جولات السفراء الغربيين بتونس العاصمة: دعمٌ أم تلميع صورة؟

جولات السفراء الغربيين بشارع الحبيب بورقيبة: دعمٌ لتونس أم تلميع لصور بلدانهم؟

04 يوليو 2019
جال السفير الإيطالي في شارع بورقيبة (العربي الجديد)
+ الخط -

قام سفيرا الولايات المتحدة وإيطاليا في تونس، أمس الأربعاء، بجولةٍ في شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، الذي شهد اعتداء إرهابياً يوم الخميس الماضي، معربين عن دعمهما لتونس، ومحاولين إظهار تحدي دولتيهما للإرهاب، في وقت لم تتوان واشنطن وروما عن نشر التحذيرات لرعاياهما المقيمين في هذا البلد.

وقصد السفير الأميركي بتونس دونالد بلوم، برفقة زوجته، مساء أمس، شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، غير البعيد عن العملية الإرهابية التي وقعت الخميس الماضي، كما عمد إلى احتساء القهوة وسط المواطنين في مقهى "لونيفير" قبالة تمثال العلامة عبد الرحمان ابن خلدون، ثم تجول في الشارع مجرياً محادثات مع بعض التجار والباعة.

ونشرت سفارة الولايات المتحدة صور بلوم وزوجته، للتأكيد على ثقتها في استقرار وأمن تونس، ودعمها للوحدات الأمنية التونسية التي تسهر على ضمان سلامة المواطنين والأجانب من بعثات دبلوماسية وغيرها.

ونشرت السفارة تعليقاً على صور السفير وزوجته في المقهى، عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، جاء فيه ''اختار السفير دونالد بلوم اليوم أن يقوم بجولة برفقة زوجته في شارع الحبيب بورقيبة، تونس. تحيّة إلى كلّ رجال ونساء الأمن الذين يضحّون بأنفسهم من أجل حماية تونس وضيوفها''.

وتأتي جولة السفير الأميركي بعد أقل من 24 ساعة على قرار واشنطن تأجيل احتفالاتها بالعيد الوطني الأميركي والتي تعتزم إقامتها في مقر سفارتها في العاصمة التونسية، من 4 يوليو/تموز الحالي، الى شهر أيلول/سبتمبر المقبل، وذلك لأسباب أمنية. وكانت السفارة الأميركية في العاصمة التونسية قد قررت غلق أبوابها أمام العموم بشكل مفاجئ يوم الإثنين الماضي، من باب الوقاية الأمنية، إثر العمليات الإرهابية التي وقعت الخميس.


ويرى مراقبون أن جولة السفير الأميركي تحمل رسائل إيجابية للعالم وللمتابعين للشأن التونسي، غير أن حراكه الدبلوماسي ينتاقض مع تفاعل بلده وسفارته مع الأحداث الإرهابية الأخيرة.

بدوره، جال السفير الإيطالي في تونس لورنزو فانارا، مساء أمس، في شارع بورقيبة، وعلى مقربة من مكان الاعتداء الإرهابي، محتسياً كذلك قهوته مع النائب محمد بن صوف، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التونسية - الإيطالية، وذلك بهدف إطلاق رسائل دعم لتونس وسياحتها، ومن أجل إبراز استقرار هذا البلد وأمنه.

وقال فانارا، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الإرهاب ليس حكراً على أي بلد، وهو ظاهرة وفكر غير محصور جغرافياً، وليس هناك بلد في مأمن تام من مخاطره"، داعياً إلى "تضافر الجهود وتعاون الدول الصديقة لمقاومته".

وشدد فانارا على أن "تونس بلد آمن وجميل، وبلد ثقافة وتاريخ وحضارة، وهو بلد صديق لإيطاليا"، مشيراً الى أن الاستعدادات متواصلة لتنظيم حفلات الأوركسترا السمفونية الإيطالية في مهرجان الجم الدولي، ومشدداً على أن الاحتفالات ملتزمة بمواعيدها. كما دعا مواطني بلده للقدوم بكثافة إلى تونس.

من جهته، قال محمد بن صوف، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الجولة مع السفير الإيطالي "تشكل رسالة مساندة ودعم لتونس ولشعبها، وهي رسالة الى الأوروبيين عموماً، مفادها أن تونس ترحب بضيوفها ولا مجال للإرهاب هنا"، مؤكداً أنه "تم نقل صورة حية من شارع بورقيبة، وهو ينبض بالحياة والموسيقى والفن".

ويرى مراقبون أن عدوى الجولات انتقلت من السفير الفرنسي أوليفيه بوافر، الذي لا يفوت فرصة ومناسبة احتفالية أو مأساوية، للقيام بزيارات "ميدانية" والتقاط الصور، إلى سفراء دول عظمى، ما يثير التساؤلات حول أهدافها، وما إذا كانت فعلاً تهدف إلى دعم تونس أم تأتي خدمة لصورة بلدانهم ولدبلوماسيتها.

وجددت بريطانيا، في بيان صادر عن خارجيتها، أمس الأربعاء، دعوة رعاياها إلى عدم التنقل في بعض المناطق بتونس لأسباب أمنية، وهي جبل الشعانبي والمنطقة العسكرية بالسلوم وسمامة والمغيلة والمنطقة العسكرية وذهيبة جنوب البلاد ومعتمدية بن قردان والمناطق المجاورة لها.



ودعت بريطانيا مواطنيها إلى تجنب التواجد بالمناطق الدينية والمهرجانات، وإلى توخي الحذر عند التواجد قرب مبان حكومية أو وسائل النقل العمومي أو مؤسسات أجنبية، مؤكدة على ضرورة الالتزام بالنصائح والتوجيهات الصادرة عن السلطات الأمنية التونسية موضحة في ذات البيان أن تونس قامت بمجهود كبير لتوفير الأمن بكافة جهات البلاد وخصوصا حيث يتواجد السياح.

دلالات

المساهمون