أردنيون يعتصمون للأسبوع السادس على التوالي

أردنيون يعتصمون للأسبوع السادس على التوالي بالتزامن مع إقرار النواب للموازنة

03 يناير 2019
الاحتجاجات تتواصل في الأردن (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي اعتصم فيه مئات الأردنيين، مساء الخميس، في ساحة مستشفى الأردن بالعاصمة الأردنية عمّان بالقرب من مقر رئاسة الحكومة الأردنية، وسط حضور أمني مكثف، للاحتجاج على السياسات الحكومية، ونهج إدارة الدولة، أقرّ مجلس النواب، الذي أشبع الحكومة نقداً وشتماً، مشروع قانوني الموازنة العامة والوحدات الحكومية لعام 2019.

وصوّت لإقرار مشروع قانون الموازنة 60 نائباً من أصل 105 حضروا الجلسة، فيما صوت لموازنة الوحدات الحكومية 65 نائباً.

وطالب المشاركون في الاعتصام للخميس السادس على التوالي بإقالة حكومة عمر الرزاز، وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، كما طالبوا بحلّ مجلس النواب وإلغاء مجلس الأعيان، والإفراج عن المعتقلين السياسيين الذين تم احتجازهم مؤخراً، مؤكدين على ضرورة تغيير النهج الاقتصادي والسياسي للدولة.

وشهد محيط الساحة طوقاً أمنياً، بالإضافة إلى انتشار قوات الدرك في منطقة الاعتصام، كما أغلقت قوات الأمن المنطقة، فيما شاركت الكلاب البوليسية في مسح شامل للساحة المقابلة لمستشفى الأردن مع بدء توافد المواطنين إلى ساحة الاعتصام.

ولوحظ أن أرباب الأسر الذين تراوح أعمارهم تقريباً بين 30 و50 عاماً والمغطاة رؤوسهم بشماغات حمراء، هم أكثر من حمل الهموم والمطالب إلى ساحة اعتصام الدوار الرابع من المحافظات الشمالية والجنوبية، بحثاً عن تحقيق عدالة تضمن لهم الحصول على لقمة عيش كريمة، بعيداً عن الحاجة التي تسلب منهم كرامتهم.

ورافق اعتصام اليوم تعطّل خاصية البث المباشر، وبشكل محكم مقارنة مع الأسابيع الماضية، ولم تعد هناك أي إمكانية لمشاهدة فيديوهات "فيسبوك"، وهو استمرار للنهج الحكومي في التضييق على الحريات. فمع نهاية كل أسبوع، ومنذ انتظام الاعتصامات الاحتجاجية، تقوم الحكومة التي تتغنّى بحرية الرأي بحجب هذه الخاصية، وهو الأمر الذي ولّد انتقادات حادة للحكومة، وخاصة وزير الاتصالات، مثنى الغرايبة، المحسوب على الحراكين.

ومن الهتافات التي ردّدها المحتجون: "ناس بتسرق بالملايين وناس بتشحد كيس طحين"، و"ناس توخذ بالآلاف وناس بتوكل خبز حاف"، و"لاكتب ع حيط الزنزانة نهج الفاسد والله خيانة"،" و"مطالبنا شرعية مش مكارم ملكية"، و"حلوا عنا بكفينا بعتوا البر والميناء حلوا عنا بكفينا بيعتونا أواعينا"، و"قولوا الله قولوا الله احنا أحرار معنا الله"، و"كل يوم اعتصامات كل يوم اعتصامات حتى نحاكم العصابات"، و"مطالبنا شرعية غصبن عن الحرامية"، و"هذا الأردن للأحرار مش للفاسد والسمسار"، و"شبعتونا وطنيات وحولتونا لدولارات"، و"ارفع لي صوت الأحرار واطلب حقك على الدوار، تسقط حكومة الإفقار، حكومة رفع الأسعار"، و"بدنا حكومة وطنية مش شلة حرامية"، و"الشعب ملّ من السكوت يحيا كريماً أو يموت".

ونشرت مواقع إخبارية قرار مجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلامية الصادر في (10/ 3/ 2011م) في أوج مظاهرات الربيع العربي، والذي وضع مجموعة من الضوابط ومنها: ألا يقع في الاحتجاجات والاعتصامات مخالفات شرعية كالاختلاط غير المشروع وغيره.

ومن الضوابط الأخرى الصادرة عن دائرة الإفتاء الأردنية أيضاً: ألا تكون هناك وسيلة للتعبير عن الرأي تغني عن اللجوء إلى المظاهرات؛ كالحوار الهادئ الهادف، والتناصح بين قيادات المجتمع وأصحاب القرار، ألا يترتب عليها ضرر أكبر من المنفعة المرتجاة منها، وألا يقع فيها أو من خلالها تعطيل مصالح البلاد والعباد، وألا يكون فيها اعتداء على المراكز والمؤسسات ذات النفع العام والخاص، وألا تستغل من قبل أطراف لهم غايات أخرى؛ مما يؤدي إلى إحداث فوضى في المجتمع، وألا تؤدي إلى زرع بذور الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، وزعزعة أمن الوطن، وإثارة العنف المجتمعي والنعرات الطائفية والإقليمية، وتقسيم البلاد الإسلامية.

المساهمون