استراتيجية المعارضة السورية بدرعا... إنهاء المجموعات المقربة من "داعش"

استراتيجية المعارضة السورية بدرعا... إنهاء المجموعات المقربة من "داعش"

12 يونيو 2016
من تفجير السيدة زينب أمس (فرانس برس)
+ الخط -
عادت التفجيرات مجدداً، أمس السبت، لتضرب منطقة السيدة زينب، والتي تسيطر عليها مليشيات أجنبية تقاتل إلى جانب النظام السوري، قرب العاصمة السورية دمشق، وتبنّى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في بيانٍ له الهجمات، والتي أدت لمقتل وإصابة العشرات. بموازاة ذلك، تواصل فصائل بالمعارضة السورية جنوب البلاد، هجماتها على المجموعات المبايعة للتنظيم، والتي شكلت تحالفاً بينها في منطقة حوض اليرموك بريف درعا، فيما تجددت غارات الطيران الحربي أمس، على مناطق تسيطر عليها المعارضة السورية في محافظة حلب، وأدت لسقوط ضحايا من المدنيين.

في منطقة السيدة زينب في ريف دمشق، هز تفجيران أحدهما، أمس، بسيارة مفخخة والآخر بحزام ناسف المنطقة. ويكشف مدير "مكتب الهيئة السورية للإعلام في دمشق وريفها" ياسر الدوماني، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "التفجير الأول وقع بواسطة سيارة مفخخة استهدف شارع التين، فيما استهدف التفجير الآخر بواسطة حزام ناسف نقطة تفتيش الذيابية". ويشير إلى أن "التفجيرين تسببا بوقوع العشرات بين قتيل وجريح، وقد نقل المصابون إلى مستشفى الصدر في منطقة السيدة زينب".

من جهته، أعلن التلفزيون الرسمي السوري أن "عدد ضحايا التفجيرين الإرهابيين في منطقة السيدة زينب وصل إلى 8 قتلى و13 جريحاً"، فيما أشارت مصادر ميدانية أخرى إلى أن "حصيلة الهجمات ارتفعت إلى نحو 20 قتيلاً وعشرات الجرحى".

وسبق أن تعرّضت منطقة السيدة زينب، والتي تسيطر عليها مليشيات أجنبية عدة، لهجمات مماثلة هذه السنة، وكان آخرها في 21 فبراير/ شباط الماضي، باستهداف حاجز الذيابية الذي تعرض أمس للهجوم، فيما أوقعت أعنف هذه التفجيرات التي تبنّاها "داعش" في 31 يناير/كانون الثاني الماضي، نحو 80 قتيلاً وعشرات الجرحى.

وفي سياق التطورات الميدانية السورية، تواصل فصائل المعارضة السورية، جنوبي البلاد، جهودها لإنهاء تواجد مجموعاتٍ مقرّبة من (داعش) في درعا، إذ استأنفت هجماتها التي كانت بدأتها يوم الجمعة، في مناطق سيطرة "لواء شهداء اليرموك"، المُبَايع "داعش"، بريف درعا الغربي، والذي ضمّته الولايات المتحدة أخيراً إلى لائحة "المجموعات الإرهابية".




من جهته، يقول المتحدث باسم "الجبهة الجنوبية"، والتي تضمّ فصائل الجيش الحر في الجنوب السوري، أبو غيث البدوي، إن "الفصائل المهاجمة بدأت العملية باستهداف خطوط المواجهة ومراكز القيادة، ومواقع تمركز الآليات العسكرية للواء اليرموك"، مشيراً إلى أن "مواجهات عنيفة تدور بين الجانبين على أطراف بلدة عين ذكر، الخاضعة لسيطرة لواء شهداء اليرموك، في الريف الغربي لدرعا".

ويصف المتحدث الهجوم بأنه "الأول من نوعه من حيث الحجم، ويستهدف استعادة البلدات الخاضعة لسيطرة داعش، في منطقة حوض اليرموك الحدودية مع الأردن"، لافتاً إلى أن "فصائل المعارضة تتبع في هذه المعركة استراتيجية عسكرية جديدة تختلف عن سابقاتها خلال الشهرين الماضيين"، من دون إعطاء تفاصيل إضافية حول التكتيك المتبع في هذه الهجمات.

