اتفاق "بريكست": تفاؤل أوروبي وتيريزا ماي تستعيد زخمها

اتفاق "بريكست": بارنييه يبث جرعة تفاؤل إضافية وماي تستعيد زخمها

11 سبتمبر 2018
بث كلام بارنييه روح التفاؤل في مفاوضات "بريكست"(Getty)
+ الخط -


عادت روح التفاؤل إلى مفاوضات "بريكست"، اليوم الثلاثاء، بعد حديث كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه عن إمكانية الوصول إلى اتفاق خلال شهرين، في تأكيد للطابع الإيجابي المنتظر من القمة الأوروبية غير الرسمية التي ستعقد في مدينة سالزبرغ النمساوية بعد غدٍ، الخميس، في وقت استعادت رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي الزخم، بعد أيام صعبة تعرضت فيها لانتقادات المتشددين داخل حزبها.

وقال بارنييه خلال مؤتمر عقده في بليد في سلوفينيا، أمس: "أعتقد أنه إذا كنا واقعيين، فإننا سنصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من المفاوضات، والتي هي معاهدة بريكست، في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع"، موضحاً أنه "عند الأخذ في الحسبان الوقت اللازم لتصديق المعاهدة من قبل مجلس العموم من جهة، والمجلس والبرلمان الأوروبيين من جهة أخرى، فإننا يجب أن نصل إلى اتفاق مع بداية نوفمبر/تشرين الثاني. أعتقد أن الأمر ممكن".

ويأتي التحول في موقف بارنييه تأكيداً للطابع الإيجابي المنتظر من القمة الأوروبية، الخميس المقبل، والتي يتوقع أن تبت في موقف الاتحاد الأوروبي من القضايا العالقة في صفقة "بريكست"، مثل الصفقة الجمركية والحدود الإيرلندية. كما يؤكد التصريح تزويد كبير المفاوضين الأوروبيين بتوجيهات جديدة، تمكنه من حسم الاتفاق مع بريطانيا خلال الفترة المطلوبة.

من جهتها، طلبت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من وزراء حكومتها، المباشرة في جولة على مستوى البلاد، بهدف حشد الدعم لـ"خطة تشيكرز"، في خطوة تعكس مدى استعادتها للمبادرة، بعد سلسلة الاستقالات والهجمات التي تلقتها من جناح متشددي "بريكست" في حزبها.

وتجلت آخر المحاولات للتشويش على ماي، خلال اليومين الماضيين، في مقالين نشرهما وزير الخارجية السابق بوريس جونسون في الصحافة البريطانية اليمينية، إضافة إلى تصريحات للوزير السابق ستيف بيكر، أشار فيها إلى وجود 80 نائباً من حزب ماي (حزب المحافظين) مستعدين للتصويت ضد "خطة تشيكرز"، محذراً من أن إصرار رئيسة الوزراء البريطانية على الدفع بهذه الخطة "سيؤدي إلى انشقاق الحزب".

إلا أن ماي تدرك أن استمرارها في منصبها، ونجاة حزبها، مرتبطان بنجاح مفاوضات "بريكست". ولذلك فقد وجهت وزراءها للانطلاق في جولةٍ، يستهدف كل منهم فيها دائرتين انتخابيتين، للدفاع عن "خطة تشيكرز"، على أنها الخطة العملية الوحيدة، وذلك قبل حلول موعد مؤتمر المحافظين المقبل في نهاية شهر سبتمبر الحالي.

كما أن ماي تدرك أن تصريحات بيكر مبالغٌ فيها، خاصة بعدما قررت مجموعة الأبحاث الأوروبية المؤيدة لـ"بريكست" المشدد، والتي يرأسها جاكوب ريس موغ، التراجع عن نشر خطتها الخاصة، بسبب الخلافات الداخلية في المجموعة، ما يدفع الحكومة للاعتقاد بأن أي تمرد برلماني على صفقة "تشيكرز" في حزبها سيكون ضئيلاً.

وتماشياً مع توجهات ماي، قال متحدث باسم الحكومة إن "خطة تشيكرز هي الخطة الوحيدة على الطاولة، والتي ستطبق رغبة الشعب البريطاني، وتتجنب الحدود الصلبة في إيرلندا الشمالية. تعمل رئيسة الوزراء بجد على تأمين الصفقة، وتأمل أن تحصل على دعم جميع النواب".


وكانت صحيفة "ذي تايمز" قد نقلت عن مصادر حكومية بريطانية تأكيدها أن موقف بارنييه من "تشيكرز" تبدل خلال الأسابيع الماضية، حيث تمّ توجيه الموظفين الحكوميين للتحضير للتصويت على صفقة بحلول موسم عطلة الشتاء، نهاية العام الحالي. وتسعى ماي من خلال حشد دعم البريطانيين، وخاصة من قواعد حزبها، إلى ضمان الأغلبية البرلمانية التي تمتلكها، وبهامش 13 صوتاً، وذلك في حال صوّت جميع نواب حزبها ونواب حليفها البرلماني، حزب الاتحاد الديمقراطي الإيرلندي، لصالح الاتفاق.

وتؤكد الصحيفة أن الأجواء الإيجابية تسود مقر الحكومة البريطانية، لكون الجانب الأوروبي قد توصل إلى قناعة بعدم السماح بانهيار المحادثات. ونقلت عن مصدرها اعتقاده بأن "هناك إقراراً من الجانبين بضرورة التوصل إلى اتفاق. ليس الأمر في مصلحة أحد أن تفشل المفاوضات".

وينتظر أن تتجه تيريزا ماي إلى سالزبرغ لحضور القمة الأوروبية، وإقناع الجانب الأوروبي بإمكانية تطبيق مقترحاتها، وهو ما يتوقع أن تقوم به بنجاح، في ظلّ المرونة الأوروبية الجديدة. وتسعى ماي للاستفادة من هذا التقدم في المفاوضات خلال مؤتمر حزب المحافظين السنوي، بهدف دعم موقفها في زعامة الحزب، وتقويض الجناح المتشدد الذي يمثله جونسون وجاكوب ريس موغ.

 

المساهمون