بنكيران: بان كي مون يمس بمصداقية الأمم المتحدة

بنكيران: بان كي مون يمس بمصداقية الأمم المتحدة

12 مارس 2016
بنكيران يعتبر التصريحات ماسة بمصداقية الأمم المتحدة (العربي الجديد)
+ الخط -
قال رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، مساء اليوم السبت، إن زيارة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون، الأخيرة إلى المنطقة وتصريحاته خلالها حول ملف الصحراء المتنازع عليها مع جبهة البوليساريو، "تمس بمصداقية" المنظمة الدولية.

واعتبر بنكيران، في خطاب له أمام البرلمان المغربي، في دورة استثنائية تم عقدها بطلب من أعضاء مجلس النواب (الغرفة الأولى)، ومجلس المستشارين، حول آخر مستجدات قضية الصحراء، أن زيارة بان كي مون وتصريحاته ستدفع بلاده إلى "اتخاذ ما تمليه عليه مصالحه الاستراتيجية، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية والترابية"، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول".

وعزا بنكيران التصريحات الأخيرة لبان كي مون، والتي قال فيها إنه "يتفهم غضب الشعب الصحراوي، بسبب احتلال أراضيه"، إلى حملة يخوضها خصوم المملكة المغربية، خاصة بعد إطلاق مشاريع تنموية ضخمة في الصحراء من طرف العاهل المغربي، مشيرا إلى أن "التصريحات المنحازة للأمين العام للأمم المتحدة تأتي مباشرة بعد المبادرة الملكية لإطلاق مسيرة خضراء جديدة لا تقل قوة عن الأولى، قوامها المخطط التنموي الضخم الذي سيجعل الأقاليم الجنوبية حالة استثنائية في المنطقة".

اقرأ أيضاً: أحزاب مغربية ترفض كلام بان حول الصحراء الغربية

وأورد رئيس الحكومة المغربية أن "هذا المشروع الاستراتيجي، الرامي إلى ترسيخ مكانة المغرب في المنطقة وفي أفريقيا، وتقديم نموذج تنموي لمواطنيه في الجنوب، وسط محيط إقليمي خارجي يعاني من الهشاشة، أزعج إلى أبعد الحدود خصوم المغرب، وبالتالي لا يمكن أن ننتظر أقل من حملة شرسة ضد بلادنا".

واتهم بنكيران المسؤول الأممي بكونه عمد إلى "خرق الاتفاق مع الملك محمد السادس، والالتزام بمضمون المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما قبل أشهر، كما أضر بمبدأ الحياد الذي هو جوهر الأمم المتحدة، ومس كذلك بالقانون الدولي في هذا المجال، وهو ما ستكون له تبعات بالنسبة للموقف المغربي".

وانتقد رئيس الحكومة زيارة بان كي مون لمنطقة "بئر الحلو"، الواقعة في شرق الجدار الأمني المغربي في المنطقة العازلة التي تم الاحتفاظ بها بين هذا الحزام الأمني والحدود مع الجزائر بهدف تخفيف حدة التوتر بين البلدين، مبرزا أن الرباط اتصلت حينها بالأمانة العامة للأمم المتحدة للاستفسار عن دواعي زيارة هذه المنطقة.

وعاد بنكيران ليتهم بان كي مون بأنه "استسلم لابتزاز الأطراف الأخرى، من خلال فرض أمر واقع، في خرق للالتزامات والضمانات المقدمة للمغرب، حيث سمح الأمين العام الأممي بأن يتم استغلاله لإضفاء مصداقية على المزاعم المغلوطة للأطراف الأخرى"، في إشارة واضحة إلى الجزائر وجبهة البوليساريو.

وأشار رئيس الحكومة المغربية إلى أن الرباط لفتت أكثر من مرة انتباه مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة وبعثة المينورسو، إلى انتهاكات وضعية هذه المنطقة العازلة، وإلى خطورة الأعمال الاستفزازية للأطراف الأخرى، مطالبا الأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتها في المنطقة الشرقية من الحزام الأمني.

اقرأ أيضاً: بان يرفض اتهامات الرباط بالانحياز في قضية الصحراء

وقال بنكيران إن الأمين العام للأمم المتحدة "تخلى عن الحياد والموضوعية، ليس فقط من خلال التصريحات، بل كذلك من خلال إشارات رمزية كتعبير صريح عن تساهل مدان مع كيان وهمي"، وذلك في إشارة إلى انحناء وتحية بان كي مون لعلم جبهة البوليساريو في مخيمات تندوف.

وانتقد رئيس الحكومة المغربية إعلان بان كي مون عزمه تنظيم مؤتمر لمانحي المساعدات الإنسانية لسكان مخيمات تندوف، "دون أن يتطرق لقضيتين بالغتي الأهمية، الأولى تتمثل في ضرورة إجراء إحصاء لهاته الساكنة، والثانية تهم الاختلاس المؤكد والمنتظم، منذ أربعة عقود، للمساعدات الإنسانية الموجهة لساكنة المخيمات".

وفي السياق، دعا برلمانيون مغاربة، خلال جلسة البرلمان اليوم السبت، إلى مساءلة بان كي مون أمام مجلس الأمن الدولي عما اعتبروه "خرقا سافرا" لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بخصوص الصحراء، حسب "الأناضول".

وطالبوا بـ"التحرك الاستباقي"، لتجنب "انزلاقات" التقرير الذي من المفترض أن يقدمه بان كي مون لمجلس الأمن حول الصحراء في أبريل/ نيسان المقبل. وزار بان كي مون، السبت الماضي (5 مارس/ آذار)، مخيمات اللاجئين الصحراويين في الجزائر، والتقى باللاجئين، وأكد أنه "لن يدخر جهداً للمساعدة في تحقيق تقدم للتوصل إلى حل لقضية الصحراء".