حصار حلب يدخل مرحلة جديدة والمعارضة صامدة

حصار حلب يدخل مرحلة جديدة والمعارضة صامدة

05 يوليو 2016
قوات المعارضة في معارك حلب (حسين نصير/الأناضول)
+ الخط -
بدأت قوات النظام السوري بفتح جبهات قتال جديدة قرب خط إمداد المعارضة الوحيد إلى حلب، وذلك بالتزامن مع استمرار صمود قوات المعارضة السورية في ضواحي حلب الشمالية، ونجاحها في التصدّي لهجمات النظام وحلفائه المستمرة على المناطق القريبة من أوتوستراد الكاستيلو منذ أكثر من شهر.

ميدانياً، نجحت قوات المعارضة، خلال الأسابيع الماضية، بالتصدّي لجميع هجمات قوات النظام ومليشيا "لواء القدس" المكوّن من مقاتلين فلسطينيين موالين للنظام، وقوات حزب الله، والمليشيات العراقية والإيرانية والأفغانية على مناطق الملاح وحندرات والأسامات وعرب السلوم شمال حلب. وتمكنت فصائل "نور الدين زنكي" و"الجبهة الشامية" وغيرها من فصائل المعارضة، في نهاية الأسبوع الماضي، من التصدّي للهجوم الكبير الذي شنّته قوات النظام وحلفاؤها وسيطرتها على منطقتي عرب السلوم والأسامات، وأجزاء من مزارع الملاح، قبل أن تنجح قوات المعارضة باستعادة السيطرة عليها.

ويبدو أن فشل قوات النظام المستمر بالاقتراب من أوتوستراد الكاستيلو، خط إمداد المعارضة الوحيد إلى حلب، من الجهة الشمالية، دفعها للتفكير جدياً بمهاجمة مناطق سيطرة المعارضة القريبة من الأوتوستراد داخل مدينة حلب. وبدأت قوات النظام اعتباراً من يوم الأحد، هجوماً كبيراً، على أحياء البني زيد والخالدية الواقعة شمال مدينة حلب، وإلى الجنوب مباشرة من الأوتوستراد الاستراتيجي، الذي تُسخّر قوات النظام حلفاؤها في حلب كل إمكانياتها خلال الأسابيع الماضية بهدف قطعه.



من جهته، يقول الناشط، حسن الحلبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "قوات النظام مدعومة بقوات من لواء القدس، شنّت هجوماً عنيفاً على منطقة الخالدية، تحديداً منطقة الصالات ومستودعات الغاز، التي تتمركز على أطرافها قوات المعارضة، منذ أكثر من أربع سنوات. ونجحت قوات النظام، مساء الأحد، بالتقدم والسيطرة على نقاط كانت بيد قوات المعارضة في المنطقة، لكن قوات المعارضة شنّت قصفاً عنيفاً بالصواريخ محلية الصنع على النقاط التي تقدّمت إليها قوات النظام ونجحت، صباح أمس الإثنين، باستعادة السيطرة على النقاط التي خسرتها، وأعلنت أنها تمكنت من تدمير دبابة لقوات النظام في المنطقة".

وكانت قد جرت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وقوات المعارضة بشكل متزامن على أطراف حي بني زيد، المجاور لحي الخالدية، حيث نجحت قوات المعارضة بالتصدّي، أيضاً، لهجوم جديد لقوات النظام في المنطقة، يرمي إلى الاقتراب من الكاستيلو من الجهة الجنوبية. وتزامن توسيع قوات النظام هجماتها البرية في محيط الكاستيلو، التي فشلت جميعاً، حتى الآن، في تحقيق تقدم يذكر، مع توسيع الطيران الروسي لخريطة المناطق، التي باتت غاراته تستهدفها يومياً.

في هذا الصدد، تفيد مصادر في مؤسسة الدفاع المدني في حلب لـ"العربي الجديد"، أن "طائرات يعتقد أنها روسية ألقت، أمس، ست حاضنات كبيرة للقنابل العنقودية، فوق حي بني زيد، الذي تحاول قوات النظام اقتحامه. وأدى انفجار حاضنات القنابل العنقودية في الجوّ فوق الحي إلى انتشار مئات القنابل العنقودية في شوارع الحي وعلى أسطح المباني. وانفجر بعضها فيما بقي معظمها ليتحوّل لما يشبه الألغام ويهدد حياة من تبقى من سكان الحي". وتلفت المصادر إلى أن "فرق الدفاع المدني تقوم بالتعاون مع مختصين بالمتفجرات من قوات المعارضة بمحاولة نزع القنابل العنقودية وجمعها من الحي لإبعاد خطرها عن السكان".

كما ألقت طائرات حربية، يُعتقد أنها روسية، قنابل عنقودية، أيضاً، على طريق الكاستيلو وعلى منطقة الملاح، بالتزامن مع قيام مروحيات النظام بإلقاء أكثر من عشرة براميل متفجرة، حتى عصر أمس، على تلك المناطق بالإضافة لكفرحمرة شمال حلب. ما أدى لأضرار مادية كبيرة وسقوط إصابات بين المدنيين.

وعلى الرغم من استمرار صمود قوات المعارضة على جبهات القتال شمال حلب، وتحقيقها مزيداً من التقدم خلال الأسابيع الأخيرة على جبهات القتال جنوب المدينة، إلا أن خطر نجاح قوات النظام أخيراً، في تحقيق خرقٍ سيُمكنها من التقدم في منطقة الملاح، بحيث تقطع أوتوستراد الكاستيلو، ومحاصرة مناطق سيطرة المعارضة في حلب. وهو احتمال لا يزال قائماً.

وسيعني ذلك في حال حدوثه تمكن قوات النظام من تسجيل نصر عسكري كبير ضد قوات المعارضة، في أهم معاقلها على الإطلاق في الشمال السوري. الأمر الذي سيكون له آثار سلبية على وضعية المعارضة السورية على المستوى السياسي، وهو ما يجعل قوات المعارضة تستبسل في الدفاع عن طريق الكاستيلو، كي لا تدخل في تعقيدات حصار حلب الميدانية والسياسية.