العاهل الأردني: العلاقات مع إسرائيل في أسوأ حالاتها الآن

العاهل الأردني: العلاقات مع إسرائيل في أسوأ حالاتها الآن

22 نوفمبر 2019
دعا واشنطن لمواصلة لعب دورها (خليل مزرعاوي/ فرانس برس)
+ الخط -
أشار العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، إلى أنّ العلاقات بين بلاده والاحتلال الإسرائيلي في أسوأ حالاتها الآن، عازياً جزءاً من الأسباب إلى قضايا داخلية في إسرائيل، وذلك في كلمة له خلال مشاركته في نيويورك، مساء أمس الخميس، في جلسة حوارية نظمها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عقب تسلمه جائزة "رجل الدولة – الباحث" لعام 2019، وتطرق خلالها لمجمل التطورات في منطقة الشرق الأوسط، وخطر الإرهاب والتطرف، ومساعي تحقيق السلام في المنطقة.


وقال "نأمل بأن تتمكن إسرائيل من تحديد مستقبلها سواء في الأسابيع أو الأشهر القادمة"، قبل أن يضيف: "من المهم لنا جميعا، وأقول هذا لأصدقائنا هنا في الولايات المتحدة، إعادة تركيز جهودنا على جمع مختلف الأطراف على طاولة المفاوضات والنظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس".

وعن جهود إحياء عملية السلام ودور الولايات المتحدة في ذلك، قال العاهل الأردني، وفق ما نشرت وكالة الأنباء الرسمية (بترا): "من يقول من المجتمع الدولي إن بإمكاننا تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين من دون دعم أميركا، فإنه لا يعرف منطقتنا والدور الذي تلعبه الولايات المتحدة فيه، وجميعنا بحاجة لدور أميركي يجمع بين الطرفين".

وقال "لو سألت الإسرائيليين والفلسطينيين لو قدمنا لكم السلام، سيصوتون لذلك. آمِنوا بشعوبكم، فهم يريدون فعل الصواب ولكن أعطوهم الفرصة ليقوموا بذلك".

وتابع "أعتقد أن العديدين على يقين بأن الطريقة الوحيدة للمضي قدماً هي حل الدولتين، لأن بديل ذلك سيئ لنا جميعاً، فالبديل هو إسرائيل ملتفتة إلى الداخل، الأمر الذي لا نملك ترف القبول به، ومن بعدها سنواجه تحدي المساواة في الحقوق، وهو أمر ليس بالإمكان أن نتعامل معه".

وأضاف "مع الأسف، إننا في حالة ركود كما تعلمون، حيث أجرت إسرائيل سلسلة من الانتخابات ومن المحتمل أن نرى 3 أشهر أخرى من الانتخابات، ونتيجة لذلك فإننا في هذه الحالة من الركود، وإننا للأسف غير قادرين على جمع كل الأطراف على طاولة المفاوضات".

وردا على سؤال عما إذا كان حل الدولتين ما زال قائما، قال ملك الأردن: "إنه سؤال مهم جدا. هل وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ وما هو البديل؟ فبمرور كل عام يزداد الأمر تعقيدا وتزداد الأمور صعوبة على الفلسطينيين والإسرائيليين للمضي قدما معا".

وأضاف "إن مستقبل إسرائيل هو أن تكون جزءا من الشرق الأوسط، فالمشكلة في ذلك أنه لن يحصل بالكامل إذا لم نقم بحل القضية الفلسطينية، وبإمكان العديد من الناس في منطقتنا القول خلف الأبواب المغلقة إنه يمكنك فعل ما تريد، ولكن في الحقيقة، الأمر حساس ووجداني. وإذا لم نقم بحل القضية الفلسطينية، لن نصل إلى الدمج الكامل الذي نصبو إليه ونستحقه في منطقتنا".

ومضى قائلا "إن المشاكل التي نواجهها مع إسرائيل هي ثنائية، جزء منها يتعلق بالشؤون السياسية الداخلية، أنا أتفهم ذلك، ولكن ليس على حساب شيء كافح والدي (الحسين بن طلال) ورئيس الوزراء الراحل (إسحاق) رابين لإنجازه كرمز للأمل والفرص للأردنيين والفلسطينيين والإسرائيليين وآخرين".

وقال العاهل الأردني "علينا تذكير الناس بأن السلام الأردني الإسرائيلي تم إنجازه دون الأميركيين، حيث جلس الأردنيون والإسرائيليون معا لأنه كانت لديهم الثقة ببعضهم لصنع هذا السلام، وأتمنى أن يمكّننا ما سيحصل في إسرائيل في الشهرين أو الثلاثة القادمة من العودة للحديث معا عن أمور بسيطة لم نتمكن من مناقشتها خلال العامين الماضيين".

وحول الدور الأميركي العسكري في المنطقة، قال "الولايات المتحدة في موقف مميز، فهي أكبر قوة في العالم، ومع ذلك تأتي المسؤولية الأخلاقية للمساعدة في تثبيت الاستقرار في العالم. لذا من خلفيتي العسكرية، وهذا رأيي الشخصي، أحيانا، عندما تخرج من حملة قبل نهايتها ستضطر إلى العودة ثانية لإصلاحها بعد خسارة التقدم الذي كنت قد حققته على الأرض، ومرة أخرى، إنه قرار أميركي، ولا يمكن لأحد لوم الأميركيين لأنهم يريدون عودة أحبائهم إلى ديارهم، ولكنهم سيعودون ثانية (إلى المنطقة) إذا لم نقم بحل المشاكل بشكل جذري، وهنا تكمن المشكلة".

وحول تحدي التطرف بالنسبة للأردن، قال الملك عبد الله "علينا أن ندرك أن التحدي الذي نواجهه هو تحد عالمي، ويمكن القول إن داعش قد هُزمت في سورية والعراق، ولكنها لم تدمر، وشهدنا إعادة ظهور لهم خلال الشهرين الماضيين قرب حدودنا وفي غرب العراق، ولكن هذه مسألة عالمية، وإلى أن يدرك السياسيون من هو العدو حقا، سنستمر بالتقدم خطوتين والتراجع خطوة واحدة".

وردا على سؤال حول الاحتجاجات التي تشهدها بعض دول الشرق الأوسط، وهل تختلف هذه المرة عن موجة الاحتجاجات عبر العالم العربي قبل 8 سنوات، قال العاهل الأردني "إن ما يُعرف بالربيع العربي، قاده شباب اشتد إحباطهم وأرادوا فرصا، وأتمنى أن نتذكر هذه اللحظة من التاريخ التي تمثل مرحلة مفصلية في التاريخ الإسلامي والعربي كتقاطع طرق كان لا بد لنا أن نعبره، وهناك العديد من التشابهات مع أوروبا في هذا الصدد، مثل التحديات في الداخل المسيحي قبل 400 أو 500 سنة، وأعتقد أننا اليوم نقف على تقاطع طرق مشابه".


وحول تعامل الأنظمة الملكية العربية مع الاحتجاجات، قال "إن الأنظمة الملكية، لتمثيل المجتمع بأكمله، وإن مجتمعاتنا مبنية على النظام القبلي، فعندما يكون لديك نظام ملكي كما هو الحال في الأردن والمغرب، فإننا نضمن التوازن بين مختلف أطياف المجتمع، سواء أكنت تنتمي إلى قبيلة ما أو كنت مزارعا، فنحن من يحرص على حماية ودعم الجميع، وأعتقد أن هذا ما ساعد الأنظمة الملكية في الحفاظ على الاستقرار خلال وقت عصيب مرت به المنطقة".