روحاني يلوّح بتغيير مستوى التعاون مع الوكالة الذرية

روحاني يلوّح بتغيير مستوى التعاون مع الوكالة الذرية...والحرس الثوري يهدد بإغلاق "هرمز"

04 يوليو 2018
جهود دبلوماسية يبذلها روحاني لمواجهة حصار أميركي محدق (Getty)
+ الخط -

التقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، خلال زيارته النمسا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوكيا أمانو، وبحث معه التطورات المتعلقة بالاتفاق النووي بعد انسحاب أميركا منه، وقال إن مستوى التعاون مع الوكالة قد يتغير، وبأن هذا الأمر تتحمل مسؤوليته الأطراف التي تسببت بالوضع الجديد، في إشارة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي اختار الخروج من الاتفاق النووي.

ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية عن روحاني قوله، كذلك، إن الاتفاق النووي "إنجاز دبلوماسي بالغ الأهمية، واستمرار العمل به يعتمد على التوازن في تطبيق التعهدات من قبل جميع
الأطراف الباقية في الاتفاق النووي"، وذكر روحاني أنه "ما من مبرر لتبقى إيران في الاتفاق في حال عدم تأمين حقوقها فيه".

واعتبر روحاني أن "انسحاب أميركا من الاتفاق أثّر كثيرًا على توازنه، وهو ما يستدعي تقديم ضمانات من قبل الآخرين للتعويض عن خسائر طهران؛ فمن غير المنطق أن يلتزم طرف واحد بما عليه، مقابل أن يتجاهل الآخرون تعهداتهم".

من جهته، اعتبر أمانو أن لقاءه بروحاني يأتي في مرحلة حساسة للغاية، وبأن الوكالة الدولية ستستمر بالتواصل مع طهران، وستحاول جاهدة الحفاظ على الاتفاق، منبها إلى أن التقارير المختلفة التي صدرت عن الوكالة تؤكد التزام طهران بما عليها، كما أشاد بردّة فعلها وعدم تسرعها في اتخاذ قرارها عقب الانسحاب الأميركي.

وفي النمسا أيضًا، عقد الرئيس روحاني مؤتمرًا صحافيًا مشتركًا مع رئيس الوزراء النمساوي، سباستيان كورتس. وذكر الرئيس الإيراني أن بلاده ستختار طريقها وفقًا لمصالحها، وبأن استمرار الاتفاق يمكنه أن يرفع ويعزز مستوى التعاون بين إيران والاتحاد الأوروبي.

وأكد روحاني أنه بحث مع المسؤولين الأوروبيين ملفات إقليمية من قبيل ما يجري في اليمن، وأشار إلى أنه على السعودية أن توقف الخيار العسكري هناك، كما ذكر أن طهران ستبقى إلى جانب نظام بشار الأسد في سورية، وبأن المفاوضات في أستانة، بمشاركة إيران وروسيا وتركيا، "تسير على نحو جيد".

وفي مكان آخر، عقد روحاني اجتماعًا اقتصاديًا بحضور فاعلين من إيران والنمسا، وقال هناك إن "الحكومة الأميركية الحالية لن تبقى للأبد، لكن العلاقات الاقتصادية بين إيران والنمسا دائمة"، مبديًا رغبة بلاده بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية مع دول الاتحاد الأوروبي، ورأى أن أميركا تحاول التأثير سلبًا على مصالح إيران الاقتصادية ومصالح الأطراف الأخرى كذلك، داعيًا المجتمع الدولي للوقوف في وجه كل هذه المساعي.

التهديد بإغلاق مضيق هرمز

وبعد أن لوّح روحاني، أمس، خلال وجوده في سويسرا، بأن بلاده لن تسكت على منع تصدير نفطها، قائلًا "إذا لم يصدّر نفط إيران فلن يخرج النفط من المنطقة كلها"، قال العمید في الحرس الثوري الإيراني، ونائب قائد قاعدة "ثأر الله"، إسماعيل كوثري، إنه في حال منعت الولايات المتحدة الأميركية صادرات النفط الإيرانية؛ فلن تسمح إيران بخروج النفط من مضيق هرمز.

ونقل موقع "نادي الصحافيين الشباب" عن كوثري قوله إن "تهديدات ترامب المتكررة كانت تستلزم رد فعل سريع وذكي من قبل طهران، والرئيس روحاني رد بالشكل المناسب، وأعطى رسائل واضحة".

وأشار كوثري للرسالة التي بعث بها قائد فيلق القدس، قاسم سليماني، لروحاني في وقت سابق اليوم، فذكر أن مواقف روحاني الأخيرة تلقى الدعم الداخلي، لأنها تدافع عن المصلحة القومية.

وذكر كوثري أن "20% من نفط العالم يعبر من مضيق هرمز، والجميع بحاجة إلى هذا النفط، وأي خطوة عدائية أميركية ستؤدي إلى تكاليف باهظة"، معتبرًا أنه لا يحق للولايات المتحدة أن تتدخل في إيران وفي المنطقة، وخاطب الإيرانيين في الداخل بالقول إن البلاد قادرة على التصدي لهذه التحديات وتجاوز التهديدات.

الجدير بالذكر أن العقوبات الأميركية التي ستفرض مجددًا على طهران، إثر خروج ترامب من الاتفاق النووي، ستدخل حيز التنفيذ العملي عبر حزمتين؛ في أغسطس/آب القادم، وفي نوفمبر/تشرين الثاني، وهي التي ستستهدف القطاع النفطي والمالي بالدرجة الأولى.

وتسعى الإدارة الأميركية لشن حرب اقتصادية نفطية على إيران، كون البلاد تعتمد بشكل كبير على عائداتها من تصدير النفط الخام، لذا بدأت طهران بالتلويح لخيار إغلاق مضيق هرمز، الواقع جنوبي البلاد، بوجه حاملات النفط، وهو ما قد يؤثر كثيرًا على مؤشرات وأسعار السوق النفطية في العالم.

ويأتي ذلك كله بالتزامن مع جولة روحاني الأوروبية، التي زار خلالها محطتين، وحاول التركيز على أن بلاده تريد الحفاظ على الاتفاق، بشروط، محاولًا بذل جهود دبلوماسية ليحارب مساعي ترامب الرامية لمحاصرة إيران من جديد.