إسرائيل: حركة المقاطعة تتسبب بتراجع العلاقة مع الأميركيين الأنغليكانيين

إسرائيل: حركة المقاطعة تتسبب بتراجع العلاقة مع الأميركيين الأنغليكانيين

10 اغسطس 2016
أنشطة BDS تؤثر على مكانة إسرائيل في العالم(مشيلي رال/Getty)
+ الخط -
العالم يتعامل مع إسرائيل كدولة "منبوذة"، هذا ما أقرت به وكيلة وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، سيما فاكنين جيل، قبل أن تؤكد حدوث تراجع كبير في العلاقات مع المسيحيين الأنغليكانيين، الذين يمثلون أكثر شرائح المجتمع الأميركي قرباً من الكيان الصهيوني وتبنياً لمواقفه. وقالت جيل قبل يومين، إن تحولات كبيرة طرأت على توجهات المسيحيين الأنغليكانيين من إسرائيل، مشيرة إلى تراجع وتيرة تبنيهم للأجندة الإسرائيلية. وفي إفادتها أمام لجنة "الشفافية" التابعة للبرلمان، مساء الأحد الماضي، قدمت جيل مثالاً يدل على تأثر المصالح الإسرائيلية سلباً بسبب التحولات في مواقف الأنغليكانيين. وأشارت إلى أن هؤلاء لم يعودوا يولون التهديد النووي الإيراني اهتماماً يذكر، ما يسمح للإدارة الأميركية بالمضي قدماً في تطبيق الاتفاق مع طهران، وتطوير العلاقة معها. ورسمت جيل صورة قاتمة عن مستقبل العلاقة مع الإنغليكانيين قائلة "لقد خسرنا العلاقة مع جيل الألفية السعيدة (أهم مرتكزات عقيدة الأنغليكانيين)، وها هي دولة إسرائيل واليهود يخسرون العلاقة مع الجيل الثاني من الأنغليكانيين".

ونقل موقع "والا"، يوم الاثنين، عن جيل، قولها إن التحولات التي طرأت على توجهات الأنغليكانيين هي "نتاج أنشطة نزع الشرعية التي تمارس ضد إسرائيل داخل الولايات المتحدة". وفيما يشكل نسفاً لمزاعم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن قبل أسبوع انتصار إسرائيل على حركة المقاطعة الدولية (BDS)، أوضحت جيل أن تدهور مكانة إسرائيل وفشلها في إقناع العالم بروايتها، يرجع بشكل أساس إلى أنشطة هذه الحركة. واستدركت جيل قائلة: "يتوجب علينا أن نتوقف عن تسمية هذه الحركة باسم BDS، بل يتوجب أن نطلق عليها حركة نزع الشرعية عن حق إسرائيل في الوجود"، على حد تعبيرها.

وشددت جيل على أن أنشطة BDS لم تؤثر فقط على المسيحيين الأنغليكانيين، لافتةً إلى تراجع العلاقة بين إسرائيل وقطاعات واسعة من الشباب اليهودي الأميركي، بفعل أنشطة هذه الحركة. وأقرت جيل بأن العالم ينظر إلى إسرائيل كدولة "منبوذة، فعندما تذكر إسرائيل يتم استدعاء نظام الفصل العنصري"، مشددة على أن معيار نجاح الكيان الصهيوني في الحرب ضد حركة المقاطعة الدولية هو إقناع العالم بالرواية الرسمية لدولة الاحتلال، والتوصل إلى معادلة تحول دون أن "يشكك أحد بحق إسرائيل في الوجود". وكشفت جيل النقاب عن أن معظم الوسائل والأنشطة التي تستخدمها وزارة الشؤون الاستراتيجية التي تدير المواجهة ضد حركة BDS، تتسم بالطابع السريّ، مؤكدةً أن الوزارة تنسق بين عمل الكثير من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في الحرب على هذه الحركة.


ونظراً لطابع المعركة السري، فقد رفضت جيل طلب رئيسة لجنة "الشفافية"، ستاف شبير، الكشف عن بنود موازنة الوزارة. وزعمت أن السرية تتطلب عدم الكشف عنها. وفي السياق، نقلت صحيفة "هآرتس"، في عددها الصادر يوم الإثنين، عن مساعد وكيل وزارة الشؤون الاستراتيجية، تساحي جبرئيلي، قوله إن وزارته تُعرّف "نزع الشرعية" بوصفه "نشوء تنظيمات وبروز أفكار حول موضوع طارئ لتبرير رفض وجود إسرائيل كدولة قومية تمثل الشعب اليهودي". ونقلت "هآرتس" عن وزير الشؤون الاستراتيجية، جلعاد أردان، أن سلطات الاحتلال قد تقرر نقل مقر الوزارة من القدس إلى تل أبيب لكي تكون قريبة من مقار الهيئات القيادية في الجيش والأجهزة الاستخباراتية، على اعتبار أن جهود الوزارة في مواجهة حركة BDS، تقوم على التعاون مع الجيش والاستخبارات.


ومما لا شك فيه أن الإقرار الإسرائيلي بتراجع العلاقة مع الأنغليكانيين في الولايات المتحدة يعد تحولاً ذا دلالة خاصة. لأن هذه الشريحة من الأميركيين لعبت دوراً كبيراً في دعم مصالح إسرائيل في الولايات المتحدة، وساهمت أيضاً في دعم المشاريع الاستيطانية والتهويدية في الضفة الغربية والقدس. وكشف تحقيق بثته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية قبل عامين، أن أنغليكانيين أميركيين جمعوا مئات الملايين من الدولارات سنوياً لدعم المشاريع الاستيطانية، إلى جانب تمويل عمل الجمعيات اليهودية المسؤولة عن تنفيذ الأنشطة التهويدية داخل المدينة. وحسب ما جاء في التحقيق، فإن الأنغليكانيين يحرصون سنوياً على تنظيم عدد كبير من المؤتمرات في أرجاء الولايات المتحدة لحشد التأييد لإسرائيل ولجمع التبرعات لها.