وتخوض فصائل عدة في الجيش السوري الحر إضافة لـ"حركة أحرار الشام الإسلامية"، معارك مع المجموعات المبايعة لـ"داعش" في منطقة حوض اليرموك منذ نحو ثلاثة أشهر، في محاولة لطرد هذه المجموعات من تلك المناطق، والتي شهدت على مدار الأسابيع الماضية معارك كر وفر، تحتدم تارة وتهدأ تارة أخرى، من دون حصول تغييرات كبيرة في مناطق النفوذ خلال الفترة الماضية.

وكان "لواء شهداء اليرموك" وهو أكبر فصيل مُتهم بمبايعة "داعش" في ريف درعا، قد توحّد أواخر الشهر الماضي، مع "حركة المثنى" و"جماعة المجاهدين" المنتشرين في حوض اليرموك، عند المثلث الحدودي بين سورية والأردن وفلسطين، في تشكيل جديد تحت مسمى "جيش خالد بن الوليد"، لتنسيق معاركهم ضد فصائل المعارضة السورية، والتي تسعى لإنهاء تواجدهم غربي درعا.

بموازاة ذلك، ومع استمرار المعارك المشتعلة على مختلف الجبهات، طالب "الائتلاف الوطني" السوري، أمس، بـ"اتخاذ موقف دولي صارم حول التقارير الواردة من سجن عدرا المركزي قرب دمشق، والتي تحدثت عن إجبار نظام الأسد للمعتقلين على الانضمام لقواته". وحذّر رئيس الائتلاف أنس العبدة، من خطورة تلك التقارير، داعياً المجتمع الدولي لـ"اتخاذ موقف صارم من مناورات نظام الأسد البشعة وأساليب الابتزاز التي دأب على استخدامها في ما يتعلق بقضية المعتقلين".

وأوضح العبدة أن "التقارير الأولية تشير إلى أن ما بين 100 و150 معتقلاً أفرج عنهم بموجب هذه الترتيبات، لكنهم نقلوا مباشرة إلى خطوط القتال الأمامية في حلب والقامشلي"، لافتاً إلى أن من "أطلق سراحهم ليسوا سجناء سياسيين بل أكثرهم مدانون في قضايا جنائية خاصة، ومنهم من سجنوا في جرائم مخدرات".

وسبق أن كشفت مصادر لـ"العربي الجديد"، مطلع هذا الشهر، عن "وجود مفاوضات تجريها قوات النظام مع معتقلين في سجن عدرا، إذ تعدهم بإطلاق سراحهم مقابل القتال في صفوفه في جبهات دير الزور وحلب خصوصاً".

وأوضحت المصادر حينها أن "لجنة تابعة لقوات النظام دخلت السجن وتحاول إقناع المعتقلين بقبول العرض، تحديداً ممن تتجاوز أحكامهم بالسجن خمس سنوات وما فوق من مختلف التهم، جنائية أو سياسية، مع تقديم مغريات أهمها إسقاط جميع التهم عنهم". ولفتت إلى أن "عدداً من المعتقلين قاموا بتسجيل أسمائهم، ومعظمهم من مرتكبي الجرائم الجنائية والمحكوم عليهم بأحكام طويلة الأمد".

أما على صعيد العمليات العسكرية لـ"قوات سورية الديمقراطية" في محيط مدينة منبج بريف حلب، فقد شنّت طائرات التحالف الدولي غاراتٍ جديدة، أمس السبت، على مواقع يسيطر عليها التنظيم قرب المدينة، والتي تعتبر من أهم معاقل "داعش" في ريف حلب الشرقي، والتي باتت محاصرة من قبل القوات المهاجمة منذ أيام، إذ تواصل التقدّم في القرى والمزارع الصغيرة، والتي تحيط بمنبج، من جهات الشرق والشمال والجنوب.

إلى ذلك، سقط ضحايا مدنيون جُدد يوم أمس، في الغارات التي استهدفت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب وريفيها الغربي والشمالي. وذكر الناشط الإعلامي منصور حسين لـ"العربي الجديد"، أن "ثلاثة مدنيين قُتلوا بغارةٍ روسية استهدفت بلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، فيما قُتل طفل وأُصيب مدنيون آخرون، بغارة روسية استهدفت قرية كلجبرين بريف حلب الشمالي، وسقط ضحايا مدنيون بقصفٍ جوي مماثل، طاول بلدة كفرحمرة بريف حلب الشمالي".

وأشار منصور المتواجد في حلب، إلى أن "جرحى من المدنيين سقطوا، نتيجة غارات الطيران الحربي، والتي تجددت أمس، واستهدفت أحياء: المواصلات، والقاطرجي، وقاضي عسكر، والميسر، والمواصلات في مدينة حلب".