بعد اعترافات قائد مجموعة اغتيال أردوغان... هذه شهادة "الإمام"

بعد اعترافات قائد مجموعة اغتيال أردوغان... هذه شهادة "الإمام"

21 فبراير 2017
اليوم الثاني للمحاكمة (أوكان أوزير/الأناضول)
+ الخط -
استمرت المحكمة الجنائية العليا في مدينة مغولا التركية، غرب البلاد، بالاستماع إلى إفادات المجموعة التي حاولت اغتيال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أثناء المحاولة الانقلابية الفاشلة في منتصف يوليو/تموز الماضي، بينما كان يقضي إجازة عائلية في أحد فنادق منطقة مرمريس السياحية على ساحل المتوسط.

وبعد أن استمعت المحكمة، يوم أمس، إلى إفادة اثنين من ضباط القوات الخاصة الذين قادوا الفرق التي توجهت إلى مكان إقامة الرئيس التركي، وتحرّكت بواسطة الحوامات من قاعدة جيغلي في مدينة إزمير، استمعت المحكمة اليوم إلى الرقيب، زكريا كوزو، الملقب بـ"إمام قاعدة جيغلي" (أي قائد منتسبي "حركة الخدمة" في القاعدة)، والمعروف في القاعدة أيضًا بلقب "باشا"، وهو لقب لا يستخدم إلا لمخاطبة كبار المسؤولين من الضباط الأمراء في الجيش التركي، ولا يستخدم لرتب صف الضابط.

وأنكر زكريا كوزو جميع الأقوال التي أدلى بها خلال التحقيقات التي أجريت معه، مشدّدًا على أنه لا يرتبط بأي صلة بـ"حركة الخدمة"، بقيادة فتح الله غولن، المتهم الأول بإدارة المحاولة الانقلابية الفاشلة، رغم الصلاحيات الواسعة التي كان يمتلكها في القاعدة - بحسب التحقيقات- بين الضباط، مع أنه لا ينتمي إلى رتب الضباط الأمراء، حيث ألقي القبض عليه بين الأحراش في غرب تركيا، بعد أن فرّ مع المجموعة التي حاولت اغتيال الرئيس إلى الغابات، إثر نفاد الوقود في الحوامة التي كانوا يستقلونها، بعد علمهم بفشل المحاولة الانقلابية.



وأشار كوزو إلى كونه إنسانًا متدينًّا، بدأ حياته بالانتماء إلى جمعية القوميين الأتراك (المرتبطة بحزب الحركة القومية اليميني القومي المتطرف)، قائلًا: "لقد تلقيت تدريبات لأكثر من ثلاثين عامًا على إنقاذ البشر، وقمت بالعديد من العمليات الناجحة، وصرت معروفًا بعد العام 2006، وقد أثبتت تجربتي بأنني إنسان يعمل لأجل الحفاظ على مصالح بلاده، حيث قام بعض الأشخاص بسبب مصالحهم الخاصة بوضع اسمي، وكأني عضو في تنظيم. كان يقال 
إنه سيتم تسريح بعض الأسخاص في 30 من أغسطس/آب الماضي. وفي البداية كان يقال إن الأمر ليس إلا مزاحًا، ولكن بعدها أصبحت الأحاديث جدية"، في إشارة إلى اجتماع هيئة الأركان في 30 أغسطس/آب، الذي كان من المفترض أن يشهد حملة لتسريح دفعة من الضباط المرتبطين بـ"حركة الخدمة" في الجيش.


وعندما واجه رئيس المحكمة كوز باعترافاته لدى الشرطة التركية، أنكر الأخير كل الاعترافات، مشيرًا إلى أنه أدلى بهذه الاعترافات بسبب الضغط الذي تمت ممارسته عليه من قبل الشرطة، مستطردًا: "لقد تم تهديدي بعائلتي خلال التحقيق. وفي ما يخصّ قصّة الدولار (الشرطة عثرت على أوراق نقدية من فئة الدولار الواحد مع جميع الضباط المشاركين في المحاولة الانقلابية من المقربين من غولن، إذ تشير التحقيقات إلى أن غولن قرأ عليها وأرسلها لهم كنوع من التعاويذ لحمايتهم)؛ فلدي ولدان، الأول تم إلقاء القبض عليه بسببي، بينما كان يخدم في الجيش كرقيب محترف، والثاني لم يخرج خارج البلاد. كان لدى ابني الصغير مجموعة من العملات النقدية، وأعطاني إحداها"، منكرًا أن تكون الورقة النقدية مرسلة من فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية.

وأنكر كوزو أي صلة له بـ"حركة الخدمة"، رغم اعترافات أحد الأشخاص من الحركة، والذي يدعى عارف، بأن كوزو أحد قيادات الحركة في الجيش. وقال في شهادته أمام المحكمة: "كنت أفكر بمستقبل ابني، وتعرفت إلى أحد الأشخاص من العاملين في حركة الخدمة في أحد المعاهد التي كنت أرسل لها ابني كي لا يتعرف على المخدرات، والتقيت به حوالى 10 مرات في مناسبات اجتماعية، وجاء إلى منزلنا، وذهبت إلى منزله، وكنت ألتقي بين الفينة والأخرى بعارف، ولم أجتمع مع أي من عارف أو يافوز خلال أية لقاءات دينية، وكان يافوز خلال أداء الخدمة في قونيا ممن يتلقون جريدة زمان (التابعة لحركة الخدمة)، ولذلك أقول اسمه، لا علاقة ليافوز بي. أما عارف فكان يقول في الماضي إن غولن كان من القوميين، هذا كل ما في الأمر، أما باقي الاعترافات التي أدليت بها فقد كنت أنا من قام بالتلاعب بها، واخترعتها من ثقافاتي العامة وما بقي في عقلي من أشياء".

وأنكر كوزو كونه إمام حركة في قاعدة جيغلي العسكرية بالقرب من مدينة إزمير، والتي انطلقت منها، أثناء وجوده داخلها، فرق من القوات الخاصة إلى مكان إقامة أردوغان بهدف اغتياله. وبرّر دفاعه بالقول: "لأنني كنت رقيبًا أول؛ فقد كان لي الكثير من الأعداء، لا يوجد إمام لقاعدة جيغلي، ولا أقبل بلقب باشا، وأنكر أيضا حادثة الدولار كما قلت سابقًا. بهدف إضافتها إلى المجموعة قام ابني الصغير بوضعها في محفظتي. أنا لست عضوًا في حركة الخدمة. لم أكن يومًا ما عضوًا في الحركة. لقد اعترفت بذلك نتيجة الضغط. واعترافاتي كتبها 57 شخصًا، بعضهم من العاملين في مديرية الأمن، وفي الأصل كنت ممنوعًا من لقاء المحامي الخاص بي، والشرطة أرتني المكان الذي يجب أن أوقع عليه".

المساهمون