تشديد الإجراءات الأمنيّة "غير المجدية" يثير استياء سكان بغداد

تشديد الإجراءات الأمنيّة "غير المجدية" يثير استياء سكان بغداد

27 سبتمبر 2016
تزيد الأجهزة الأمنيّة حواجزها بالعاصمة (صباح عرار/ فرانس برس)
+ الخط -


لا يرى أهالي بغداد جدوى من الإجراءات الأمنية المشدّدة التي تتخذها الأجهزة الأمنية في عموم مناطق العاصمة، معتبرين أنّها متخلّفة جدّا ولم تستطع منع أعمال العنف المستمرة منذ سنين.

وطالب هؤلاء، الحكومة بأن ترقى بمستوى تفكيرها وأدائها في مواجهة الإرهاب، من خلال تحديث خططها الأمنيّة والبحث عن مكامن الخلل بدلاً من زيادة معاناة أهالي العاصمة.

وتزيد الأجهزة الأمنيّة في كل يوم حواجزها المتنقلة في أغلب شوارع بغداد، ما خلق حالة من الفوضى والإرباك في الشوارع بسبب الاختناقات المرورية، الأمر الذي عطّل المواطنين من أداء أعمالهم.

وقال ضابط في قيادة عمليّات بغداد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "معلومات استخبارية وردت إلى القيادة، تؤكّد أنّ تنظيم "داعش" يسعى لتنفيذ غزوة في بغداد، من خلال تفجير العديد من السيّارات المفخخة في الأسواق والمواقع التجارية وقرب المناطق المزدحمة، وأنّ السيارات المفخخة موجودة في بغداد حالياً، وجاهزة للتنفيذ".

كما أشار إلى أنّ "القيادة قرّرت اتخاذ سلسلة إجراءات أمنيّة، مشدّدا في إطار بحثها عن تلك السيارات لإحباط الهجوم". ولفت إلى أنّ "الخطة ركّزت على مضاعفة عدد الحواجز الأمنية المتنقّلة، وفرض إجراءات شديدة من خلال تفتيش كافة السيارات التي تمرّ عبر تلك الحواجز".

وأضاف "تم أيضاً تنفيذ عمليات تفتيش في عدد من المناطق السكنية والبحث عن المشتبه بهم. هذه الإجراءات أربكت بالفعل الشوارع في العاصمة، وتسببت باختناقات مرورية كبيرة، لكنّها اتخذت حرصا على حياة المواطنين وحماية لهم".

بدوره، انتقد الخبير الأمني، سنان الجنابي، في حديث مع "العربي الجديد"، "تمسّك القوات الأمنية بإجراءاتها التقليدية التي لا تخدم سوى الإرهاب، من خلال خلق حالة من الزحام الشديد وتعريض المواطنين الى الاستهداف".

وأكد أن "وسائل الإرهاب وطرقه تتطور يوميّا، بينما وسائل الدفاع والخطط التي تتخذ لمواجهته تتراجع، وتتمسّك بنفس الأسلوب الذي لم يُجد نفعاً منذ عدّة سنوات"، مستغرباً من "تمسك الحكومة والقيادات الأمنية بهذه الأساليب وعدم تحديثها لتكون على قدر مواجهة خطط الإرهاب".

واعتبر أنّ "مواجهة الإرهاب تحتاج الى تفعيل البعد الاستخباري، وكسب المواطنين وفتح أبواب التعاون معهم، وعدم اتخاذ إجراءات تتسبب بمعاناتهم وتزيد من استيائهم وغضبهم على الأجهزة الأمنيّة".

من جهته، رأى المواطن حسام العبودي، أنّ تلك الإجراءات "لم تراع المواطنين، ولن تقدّم لهم أي حماية".

وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالة من الاستياء والغضب الشعبي تتفاقم في الشارع العراقي بسبب تلك الإجراءات، التي أصبحت عوائق أمام المواطنين بتنفيذ أعمالهم ووصولهم إلى دوائرهم"، مؤكّداً أنّ "عجز الحكومة عن مواجهة الإرهاب يدفعها لاتخاذ هذه الإجراءات التي أثبتت فشلها منذ عدة سنوات".