ما عليك معرفته حول القمة الثانية لترامب وكيم

ما عليك معرفته حول القمة الثانية لترامب وكيم في فيتنام

27 فبراير 2019
القمة تعقد يومي الأربعاء والخميس في هانوي (لينه فام/Getty)
+ الخط -
تستضيف فيتنام اليوم الأربعاء، القمة الثانية التي يعقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. ويتصدّر جدول أعمالها نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية، ورفع العقوبات السارية على بيونغ يانغ.

ووصل ترامب إلى العاصمة الفيتنامية هانوي أمس الثلاثاء، وشوهد موكبه يدخل فندق جيه دبليو ماريوت، بينما تجمّع أشخاص في الخارج ولوحوا بالأعلام الأميركية ورددوا الهتافات.

وسيعقد الزعيمان اجتماعاً قصيراً مساء الأربعاء، ثم يحضران مأدبة عشاء برفقة ضيفين لكل منهما ومترجمين، حسبما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية.

وقالت إن ترامب وكيم سيعقدان اجتماعات أخرى الخميس.

إلى ذلك، توقّع ترامب مستقبلاً "رائعاً" لكوريا الشمالية في حال وافق زعيمها كيم جونغ-أون، على التخلّي عن الترسانة النووية لبلاده. وقال ترامب في تغريدة على "تويتر"، أمس، إنّ "فيتنام تزدهر بطريقة لا مثيل لها إلا في أماكن قليلة في العالم. يمكن لكوريا الشمالية أن تفعل الأمر نفسه وبسرعة كبيرة، إذا قرّرت نزع سلاحها النووي. الإمكانيات رائعة. فرصة عظيمة، ربّما لم يسبق لها مثيل في التاريخ، لصديقي كيم جونغ-أون. سنعرف قريباً جداً. أمر مثير جداً للاهتمام!".




وصباح الثلاثاء، وصل الزعيم الكوري الشمالي على متن قطاره المصفّح إلى فيتنام.

ويرافق الزعيم الكوري الشمالي مساعده الرئيسي كيم يونغ تشول، الذي التقى ترامب في البيت الأبيض، الشهر الماضي، وبعض الشخصيات البارزة، بالإضافة إلى شقيقته ومستشارته كيم يو جونغ، ومعاونين آخرين قريبين منه، بحسب الوكالة الكورية الشمالية للأنباء.

من التحضيرات في هانوي للقمة (كارل كورت/getty) 


واتّفق الزعيمان، في قمتهما التاريخية الأولى، في 12 يونيو/حزيران 2018 في سنغافورة على خطة مبهمة لنزع "السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية".

وفي ما يلي النقاط الرئيسية التي سيتطلع إليها كل من الجانبين في القمة التي تعقد في هانوي، اليوم الأربعاء وغداً الخميس:

ما الذي تريده الولايات المتحدة؟

الهدف الطاغي الذي تسعى واشنطن لتحقيقه هو نزع السلاح النووي في كوريا الشمالية. وهذا يعني القضاء على كل البرامج الخاصة بأسلحة الدمار الشامل في كوريا الشمالية، بما فيها إنتاج الأسلحة والصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي يمكن استخدامها في إطلاق الأسلحة.

وفي سلسلة تغريدات، عشية توجّهه إلى قمة هانوي، أشاد ترامب بالصين وروسيا لتشديدهما العقوبات على كوريا الشمالية، مؤكّداً في الوقت ذاته أنّه يرتبط بـ"علاقة عظيمة مع الزعيم كيم".


وأضاف، وفق ما نقلت "فرانس برس": "الزعيم كيم يدرك، وربما أفضل من أي شخص آخر، أنه بدون الأسلحة النووية، يمكن لبلاده أن تصبح وبسرعة واحدةً من القوى الاقتصادية الكبرى في أي مكان من العالم بسبب موقعها وشعبها (وهو)، كما أنها تمتلك مقومات للنمو السريع أكثر من أي دولة أخرى".

ما الذي قد ترضى به؟

قال مسؤولون أميركيون، في وقت سابق إنّ الولايات المتحدة ستسعى لتحقيق فهم مشترك خلال القمة مع كوريا الشمالية، لما يعنيه نزع السلاح النووي. ومن المتوقع أيضاً أن تسعى واشنطن لرسم خريطة طريق، تحدد التوقعات وإجراءات التفاوض على نزع السلاح النووي بعد القمة.

ومن المرجح أن يتضمن جدول الأعمال تجميد برامج أسلحة الدمار الشامل والصواريخ الكورية الشمالية.

وقال تقرير لمركز الأمن والتعاون الدوليين بجامعة "ستانفورد"، هذا الشهر، إنّ كوريا الشمالية أنتجت في ما يبدو من الوقود النووي في العام الأخير ما يكفي لإضافة سبع قنابل نووية إلى ترسانتها.


ما الذي تريده كوريا الشمالية؟

دعت كوريا الشمالية، علانية، لرفع العقوبات الاقتصادية المكبلة التي فرضتها الولايات المتحدة والأمم المتحدة عليها، وسيكون ذلك هو هدفها الرئيسي في القمة.

غير أنّ مفهومها لنزع السلاح النووي قد يشمل إزالة المظلة النووية الأميركية التي تحمي كوريا الجنوبية، والقوات القادرة على استخدام السلاح النووي.

