خيارات ترامب لـ"إغراء" كيم: تخفيف العقوبات وإعلان السلام

خيارات ترامب لـ"إغراء" كيم في القمة القادمة: تخفيف العقوبات وإعلان السلام

27 يناير 2019
مخاوف حلفاء أميركا بشأن الملف الكوري (صول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تحقيق تقدم خلال قمته الثانية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، متسلحا بخيارات قد تغري بيونغ يانغ، من قبيل تخفيف العقوبات وتوقيع إعلان سلام، وحتى سحب القوات من كوريا الجنوبية.

وبعد المصافحة التاريخية بين ترامب وكيم في سنغافورة في يوينو/حزيران الماضي، يصّر صناع السياسات في واشنطن على الحاجة إلى تقديم بيونغ يانغ تنازلات ملموسة بشأن برنامجها النووي في القمة المقبلة التي يقول الرئيس الأميركي إنها ستجري أواخر فبراير/شباط، على الأرجح في فيتنام. لكن الكثير يعتمد على ترامب المتقلب الطباع، الذي أعلن أن مد يده لعدو الولايات المتحدة التاريخي كان بمثابة انقلاب دبلوماسي، وندد بالانتقادات لقمتهما الأولى التي اعتبرتها مناسبة رمزية. 

ويعتقد مراقبو الملف الكوري الشمالي أن هدف كيم الأساسي هو تخفيف العقوبات الدولية، ويشككون في إمكان تخليه فجأة عن ترسانة بلاده النووية التي قضى نظامه المتوارث عقودا في بنائها حتى في فترة المجاعة. 

وعندما التقى كيم ترامب في أول قمة في التاريخ بين البلدين، بدت كوريا الشمالية تسعى لمعاهدة أو حتى بيان ينهي رسميا الحرب الكورية (1950-53) التي انتهت بهدنة. 

ولأجل ذلك، تعهد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بعدم رفع العقوبات حتى نزع كوريا الشمالية لأسلحتها النووية. 

ولا يمكن رفع العديد من العقوبات الأميركية المرتبطة بمسائل حقوق الإنسان والفساد بدون تدخل الكونغرس الذي يستبعد أن يتعاطف مع بيونغ يانغ.

وتستعد الولايات المتحدة لتخفيف القيود على المساعدات الإنسانية، وقد تقترح تبادل مكاتب تنسيق مع بيونغ يانغ، في خطوة تسبق إعادة العلاقات الدبلوماسية. 

ويشير ترامب إلى تعليق كوريا الشمالية الاختبارات الصاروخية والنووية كمؤشر إلى التقدم الذي تم تحقيقه، بعد سنتين من بلوغ المخاوف من اندلاع حرب ذروتها. 

ويطالب المسؤولون الأميركيون بجردة بجميع مواقع الأسلحة الكورية الشمالية، مع السماح بحضور مفتشين. لكن الخبراء يتوقعون أن لا توافق بيونغ يانغ إلا على تفكيك المنشآت القديمة مع المحافظة على قدراتها.

وعام 2008، دعت كوريا الشمالية وسائل الإعلام الدولية لحضور عملية نسف برج تبريد في يونغبيون، الذي لا يزال يعتبر مجمعها النووي الرئيسي. 

وتتساءل كوريا الجنوبية واليابان إن كان ترامب، الذي رفع شعار "أميركا أولا"، سيركز على نزع برنامج كوريا الشمالية للصواريخ البالستية العابرة للقارات الذي يتطور بشكل متسارع. 

وفي مقابلات جرت معه مؤخرا، وصف بومبيو دبلوماسية واشنطن حيال كوريا الشمالية بأنها وسيلة لحماية الأميركيين.

وتأتي القمة المقبلة على وقع جمود طال أمده في المفاوضات بشأن التكلفة التي على كوريا الجنوبية دفعها للولايات المتحدة لإبقاء جنودها البالغ عددهم 28500 فيها. 

ولطالما شكك ترامب في قيمة تكلفة تحالفات واشنطن، ويطالب سيول بدفع المزيد. لكن أي وعد يقطعه ترامب لكيم بسحب الجنود سيقابل على الأرجح بمعارضة واسعة من الكونغرس، وبغضب من حكومة اليابان المحافظة، وقلق من كوريا الجنوبية، حيث يدعم الرئيس مون جاي إن الوجود الأميركي أكثر من أسلافه اليساريين. وحتى ترحيب كوريا الشمالية بالانسحاب هو أمر غير مضمون.

(فرانس برس)