رفع اسم شفيق من "ترقب الوصول" يربك المشهد المصري

رفع اسم شفيق من "ترقب الوصول" يربك المشهد المصري

16 نوفمبر 2016
قرار ترشح شفيق تحدّده الظروف السياسية(خالد دسوقي/ فرانس برس)
+ الخط -
تتباين الآراء حول قرار القضاء المصري إلغاء وضع اسم المرشح الرئاسي السابق في انتخابات 2012 ورئيس حزب الحركة الوطنية، الفريق أحمد شفيق، على قوائم الترقب والوصول، بين تحميلها لما يصفه مراقبون بـ"ضغوط إماراتية" أو صراع الأجهزة داخل النظام الحالي، وفقاً لآخرين.

ويتوجّس النظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي من عودة شفيق إلى مصر، لعلاقاته الكبيرة والقوية مع رجال الحزب الوطني المنتشرين في كل المؤسسات، وبعضهم يعتمد عليهم السيسي، بما قد يشكل تهديداً للأخير حال ترشح شفيق.

وقضت الدائرة السادسة لجنايات شمال القاهرة بإلغاء القرار الصادر بوضع اسم المرشح الرئاسي السابق على قوائم الترقب والوصول، ويأتي هذا الحكم عقب 24 ساعة من حفظ نيابة الأموال العامة التحقيق في قضية أرض الطيارين، المتهم فيها شفيق.


وقالت مصادر سياسية مقربة من شفيق، إنه لن يعود إلى مصر قريباً، عقب رفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، وهذا أمر يتحدّد خلال الفترة المقبلة.

وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن "تحركات شفيق لرفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، ليس رغبة في العودة واﻹقامة في مصر، ولكنه يرفض منعه من السفر في أي وقت".
        

وتابعت أن "شفيق لم يعد عليه قضايا، بعد حفظ قضية أرض الطيارين، وبالتالي لم يكن هناك أي داعٍ لوضع اسمه على قوائم ترقب الوصول".

وحول أن هذا الحكم يسهّل مسألة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018، لفت إلى أن "هذا اﻷمر سابق لأوانه، والفريق ليس لديه مانع بشكل عام في الترشح إذا طلب منه ذلك".





وأشار إلى أن "القرار النهائي حول ترشحه من عدمه تحدده الظروف السياسية والسياقات، والدعم الشعبي الذي يمكن أن يقدم له، ﻷنه لن يخوض الانتخابات إذا وُجد رفض له".

ولفت إلى "وجود تخوفات خلال الفترة المقبلة من تلفيق أي تهم له من النظام الحالي حال وصوله لمصر، والذي يخشى مواجهة أي شخصيات قوية يمكنها أن تقف أمامه، سواء في انتخابات الرئاسة أو غيرها".

وشدد على أن عودة شفيق "ستجمع عدداً من القوى السياسية تحت قيادته، وهو ما يخشى منه النظام الحالي، حيث فكرة التوحد تقلقه للغاية".

من جانبه، لا يستبعد خبير سياسي في مركز اﻷهرام للدراسات السياسية أن "يكون حفظ قضية أرض الطيارين المتهم فيها شفيق ورفع اسمه من قوائم ترقب الوصول، تعود لما يعرف بصراع اﻷجهزة واﻷجنحة داخل النظام الحالي".

وقال الخبير السياسي لـ "العربي الجديد"، إن "النظام الحالي برئاسة السيسي، يخشى من شفيق، ببساطة شديدة ﻷنه يحظى بقبول لدى قيادات وأعضاء الحزب الوطني المنحل، وبالتالي يمكنه تجميعهم تحت رايته".

 

وأضاف أن "النظام لا يخشى من شفيق لشخصه، ولكن لعلاقاته المتشعبة داخل جسد الدولة، والتي لا تزال تدين بالولاء لمبارك ورجاله، ﻷن السيسي يستفيد منهم اﻵن".

وتابع أن "شفيق لن يكون عليه رفض من قبل أجهزة سيادية والمؤسسة العسكرية حال ترشحه لانتخابات الرئاسة، ليس فقط باعتباره من أبناء المؤسسة العسكرية ولكن لدرايته بإدارة أمور الدولة أيضاً، وهو شخص معروف لهم".

وشدد على أن "المرشح الرئاسي الخاسر ضد مرسي، قادر على تجميع أكبر عدد من رجال اﻷعمال، وأغلبهم محسوبون على نظام مبارك، ويرتبطون بعلاقات قوية معه".

من جانبه، قال الخبير السياسي، محمد عز، إن "عودة شفيق لمصر ستمثل أزمة للنظام الحالي، ولكن ربما تمثل انفراجة على الجانب اﻵخر".

وأضاف عز لـ"العربي الجديد" أن "اﻹمارات التي تستضيف شفيق ضغطت في أكثر من مناسبة لإتاحة الفرصة أمام عودة المرشح الرئاسي السابق، إذ تجمعه علاقات قوية بحكام اﻹمارات".

وتابع أنه من غير المستبعد أن "يكون قرار المحكمة برفع اسمه من قوائم الترقب والوصول استجابة لإملاءات من النظام، بموجب ضغوط إماراتية"، لافتاً إلى أن "اﻹمارات ضغطت بعدم إعطاء منح أو مساعدات اقتصادية إلا بعد إتاحة المجال لعودة شفيق لمصر مرة أخرى".

 

دلالات

المساهمون