"السلوك الأميركي" عنوان اللقاءات الثنائية على هامش قمة طهران

"السلوك الأميركي" عنوان اللقاءات الثنائية على هامش قمة طهران

07 سبتمبر 2018
أردوغان وبوتين اجتمعا بخامنئي عقب القمة (الأناضول)
+ الخط -
عقب عقد قمة طهران بين رؤساء إيران وروسيا وتركيا، التي انتهت باختلاف وسجال على المصير الذي ينتظر إدلب، اجتمع الرئيسان، التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، بالمرشد الأعلى، علي خامنئي، كل على حدة، مساء اليوم الجمعة.

وخلال اللقاء، ذكر المرشد الإيراني أن "اتحاد الأمة الإسلامية حاجة ملحّة في الوقت الراهن، وهو ما قد يشكّل أرضية لحل مشكلات المنطقة"، معتبراً أن "هذا هو ما يقلق قوى الغطرسة العالمية، وعلى رأسها أميركا المتخوّفة من تقارب الدول الإسلامية"، حسب وصفه.

وأضاف خامنئي أن "إيران وتركيا قوتان إقليميتان فاعلتان لديهما تقاطعات مشتركة"، معتبراً أن من شأن ذلك رفع مستوى التعاون السياسي والاقتصادي بينهما، وأشاد بمواقف أردوغان مما يجري في فلسطين وميانمار، بينما أعرب الأخير، في المقابل، عن أمله بإيجاد حلول لمشكلات المنطقة في ظل تعاون دولها الإسلامية.

وأضاف أردوغان أن "التفرقة والمسافات الفاصلة بين هذه الدول هي ما يؤدي إلى عوامل الوضع الراهن"، الذي رأى أنه "حساس ويتطلّب تقاربًا بين هذه الأطراف، خاصة تركيا وإيران، في ظل وجود سلوك غربي معيّن إزاء الدول الإسلامية المستقلة"، حسب تعبيره.

أما اللقاء مع بوتين، فبحث عناوين أوسع، منها ما يتعلّق بالسلوك الأميركي والاتفاق النووي الإيراني، إلى جانب نتائج قمة طهران الثلاثية؛ فاعتبر الرئيس الروسي أن المباحثات بين موسكو وطهران حول سورية جيدة ومثمرة، مؤكدًا اتفاق الطرفين على ضرورة تطوير التعاون بينهما، وخاصة الاقتصادي والتجاري، وأعرب بوتين عن بحث مقترحات لبناء مفاعل نووي جديد وتحديث السكك الحديدية ورفع معدلات بيع النفط الإيراني.

وانتقد بوتين السلوك الأميركي الراهن بالقول إن الولايات المتحدة ترتكب خطأ استراتيجيًا بإيجادها عراقيل مالية، وهو ما سيؤدي إلى نتائج جيدة على المدى القريب، لكنه سيتسبب بزوال الثقة بالدولار وإضعافه كعملة، واعتبر أنه من المؤسف عدم التزام العديد من الأطراف بالاتفاق النووي مع إيران، قائلًا إن "أميركا خرّبت ظروف الاتفاق، والأوروبيون يتبعونها رغم أنهم يتحدثون عن مساعٍ لإيجاد طرق تساهم بالحفاظ على الاتفاق النووي".


من ناحيته، قال المرشد لبوتين إن "التعاون الإيراني الروسي في سورية تجربة جيدة تستحق التطوير"، مضيفًا أن "هذا التعاون قادر على التحكم بسلوك الولايات المتحدة"، التي وصفها بـ"الخطر على البشرية"، معتبرًا أن "أميركا فشلت في سورية ولم تحقق أهدافها، بعد أن حاولت استغلال الأوضاع الإقليمية في مصر وتونس وسورية، والقضاء على حكومات داعمة للمقاومة".

وأكد خامنئي أن العقوبات الأميركية على إيران وروسيا وتركيا نقطة مهمة من الممكن الارتكاز عليها لرفع مستوى التعاون، داعيًا إلى التبادل التجاري بين هذه الأطراف من دون استخدام الدولار. وفيما يخص الاتفاق النووي، أوضح خامنئي أن بلاده التزمت بما عليها مقابل عدم قيام الأطراف الأوروبية بذلك، وهو أمر غير مقبول، حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن طهران ستتخذ موقفًا من الاتفاق يصب لمصلحتها ويحقق كرامتها.

وأضاف المرشد، خلال اللقاء ذاته، أن "مشكلة الولايات المتحدة مع بلاده تتعدّى الملفين الصاروخي والإقليمي، إذ إنها حاولت اقتلاع جذور الجمهورية الإسلامية منذ أربعة عقود، لكن العكس هو ما حصل، واستطاعت إيران التقدم وإخضاع أميركا".

وفي إشارة إلى ملف إقليمي ثانٍ، لوح خامنئي بأن "روسيا تستطيع لعب دور فاعل في قضايا أخرى"، وأكد أن "السعودية لن تصل لأهدافها في اليمن، ولن تقدر على تركيع اليمنيين"، على حد قوله.

لقاءات الرؤساء

وعقب انتهاء أعمال القمة كذلك، التقى بوتين بنظيره الإيراني، حسن روحاني، الذي ذكر أن التعاون الراهن بين طهران وموسكو غير مسبوق، واصفًا قمة طهران بـ"الناجحة"، والتعاون الثلاثي بأنه "نموذج يمكن اعتماده لحل قضايا أخرى"، كما قال إن "مكافحة الإرهاب تصب لصالح كل العالم لا لصالح سورية وحدها"، وتطرق روحاني كذلك إلى مسألة الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي منه، قائلًا إنه "يأمل أن تقوم كل الأطراف بدعم استمرار العمل بالاتفاق وتطبيق ما عليها من تعهدات".

من ناحيته، أشار بوتين إلى تعزيز العلاقات مع طهران على المستويات كافة، إلى جانب تأكيده التزام موسكو بالاتفاق النووي، قائلًا إن بلاده "تقوم باتصالاتها للحفاظ عليه، وستستمر بذلك على هامش اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك"، كما ذكر أن الشركات الروسية لن تتخلى عن الاستثمار في القطاعات الإيرانية، وبأن الطرفين "سيتجهان نحو تطبيق الحل السياسي بعد تبديد التهديدات الإرهابية في سورية"، وفق تعبيره.


أما عن اللقاء الثنائي الذي جمع أردوغان بروحاني، فقد عقد قبيل القمة الثلاثية، وذكر هذا الأخير أنه يتوجب على طهران وأنقرة التعاون معًا في القطاع الاقتصادي للوقوف بوجه العقوبات الأميركية على كليهما، وأوضح روحاني أن بلاده تتعاون مع تركيا وعدد آخر من دول المنطقة، من قبيل روسيا وباكستان وقطر، وهو ما قد يساهم في تحقيق الاستقرار.

ورأى روحاني أن "الحرب على الإرهاب يجب ألا تؤدّي إلى خسائر بين صفوف المدنيين"، وفق زعمه، وهو ذاته ما أكد عليه خلال القمة التي لم تصل إلى اتفاق واضح حول العملية المرتقبة في إدلب، رغم دعوة أردوغان إلى إقرار هدنة ووقف إطلاق نار ووضع ذلك ضمن البيان الختامي، وهو ما رفضه الشريك الروسي، الذي رأى أنه تجب إعادة إدلب إلى سيطرة النظام السوري.

المساهمون