بعد داريا وقدسيا والهامة.. التهجير يؤرق أهالي جنوب دمشق

بعد داريا وقدسيا والهامة.. التهجير يؤرق أهالي جنوب دمشق

14 أكتوبر 2016
سياسة التهجير القسري تلائم النظام (عمر نجدت/ الأناضول)
+ الخط -

يعيش أهالي جنوب دمشق، المعارضون للنظام السوري، بحالة قلق من فكرة اقتراب الحافلات الخضراء، التي ألف السوريون مشاهدتها وهي تنقل المهجرين إلى إدلب في الشمال السوري، وخاصة عقب تكرار مشهد داريا والوعر في قدسيا، والهامة أمس.


وأوضح الناشط الإعلامي في جنوب دمشق، رائد الدمشقي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الوضع في جنوب دمشق متشنج وقلق عقب تهجير المئات من أهالي قدسيا والهامة، حيث أن الناس يتداولون أن النظام لن يتوقف حتى يهجر جميع المناطق المناهضة له".

ولفت إلى أن "هناك معلومات أن النظام طلب من لجنة التفاوض إعادة فتح دائرة السجل المدني، ملوحاً بإغلاق المعابر وإعادة الحصار على المنطقة في حال تم رفض الأمر، وهناك لجنة من العسكريين والمدنيين تم تشكيلها لبحث الأمر".

وأضاف أن "هذا الطلب الجديد هو نوع من ضغط النظام على جنوب دمشق، يسانده المرض الخبيث المتواجد في منطقتنا وهو تنظيما "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا)، اللذان يستنزفان الفصائل ويفصلان شرق المنطقة عن غربها".

وأوضح أن "الأهالي في جنوب دمشق منقسمون بين مؤيد ومعارض لفتح السجل المدني، خوفاً من أن يكون مصيرهم مماثل لأهالي داريا والوعر وقدسيا والهامة، وخاصة في ظل التخاذل والتأييد الدولي للنظام في التغيير الديمغرافي الحاصل في دمشق ومحيطها".

وأعرب الدمشقي عن اعتقاده بأن "النظام بدأ بتحريك ملف جنوب دمشق عبر طلبه الجديد ونشر إشاعات الخروج القريب"، مضيفاً "ونحن نكاد نكون متأكدين من أن النظام سينتقل من منطقة إلى أخرى لتفريغها من مناهضيه".

وبيّن أن "جنوب دمشق توجد فيها تشكيلات جيدة من حيث العدد والعتاد، ولكن يوجد نقص في ملف الذخيرة، جراء الاستنزاف الحاصل بشكل شبه يومي من قبل تنظيم (داعش) الذي يحاول التقدم باتجاه مناطق الجنوب الدمشقي، وحفر الأنفاق واستهداف الثوار، فنحن عالقون بين فكي النظام وداعش".

كما لفت إلى أنّ "جنوب دمشق تحوّل إلى خزان بشري كبير، حيث يفوق عدد سكانه الـ100 ألف شخص، منهم أهالي البلدات التي احتلتها مليشيا حزب الله اللبناني منذ 3 سنوات، كما يوجد أيضاً أهالي مخيم اليرموك والحجر الأسود الذين هربوا من تنظيم (داعش) الذي سيطر على مناطقهم، إضافة إلى العائلات التي عادت إلى منازلها بعد فتح الطريق، ما يشكل عبئاً كبيراً على كاهل القوى والمجالس المحلية، من حيث تأمين مستلزمات الحياة الأساسية في حال تم الحصار".

يشار إلى أن النظام يفرض حصاراً جزئياً على جنوب دمشق، في ظل اتفاق هدنة ينص على وقف إطلاق النار مقابل فتح معبر لإدخال المواد الغذائية والطبية، إضافة إلى حركة المدنيين، في وقت يسيطر فيه "داعش" على الحجر الأسود وجزء من مخيم اليرموك، ويسيطر "فتح الشام" على ما تبقى من المخيم.

المساهمون