وقد أبدى بعض المسؤولين في كوريا الجنوبية، والكونغرس الأميركي، وغيرهما، مخاوف من مطالبة كوريا الشمالية بتغييرات في مستوى القوات الأميركية المرابطة في الشطر الجنوبي من شبه الجزيرة الكورية، غير أنّ ترامب قال، يوم الجمعة، إنّ خفض حجم القوات الأميركية في الجنوب "غير مطروح للنقاش".

كما دعت كوريا الشمالية، منذ فترة طويلة، إلى إبرام اتفاق سلام مع الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات، وإنهاء حالة الحرب الرسمية القائمة منذ انتهاء الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953، بهدنة لا بمعاهدة سلام.


ما الذي قد ترضى به؟

أحجمت واشنطن عن توقيع معاهدة سلام قبل نزع السلاح النووي بالكامل في كوريا الشمالية، غير أنّ المسؤولين الأميركيين أشاروا إلى أنّهم ربما يكونون على استعداد لإبرام اتفاق محدود لتقليل التوترات، وفتح مكاتب اتصال، والتحرّك صوب تطبيع العلاقات.

وقال كيم، في يناير/كانون الثاني الماضي، إنّ بلاده مستعدة لإعادة فتح منطقة كايسونغ الصناعية، واستقبال الرحلات لمنطقة جبل كومغانغ دون أي شروط مسبقة أو ثمن.

ويتطلب تشغيل هذين المشروعين المشتركين بين الكوريتين، تخفيفاً جزئياً على الأقل للعقوبات.

وقال كيم أيضاً إنّ كوريا الشمالية تطلب من الولايات المتحدة "إجراءات عملية مناظرة"، تقابل "التدابير العملية المختلفة التي تقول كوريا إنّها نفّذتها في سبيل نزع السلاح النووي الكامل في شبه الجزيرة الكورية.

وجاء في تعليق نشرته وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، يوم 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنّ "الإجراءات المناظرة" التي تطالب بها كوريا الشمالية الولايات المتحدة تشمل "إنهاء السياسات العدائية" ورفع العقوبات. ولم يتضح ما المقصود بعبارة "إنهاء السياسات العدائية".

قال ترامب إنّه يرتبط بـ"علاقة عظيمة مع الزعيم كيم" (getty) 


وفي تعليق قوي، الأحد، دعت الوكالة، واشنطن إلى استغلال "الفرصة التاريخية النادرة"، في ردّ على الشكوك التي عبّرت عنها الولايات المتحدة، بشأن غياب التقدم بعد قمة سنغافورة، وبشأن النوايا الحقيقية لبيونغ يانغ حول التخلّص من ترسانتها النووية.

وقالت الوكالة الكورية الشمالية: "على الإدارة الأميركية ألا تنسى دروس العام الماضي، حينما أغرقت المحادثات الثنائية بحالة من الجمود دفعت إليها القوى المعارضة (للاتفاق)". وأضافت: "إذا انتهت المفاوضات المقبلة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بدون نتيجة، كما تريد تلك القوى، فإنّ الشعب الأميركي لن يتخلّص أبداً من التهديدات لأمنه".

ماذا عن الصين؟

في طريق العودة، يمكن للزعيم الكوري الشمالي، أن يأخذ القطار بهدف التوقف في بكين للحديث مع الرئيس الصيني شي جينبينغ، بشأن مضمون لقائه مع ترامب. لكن في بكين، لم تلاحظ أية إجراءات أمنية غير اعتيادية، ما قد يشير إلى أنّه قد لا يتوقف هناك في طريق عودته.

والمرة الأولى التي التقى فيها ترامب، سافر كيم إلى سنغافورة على متن طائرة صينية، وزار الصين بعدها بأسبوع للقاء شي.

ورأى جيونغ يونغ تاي، الباحث في معهد الدراسات حول كوريا الشمالية، في سيول، في حديث لـ"فرانس برس"، أنّ اختيار كيم السفر بالقطار هذه المرة، يسمح للقائد الكوري الشمالي بالإشارة إلى "استقلاليته" عن بكين.

ويرى جاستن هيستنغز، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة سيدني، أنّ "الصين تريد أن تتقدّم كوريا الشمالية في مسألة نزع سلاحها النووي، بنفس المستوى الذي تريده الدول الأخرى".

اختيار كيم السفر بالقطار إشارة إلى "استقلاليته" عن الصين (نهاس نغووين/فرانس برس)


وبعد تراجعها على خلفية اختبارات نووية كورية شمالية، تحسّنت العلاقات بشكل كبير بين بكين وبيونغ يانغ، العام الماضي، بعدما أعلنت الأخيرة عن وقف تلك الاختبارات.

وتطالب الصين، الحليفة الوحيدة لبيونغ يانغ، برفع تدريجي للعقوبات الدولية التي تثقل كوريا الشمالية، مع دعوتها في الوقت نفسه للنزع الكامل للأسلحة النووية من البلاد.

والسفر بالقطار تقليد عائلي متوارث عن مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، جدّ كيم جونغ أون الذي سافر والده إلى روسيا بالقطار في 2001.

وقال البروفسور كوه يوهوان في جامعة "دونغوك" في سيول، لـ"فرانس برس"، إنّ السفر بالقطار "رسالة قوية إلى الكوريين الشماليين بأنّ كيم جونغ أون قد ورث صفات جده الحميدة، وأنّ سلالة كيم أقوى من أي وقت مضى".