مهرجان مانهايم... المدينة كلها في الشارع

مهرجان مانهايم... المدينة كلها في الشارع

مانهايم (ألمانيا)

ندى صبح

avata
ندى صبح
28 أكتوبر 2018
+ الخط -
"تعال لنغير ليل مانهايم، أو لنقول لألمانيا والعالم أن لا مهمشين في المدينة، التي تحتضن مصب نهري الراين والنيكار، و168 قومية". هذا ما كان يقوله مهرجان "التفاتة الليل" (بالألمانية NACHTWANDEL) والذي أقيم مدار ليلتين واختتم أمس السبت في مانهايم (جنوب غرب ألمانيا).

تعرف هذه المدينة  بتعددها الثقافي والمجتمعي، وبمينائها الداخلي الأكبر في ألمانيا الذي تعبره السفن التجارية الأوروبية. أما على أطرافها فثمة منطقة مهمشة  اجتماعياً تدعى "يونغ بوش". نسيجها الاجتماعي يتكون غالباً من مهاجرين  شرعيين و"غير شرعيين" من مختلف البلدان، وخصوصاً أوروبا  الشرقية.
غير أن "يونغ بوش" التي كانت سابقاً ميناء وفضاء للتجارة على نهر النيكر، أصبحت تعرف بوصفها معقلاً لإنتاج الجريمة والبغاء.

تتردى أوضاع الفئات التي تقطنها يوماً بعد يوم، كونها حاضنة للفقراء والمهاجرين، ومنهم -وحولهم- مروجو المخدرات وممولو بيوت الدعارة، والخارجون عن القانون. بالنسبة للغرباء، أصبحت هذه المنطقة بؤرة خوف. الكل يحيد عن السكن فيها. حتى إن محالها ودكاكينها وحاناتها ومطاعمها لا يرتادها إلا سكان "يونغ بوش".

من بين سكان هذه المنطقة مجموعة فنانين اعتادوا على اللقاء بشكل شبه دائم لتبادل الأفكار والمعارف، ومن هنا ولدت الفكرة بأن قرروا أن يزرعوا بذرة أمل.

عام 2003 أسس هؤلاء الفنانون نادياً يضم أطياف المنطقة، بهدف إخراجها من العزلة الاجتماعية الموحشة، وحتى يتواصل معها الوافدون من الخارج، فيبصروا بشراً مثلهم، لهم طرق حياة طبيعية كباقي البشر.

قرر القائمون على النادي إطلاق مهرجان "التفاتة الليل" في أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام.

لماذا على ليل "يونغ بوش" أن يلتفت؟

يبدو أن الفنانين يريدون للجميع أن يلتفتوا إلى ليل آخر في هذه المنطقة، غير الليل النمطي المقفر الخاوي والسري. الجموع تملأ الشوارع وتعرض فسيفساء الهويات بمحبة. ههنا الموسيقى والرقص والغناء والرسم والأطعمة من كل طعم ولون.

وبحضور إعلامي صحافي وتلفزيوني ألماني وأوروبي واسع، لفت الانتباه هذ العام مشاركة العرب، وخصوصاً اللاجئين السوريين والفلسطينيين من فنانين تشكيليين وموسيقيين وراقصين. واشتعلت في الساحات والشوارع والمقاهي حلقات الدبكة ومعزوفات التراث.

وكان للمطبخ الشرقي حظ وافر، إذ أتاحت الفعاليات للجمهور بأسعار زهيدة تذوق أطعمة من المطبخ التركي والشامي بتفصيلاته السورية والفلسطينية واللبنانية.

ولا تغفل العين كذلك المشاركة الأفريقية سواء في الرقصات المحمولة على الإيقاعات والغناء، وكذلك الأشغال اليدوية التراثية واللوحات الفنية.

إذا ذهبتَ إلى صالات عرض للفنون التشكيلية، فستكون أمام تجربة مختلفة. ثمة مرسم حر، يستطيع أي زائر أن يتدخل ويقترح، ويترك أثره في اللوحات المنصوبة على الجدران لهذه الغاية.

بالهويات المتجاورة بالحسنى، وبالجمال، وبقبول الآخر استطاع جماهير مهرجان "ناخت فاندل" التي ملأت الشوارع والساحات حتى الصباح أن تقول قولتها وتعلي نداءها، لتعزيز فكرة الوحدة الإنسانية بين بني البشر.

ذات صلة

الصورة
تحاول السلطات الألمانية قمع المتعاطفين مع فلسطين (ينغ تانغ/Getty)

مجتمع

يواصل البرلمان الألماني "البوندستاغ" مناقشة التعديلات المطروحة حول التجنيس، وبينما تضم التعديلات تقليص عدد سنوات الإقامة اللازمة للحصول على الجنسية، برز نقاش جد
الصورة

سياسة

أقحم الملياردير إيلون ماسك نفسه في السياسة الألمانية، يوم الجمعة، حيث شارك منشوراً على حسابه الآخر على منصة التواصل الاجتماعي X الخاصة به.
الصورة

اقتصاد

إن كنت من المهتمين بالعمل في ألمانيا، الاقتصاد الأوروبي الأول، فلعل من المفيد جداً بالنسبة إليك أن تعلم أن هذا البلد المهم يحتاج إلى نحو 7 ملايين موظف في 200 مهنة. إليك التفاصيل.
الصورة

منوعات

افُتتح مهرجان كناوة وموسيقى العالم في مدينة الصويرة المغربية بصيغته الأصلية، بعد توقفه 3 سنوات بسبب جائحة كوفيد-19، "ليكرّس القيم الإنسانية" التي تميزه، بحسب مديرته ومنتجته نائلة التازي.

المساهمون