مصر: صراع الأجنحة يفرز مرشحين مغمورين وتحريكاً لورقة شفيق

مصر: صراع الأجنحة يفرز مرشحين مغمورين وتحريكاً لورقة شفيق

19 نوفمبر 2016
ملف شفيق يستخدم كورقة للضغط على السيسي(مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
لم يثِر إعلان المحامي المصري، طارق العوضي، نيته الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية المزمع انطلاقها عام 2018، ضجة في الأوساط السياسية على عكس ما هو متوقع في مثل هذه المناسبات. واستقبال إعلان العوضي بشيء من عدم الاكتراث في الأوساط السياسية فسّره مسؤول بارز باعتبار أن العوضي شخصية غير معروفة، كما أنه ليس له أي ثقل سياسي أو إعلامي، لأنه ليس له جمهور من المؤيدين. وقال المسؤول السياسي المصري "لا أحد تقريباً يعرف عن العوضي سوى كونه أحد المحامين الذين تقدموا بقضية جزيرتي تيران وصنافير لوقف اتفاقية التنازل عنها إلى جانب (السياسي والمحامي المصري) خالد علي، ومساعد وزير الخارجية الأسبق معصوم مرزوق، والمحامي مالك عدلي، بالإضافة إلى كونه أيضاً المحامي الذي تقدم بطعن لإسقاط قانون التظاهر".

في المقابل، لم يستبعد مصدر سياسي بارز قريب من دوائر صنع القرار، أن يكون "إعلان العوضي نيته الترشح لانتخابات 2018، مجرد حلقة جديدة من حلقات الصراع بين جناحين داخل النظام الحالي، أحدهما يمثل مؤسسة الرئاسة ومعها الاستخبارات العامة من جهة، والمؤسسة العسكرية من جهة أخرى. واعتبر أن هذا الصراع بات واضحاً للعيان على عكس المرحلة السابقة، وفق المصدر نفسه. وأوضح أنه "قد يكون الهدف من إعلان ترشح العوضي، المجهول، محاولة لتمييع الانتخابات المقبلة وتخفيض مستوى المرشحين الذين سينافسون الرئيس الحالي، عبدالفتاح السيسي، الذي أبدى لقيادات المؤسسة العسكرية تمسكه بالترشح خلالها". وتابع: "الكثير من الشخصيات والكيانات الموجودة على الساحة السياسية في مصر، معظمهم أدوات في أيدي عدد من الأجهزة السيادية، بتنوعاتهم المختلفة من إعلاميين وسياسيين ورجال أعمال، وهناك اتجاه بنقل رسالة من أحد جناحي الصراع مفادها أنه لا قلق مما يثار عن غضب في الشارع، لأنه لا توجد بدائل حقيقية للنظام، وأن العوضي، ومن قبله عالم الفضاء المصري، المستشار العلمي للرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، عصام حجي، هم عيّنة للأسماء التي قد تعلن خوض السباق الانتخابي".

وكان حجي قد أعلن بشكل مفاجئ في وقت سابق عن مبادرة بعنوان البديل الرئاسي 2018. وعلى الرغم من أنه لا يحق له الترشح للرئاسة كونه مزدوج الجنسية، ومتزوجاً من أجنبية، إلا أنه تعرض لهجوم عنيف، أشده أتى من المعارضين، ورافضي الانقلاب، في حين رحبت بمبادرته بعض القوى التي كانت مؤيدة وداعمة لانقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، ثم بدأت في الابتعاد بسبب تهميش النظام لها وإبعادها عن المشاركة في أي عمل سياسي.

وكانت مصادر قد كشفت لـ"العربي الجديد" أن حديثاً دار في دوائر عسكرية عليا بشأن سيناريوهات للمستقبل في حال اضطر الجيش لاتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة أي غضب شعبي. وكان من بين هذه السيناريوهات الدفع بوجه جديد للانتخابات الرئاسية المقبلة، بدلاً من السيسي، لا سيما في ظل تردّي الأوضاع الاقتصادية، وتوتر علاقات مصر بمحيطها العربي والدولي أخيراً، وارتفاع منسوب الغضب في الشارع، بحسب المصادر.

وقال المصدر السياسي البارز أيضاً إن الحكم القضائي الصادر يوم الأربعاء الماضي، لصالح المرشح الرئاسي الخاسر في 2012، أحمد شفيق، برفع اسمه من قوائم ترقب الوصول (في المطار)، بما يسمح له بالعودة إلى مصر، يعد حلقة هامة في إطار الصراع بين أجنحة النظام، والذي يعد بمثابة ورقة ضغط جديدة على السيسي. ويجري ذلك في وقت تدفع فيه دوائر عربية، ورجال أعمال وأعضاء أجهزة سيادية وكبار العائلات الكبرى، بشفيق لتصدر المشهد من جديد بدعوى أنه كان أحق من السيسي بذلك.

المساهمون