بغداد تتحصّن من خطر "داعش" في الأنبار... وتستنجد بطهران

بغداد تتحصّن من خطر "داعش" في الأنبار... وتستنجد بطهران

19 مايو 2015
متطوعون من الأنبار لقتال "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
أصبح خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على أسوار العاصمة العراقية بغداد، عقب سيطرته على الرمادي والكرمة والفلوجة، ما دفع السلطات الأمنية إلى نشر تعزيزات أمنية من عناصر الجيش والشرطة ومليشيا "الحشد الشعبي"، فيما سارعت وزارة الدفاع إلى طلب النجدة من إيران، عقب وعود أميركية بالمساعدة. وعود أميركية سرعان ما تحولت إلى ضوء أخضر لدخول مليشيات الحشد الشعبي معركة تحرير الأنبار "طالما أنها تحت سلطة الحكومة المركزية" وفق ما أعلنت واشنطن مساء أمس الاثنين.

وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية لـ"العربي الجديد"، إن القوات الأمنية كثفت نقاط التفتيش، وقطعت بعض الطرق بالحواجز في منطقة التاجي شمالي العاصمة، وفي أبو غريب غربها، مشيراً الى أن سيطرة "داعش" على الرمادي، وقبلها الكرمة والفلوجة، يعني أن "الإرهابيين أصبحوا على مشارف بغداد". وأضاف أن "المعارك انتقلت يوم الاثنين الى منطقتي ذراع دجلة والحصوة"، في أطراف العاصمة الغربية، متوقعاً أن تكون الأيام المقبلة صعبة على العراقيين في ظل الانهيارات الأمنية المتسارعة.

وكشف المصدر نفسه عن طلب وزارة الدفاع مساعدات عسكرية عاجلة من إيران، مؤكداً أن وزير الدفاع الإيراني حسن دهقان، الذي وصل الى بغداد صباح أمس، اجتمع فور وصوله بعدد من القادة العسكريين والمسؤولين في وزارة الدفاع، لبحث سقوط الأنبار بيد تنظيم "داعش"، ووضع الحلول اللازمة. وأضاف أن "الوزير الإيراني شدد على ضرورة إسناد معارك الأنبار لمليشيا (الحشد الشعبي)، التي تمتلك الخبرة في حرب المدن، فضلاً عن تماسكها العقائدي، ومرجعيتها الموحدة التي تعتبر من أهم عوامل النصر"، كما نقل المصدر، مشيراً إلى أنّ الوزير الإيراني دعا "القيادات العسكرية الى التعاون مع (الحشد) وإفساح المجال أمامه كي يدخل ساحات القتال خلال الساعات المقبلة".

ومارست قيادات في مليشيات "الحشد الشعبي" ضغوطاً وتهديدات على بعض أعضاء مجلس محافظة الأنبار، للتصويت على قرار دخول "الحشد" الى المحافظة. وقال مصدر في مجلس المحافظة لـ"العربي الجديد"، في وقت سابق، إن التهديدات لوحت بترحيل الأعضاء الذين يسكنون في بغداد، ونقلهم الى مدنهم لقتال تنظيم "داعش" اذا لم يوافقوا على القرار. فيما وصل زعيم مليشيا "بدر" وزير النقل السابق هادي العامري، الى قاعدة الحبانية العسكرية شرقي الرمادي مع عدد من قادة "الحشد الشعبي" للمشاركة في عمليات تحرير الأنبار.

وفي سياق متصل، أعلن مجلس محافظة الأنبار عن وصول 3000 عنصر من مليشيات "الحشد الشعبي" الى المحافظة، مؤكداً في بيان أن المقاتلين الذين قدموا من المحافظات الجنوبية تمركزوا في قاعدة الحبانية استعدادا لبدء معارك التحرير. فيما أكد سكان لـ"العربي الجديد" وصول المئات من مقاتلي المليشيات الى ناحيتي عامرية الفلوجة والنخيب، جنوبي الأنبار، قادمين من محافظة كربلاء.

يأتي ذلك في وقت لجأت قوات الجيش العراقي المتبقية في الأنبار إلى تحصين نفسها في قاعدة الحبانية من خلال إقامة السواتر الترابية.

وقال مصدر عشائري لـ"العربي الجديد"، إنّ "آليات الجيش العراقي تعمل طوال الليل على إقامة سواتر ترابية قي محيط قاعدة الحبانية التي تضم الآن ما تبقى من قوات الجيش العراقي المنسحبة من ساحة المعركة"، مبيناً أنّ السواتر يقيمها الجيش على مسافة تزيد عن 2000 متر عن محيط القاعدة.

وأوضح المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه، أنّ "الآليات تعمل على قطع الطريق الرابط بين مدينة الرمادي وقاعدة الحبانية، والذي يعد الطريق الرئيس الوحيد المؤدي إلى القاعدة"، مشيراً إلى أنّ "داعش لا يبعد الآن عن قاعدة الحبانية شرقي الرمادي سوى عدّة كيلومترات وقد يصل إليها ظهر اليوم (أمس)".

وفي ظل تقدّم "داعش"، وصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الوضع في مدينة الرمادي بأنّه "مائع وملتبس"، مؤكّدة أنّها "ستساعد بغداد على استعادة الرمادي".

وقالت المتحدثة مورين شومان، إنّه "من السابق لأوانه إصدار بيانات محددة عن الوضع على الأرض في الرمادي هناك في هذا الوقت".

اقرأ أيضاً: كيري: الأوضاع ستنقلب ضد "داعش" في الرمادي

فيما ذكرت متحدثة أخرى وهي، أليسا سميث، أن "مقاتلي تنظيم (داعش) حققوا تفوقاً في القتال بمدينة الرمادي، وفي حال سقوط تلك المدينة فإنّ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة سيدعم القوات العراقية لاستردادها فيما بعد".

وأشارت إلى أنّ "الرمادي كانت محل صراع منذ الصيف الماضي وأصبح لتنظيم داعش التفوق فيها الآن"، معتبرة أنّ "خسارة هذه المدينة لا تعني تحول الحملة العسكرية العراقية لصالح تنظيم (داعش)، لكنّ ذلك يمنح التنظيم انتصارا دعائيا".

وقد دفع الانهيار الأمني الخطير في محافظة الأنبار، عشائر وأهالي المحافظة الى التوجه نحو حلّ الحكومة المحلية والسعي لتشكيل حكومة طوارئ لمواجهة الأزمة. 

اقرأ أيضاً: عشائر الأنبار تتوجّه لحل مجلس المحافظة وتشكيل حكومة طوارئ 

وقال عضو المجلس مزهر الملا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قادة المجتمع في الأنبار من وجهاء وشيوخ وسياسيين، أجمعوا على حل الحكومة المحلية لمحافظة الأنبار، والسعي لتشكيل حكومة طوارئ من كفاءات وقادة عسكريين وضباط الجيش العراقي السابق"، مبينا أنّ "حكومة الطوارئ ستعمل لمدة سنتين حتى إقامة انتخابات محلية". 

وأوضح أنّ "حكومة الطوارئ ستكون مهمتها العمل على تحرير محافظة الأنبار من (داعش)، والتنسيق مع حكومة بغداد بهذا الصدد".

المساهمون