدرتها الأميركية، مايلي سايرس، ضمن برنامج "The tonight show" من أبرز هذه الأغاني، وهي الأغنية التي اقتبستها سايرس عن أغنية كلاسيكية للراحلة إرثا كيت تحمل ذات الاسم... فاستخدمت سايرس اللحن الكلاسيكي ذاته، وجزءا من كلمات الأغنية الأصلية، لتصوغ أغنية جديدة تتناقض مع الأصل بالتوجه والمعنى. ففي حين كانت الراحلة، كيت، تتغنى بأغنيتها بطقوس "الكريسماس"، وتناشد "سانتا" المتسلل عبر مدخنتها لتنفيذ قائمة طويلة بالطلبات، تتضمن الفرح والحب وخاتم الزواج، فإن سايرس تأتي لتعلن عبر اللحن ذاته عن قدرتها كأنثى على تحقيق كل ما تريده بعملها وإرادتها الحرة، وتنصح "سانتا" بالابتعاد عن مدخنتها، لتتمكن من خلال إقحامها لبعض التعديلات على الأغنية من قلب معناها وإضفاء صيغة التمرد النسوي على أغنية "الكريسماس" الأشهر، رغم أن سايرس حافظت على الأسلوب الكلاسيكي، والطابع الاحتفالي للأغنية.

ولا تعتبر أغنية سايرس الأغنية النسوية الوحيدة التي أعدت في ختام 2018، فهناك العديد من المغنيات العالميات اللواتي اخترن أن يختتمن السنة بأغان تحمل لواء القضايا النسوية، مثل جينفر لوبيز، التي أطلقت قبل أيام أغنية Limitless. الأغنية التي لا ترتقي فنياً لمستوى ما قدمته لوبيز عبر تاريخها الفني الطويل، والتي صورت على طريقة الفيديو كليب باستخدام "غرافيك" عفا عليه الزمن ومضى، حاولت لوبيز أن تضفي عليها قيمة إضافية من خلال تحميلها قضية نسوية. وصرحت لوبيز بأن الهدف من طرح الأغنية، هو أن تجعل جميع النساء يعرفن بأنهن غير محدودات.



وفي الحقيقة، يبدو التصريح فضفاضاً على الأغنية، فالكلمات واللحن لا يبدوان مختلفين كثيراً عما كانت تقدمه لوبيز في أغانيها العاطفية. إلا أن الذي تؤكده هاتان الأغنيتان اللتان جاءتا في الأسبوع الأخير من 2018، هو أن اللجوء للقضايا النسوية بات موضة فنية. وقد قامت العديد من المغنيات العالميات خلال السنة بطرح أغان نسوية للتماشي مع الموضة، كما فعلت كريستينا أغيليرا في ألبوم Liberation، والتي تضمنت عدة أغان عبرت فيها أغيليرا عن رغبتها بالتحرر من دورها الاجتماعي كزوجة وأم. وقدمت به مجموعة من المشاعر المضادة، لتطرح مفهوم الحب دون تخلي المرأة عن استقلاليتها. وجدير بالذكر أن هذه الموضة الفنية درجت بعد أشهر من حملة "مي تو"، وجاءت كنوع من التفاعل الثقافي مع القضايا الرائجة حول العالم.