الأردن يطلب ابتعاد الفصائل والنظام السوريَيْن7 كيلومترات عن حدوده

الأردن يطلب ابتعاد الفصائل والنظام السوريَيْن7 كيلومترات عن حدوده

04 مايو 2016
الأردن يشدد إجراءات دخول السوريين إلى أراضيه (الأناضول)
+ الخط -
في ظل تصاعد العمليات العسكرية في سورية، وقصف قوات النظام السوري مدينة حلب وتهجير أهلها، نزح عشرات الآلاف من السوريين باتجاه الحدود مع الأردن، ما دفع الأخير إلى رفع طلب للنظام السوري والفصائل المعارضة المسلحة بالابتعاد 7 كيلومترات عن الحدود بغرض تأمينها.

ووصل عدد السوريين العالقين على الساتر الترابي بين الحدود الأردنية السورية، إلى 59 ألف سوري بينهم 5490 وصلوا قادمين من مدينة حلب، يومي الخميس والجمعة الماضيين، بحسب ما أعلن قائد قوات حرس الحدود الأردنية العميد الركن صابر المهايرة.

وقال المهايرة، إن قيادة القوات المسلحة (الجيش العربي)، طلبت من الفصائل المسلحة والجيش النظامي السوري، الابتعاد عن الحدود الأردنية عند القتال على مسافة لا تقل عن 7 كيلومترات داخل الأراضي السورية، مبرراً الطلب بحماية القرى الأردنية الحدودية من صول الرصاص أو سقوط القذائف، وشدد، أنه إذا "وقع غير ذلك سيتم التعامل بالرد السريع". وأكد أن "فصائل كثيرة متقاتلة داخل سورية، وهذا أمر لا يعنينا، ما يهمنا أن تكون حدودنا آمنة".

وقال المهايرة خلال ندوة صحافية عقدها، اليوم الأربعاء، في مقر قيادة القوات، إن هناك، "بين العالقين، راغبين باللجوء وتجار حروب وإرهابيين"، مؤكداً ضرورة التدقيق الأمني قبل إدخالهم إلى المملكة حرصاً على عدم تسلل "إرهابيين" بين صفوف اللاجئين.

ويتوزع السوريون على مخيمي الحدلات والركبان الواقعين على الساتر الترابي للحدود السورية الأردنية في الشمال الشرقي، في منطقة صحراوية قاسية. وكشف عن المخيمين لأول مرة، مطلع ديسمبر/كانون أول الماضي، يوم ناشدت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، السلطات الأردنية، السماح بإدخال العالقين إلى أراضيها، وهي المناشدة التي رفضتها السلطات، متمسكة بحقها في حماية البلاد من تسلل "الإرهابيين"، الأمر الذي أصبح لاحقاً محل تفهم من المجتمع الدولي.

وتعتمد قوات حرس الحدود، منذ ظهور التنظيمات الإرهابية في سورية، خطة أمنية في التعامل مع اللاجئين القادمين منها، بحسب المهايرة، الذي يضيف، أنه "قبل ظهور التنظيمات الإرهابية، كان التعامل مع اللاجئين إنسانياً بحتاً، لكن بعد ظهورها أصبح التركيز على الجانب الأمني ضرورة ملحة".

وكشف المتحدث عن ضبط قواته طائرات مسيرة تستخدمها التنظيمات الإرهابية إضافة إلى الحمام الزاجل، كما ضبطت هواتف أردنية تستخدمها للتواصل فيما بينها.

وتسمح السلطات الأردنية لمنظمات الإغاثة الدولية بالعمل في مخيمَي الحدلات والركبان، حيث توفر الخيام للاجئين والطعام والمياه والحطب للتدفئة، بالإضافة إلى العلاج.

وتجدر الإشارة إلى أنه وفقاً لخريطة توزع الفصائل المقاتلة داخل سورية بالنسبة للحدود الأردنية، يبعد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) عن الحدود الأردنية من المنطقة الشمالية الغربية قرابة 80 كيلومتراً، فيما يبعد عن الحدود في المنطقة الشمالية الشرقية 120 كيلومتراً. وبحسب الخرائط، يبعد تنظيم "شهداء اليرموك" مسافة 14 كيلومتراً عن الحدود الأردنية في الشمال الغربي، فيما يبعد الجيش الحر مسافة 33 كيلومتراً، ويبعد "أحرار العشائر" 28 كيلومتراً، كما تتمركز قوات النظام على بعد 46 كيلومتراً من نفس الواجهة الحدودية في الشمال الغربي للمملكة.

كما كشف المهايرة عن تدمير خمسة أنفاق، ثلاثة منها على الحدود الشمالية الغربية مع سورية، واثنان على الحدود الشمالية الشرقية بعدما تبين استخدامها في عمليات التهريب.

ويبلغ طول الحدود الأردنية السورية 370 كيلومتراً، ويعتمد الأردن في مراقبة الحدود على تكنولوجيا حديثة ومتطورة لرصد التحركات على الحدود عبر كاميرات مراقبة موزعة على طول الحدود.