ألمانيا تحاكم ضابطي مخابرات سوريين لارتكابهما "جرائم ضدّ الإنسانية"

ألمانيا تبدأ محاكمة ضابطي مخابرات سوريين لارتكابهما "جرائم ضدّ الإنسانية"

11 مارس 2020
4 آلاف سجين تعرضوا للعذيب(/جيف باشود/فرانس برس)
+ الخط -
تستعد محكمة ألمانية، لمحاكمة ضابطي مخابرات سوريين سابقين متّهمين بالمشاركة في "جرائم ضد الإنسانية" بدءاً من إبريل/نيسان المقبل.
ووافقت المحكمة الإقليمية العليا في مدينة كوبلنز على الدعوى المقدمة من الادعاء العام الاتحادي ضد موظفين اثنين سابقين بالاستخبارات السورية، وفقاً لبيانات المحكمة. وبحسب بيان "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان"، ستكون هذه المحاكمة أول محاكمة جنائية من نوعها عالميًا ضدّ جرائم تعذيب ارتكبها النظام في سورية.

ومن المقرّر أن تبدأ المحاكمة في 23 إبريل/نيسان في مدينة كوبلنتس في غرب ألمانيا، ويتوقع أن تستمر حتى أغسطس/آب على الأقل. ويواجه ضابط المخابرات السوري السابق أنور رسلان، البالغ 57 سنة، تهماً بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، واغتصاب، إضافة إلى 58 تهمة قتل. في حين أن الضابط السابق إياد الغريب، البالغ 43 سنة، متهم بالتواطؤ في هذه الجرائم. وقاد رسلان قسم التحقيقات في "الفرع 231" التابع للمخابرات السورية، الذي أدار سجناً في منطقة دمشق. ويقول الادعاء العام إن هذا الضابط شارك في تعذيب سجناء بين إبريل 2011 وسبتمبر/أيلول 2012 قبل انشقاقه.

وأشارت المحكمة، في بيان الثلاثاء، إلى لائحة اتهام تفيد بأن نحو 4 آلاف سجين تعرضوا لـ"الضرب والركل والصعق بالكهرباء" في سجن الفرع تحت إشراف رسلان. وأضاف البيان أن هناك مزاعم حول "حالة اغتصاب واعتداء جنسي واحدة على الأقلّ".

ونقل "المركز الأوروبي للحقوق الدستورية وحقوق الإنسان" شهادة أحد السوريين الذين تعرضوا للحبس والتعذيب، في "فرع الخطيب" بدمشق، قال فيها "شاهدت بعيني تعذيب سجناء حتى الموت". ويعتقد الادّعاء أنّ "رسلان كان على دراية بمستوى التعذيب، ما يعني أنه كان يعلم أيضاً بأنّ السجناء يموتون نتيجة للعنف الشديد". والغريب متّهم باحتجاز متظاهرين معارضين للحكومة، واقتيادهم إلى سجون، حيث "تعرّضوا لتعذيب وحشي". وكان الضابطان السابقان قد فرّا بعد ذلك إلى ألمانيا، قبل أن يتم القبض عليهما في فبراير/شباط 2019؛ نتيجة تحقيق فرنسي-ألماني مشترك.

وعلى الرّغم من أن المتّهمين مواطنان سوريان، إلا أنهما سيحاكمان بموجب مبدأ العدالة الدولية، الذي يسمح لدولة أجنبية بمقاضاة مرتكبي جرائم ضد الإنسانية. وتأتي هذه المحاكمة في ألمانيا في أعقاب سلسلة من الشكاوى المقدمة في العديد من الدول الأوروبية من قبل ضحايا التعذيب بدعم من محامين تابعين لـ"المركز الأوروبي للحقوق الدستورية والإنسانية".

ومن المتوقع مشاركة نحو 16 سورياً في المحاكمة كمدعين وكشهود.

وقال المركز في بيان إنه بـ"استخدام مبدأ السلطة القضائية الدولية، فإن القضاء الألماني يرسل إشارة هامة إلى الناجين والمتضررين من نظام التعذيب والقمع الذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد". وأوضح المسؤول في المركز الأوروبي، باتريك كروكر، إن "المحاكمة في كوبلنتس خطوة مهمة، وإن كانت بداية طريق طويل للوصول إلى العدالة". وأضاف أن "المزيد من المحاكمات يجب أن تلي هذه المحاكمة".

دلالات

المساهمون