مشاركون بمركز الدوحة للأديان: الحوار الحل الوحيد للأزمة الخليجية

مشاركون بمركز الدوحة للأديان: الحوار الحل الوحيد للأزمة الخليجية

28 سبتمبر 2017
الندوة استعرضت "السقوط الأخلاقي" لإعلام دول الحصار (مركز الدوحة)
+ الخط -

أجمعت آراء عدد من الخبراء والمحللين، في ندوة نظمها مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، بعنوان "دور الحوار في حل الأزمات: أزمة حصار قطر نموذجاً"، مساء أمس، على أن "الحوار هو الحل الوحيد للأزمة الخليجية".

وقال رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، إبراهيم النعيمي، إن "الخلاف مهما كان حجمه مصيره إلى طاولة الحوار، ولا يمكن حل أي خلاف إلا بالحوار المباشر والصريح والشفاف، بما يضمن حقوق الأطراف المشاركة فيه". 

وشاركت مديرة مركز محمد بن حمد آل ثاني لإسهامات المسلمين في الحضارة، عائشة المناعي، هذا الرأي بالتأكيد أن "الحوار ضرورة للوصول إلى حل الأزمة"، وقالت: "في مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان لا نتناقش في العقيدة، لأنه لكل منا عقيدته المختلفة، لكننا نناقش وندعو إلى مناقشة المشتركات لنعيش في سلام".

وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، علي القرة داغي: "الحل الواضح لكل الخلافات هو الحوار، فالله سبحانه حاور إبليس والملائكة، والأنبياء حاوروا أقوامهم، والإسلام حدد المبادئ الإنسانية والدينية العشرة للحوار، من أبرزها الأصل المشترك، فجميع البشر أقارب، يرجعون لأصل واحد، وهو أبونا آدم".


 

وأضاف داغي أن "من أهم شروط الحوار أن يكون الإنسان قابلا وساعيا للحق"، وقال "إن ما ينطبق على دول الحصار، موقف أخوة يوسف الذين أرادوا قتل يوسف ليستفردوا بأبيهم يعقوب، واتهموا أباهم بالضلال أول الأمر، لتحقيق أهدافهم، ولكنهم في نهاية المطاف احتاجوا يوسف من جديد، وعادوا وأنابوا إليه".

وفي الوقت الذي عبر فيه المشاركون في الندوة عن الأسف لوصول الخلاف ليصبح خلافا بين الشعوب، قالت المناعي إن الأزمة اتسمت بـ"السقوط الأخلاقي" لكل شيء، و"مسّ ذلك السياسيين وعلماء الدين والإعلاميين والفنانين".  

وتناول الإعلامي القطري، جابر الحرمي، هذا الجانب، وقدم شرحا لتعامل وسائل الإعلام مع الأزمة، وقال "ابتداء من 2011 كانت هناك حملات إعلامية منظمة تشن على قطر من خارج حدود دول مجلس التعاون الخليجي، وقتها لم يكن يعرف مصدر هذه الحملات، والآن اتضح من كان وراءها". 

واستعرض الحرمي أمثلة لافتراءات وسائل إعلام دول الحصار، وقال "تحدثوا عن معتقلات، ونقاط تفتيش تركية وحرس ثوري، بأسلوب غير معهود أخلاقيا، بل وصل الأمر إلى قرصنة قنوات (بي إن سبورت)، حتى الإعلام الرسمي ووكالات الأنباء، في دول الحصار، سقطت في هذا المستنقع".

وقال الحرمي: "هذه الأزمة سقطت فيها الأخلاق، واستخدمت فيها الأكاذيب منذ اليوم الأول، وظل الإعلام القطري ملتزما بالأخلاق دون اللجوء للكذب والقذف ومتحملا المسؤولية، وظل مرتكزا على الحقيقة، بعكس الآخرين الذين يقتاتون بالكذب"، فيما تحدث الإعلامي القطري، عبدالله حيي السليطي، عن الدروس المستفادة من الأزمة، مطالبا بـ"تشكيل لجنة للاستفادة من دروس الحصار المفروض على قطر". 

وقد بدأت الندوة بعرض فيلم من إنتاج مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، بعنوان "ميراث أبي" أو "كن قطريا"، يتناول قصة شاب يجد وصية أبيه، التي تلخصت في 3 محاور، بأن يكون "مؤمنا بدينه وقيمه وأخلاقه، متماسكا عند الشدائد، وأن يكون عزيزا، لا يرضى أن يعتدي عليه أحد، أو ينتقص من سيادته، وأن يكون إنسانا، يتعايش معه كل الناس بسلام، يأمنه الخائف، ويستنجد به الضعيف والمظلوم".