اتهامات للنظام العراقي بالطائفية على خلفية استقبال الحوثيين

اتهامات للنظام العراقي بالطائفية على خلفية استقبال الحوثيين

04 سبتمبر 2016
العبادي استقبل وفد الحوثيين (تويتر)
+ الخط -
أثار الاستقبال الرسمي العراقي، لوفد من جماعة "أنصار الله" (الحوثي) اليمنية، زار بغداد الأسبوع الماضي، لغطاً واسعاً في الشارع العراقي والوسط السياسي بشكل عام، حول ازدواجية التعامل الرسمي مع القضايا العربية وفقاً لمنظور "طائفي واضح".

ففي وقت برّرت الحكومة العراقية مطالبتها لجماعة "مجاهدي خلق" الإيرانية المعارضة، بمغادرة العراق ومنعها من ممارسة أي نشاط، فضلاً عن مصادرة مقراتها في ديالى وبغداد، ووضع أفرادها في معسكر إقامة جبري قرب مطار بغداد مع عائلاتهم، استقبلت الحكومة وفد الحوثيين بشكل رسمي.

ووصفت بيانات الحكومة العراقية، وآخرها بيان وزارة الخارجية، الوفد بأنه "ممثل الجمهورية اليمنية الشقيقة". كما بررت الحكومة وقيادات سياسية عراقية، الاستقبال الحافل، بالقول إنّ "العراق بلد ذو سيادة ولن يغلق بابه في وجه أحد".

وقالت مصادر حكومية، لـ"العربي الجديد" إنّ "الحكومة العراقية تلقّت طلباً من الرئاسة اليمنية، لتوضيح الموقف الرسمي العراقي، من زيارة وفد الحوثي إلى بغداد مؤخراً، واستقباله من قبل مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، والاعتراف بما يعرف بـ"المجلس السياسي الأعلى".

يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من استقبال الحكومة العراقية وفدا من الانقلابيين الحوثيين في بغداد على مستوى رفيع، حيث كان في استقبالهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، وعدد من المسؤولين.

وذكرت مصادر سياسية عراقية أنّ الجعفري، وصف تشكيل مجلس سياسي يقوده الحوثيون بأنّه "خطوة صحيحة وموفقة"، ما اعتبرته الحكومة اليمنية "اعترافاً بالانقلابيين الحوثيين ورفضاً للشرعية".

وتواجه الحكومة العراقية اتهامات من مراقبين ومحللين، بدعم المليشيات المدعومة من إيران في العراق وسورية ولبنان واليمن، وسيطرتها على مفاصل ومؤسسات الدولة، في وقت تمر البلاد بأزمة أمنية، نتيجة سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على مساحات واسعة.



وتزامنت زيارة الوفد الحوثي إلى بغداد مع مطالبة الحكومة العراقية، للمملكة العربية السعودية رسمياً، بتغيير سفيرها في بغداد ثامر السبهان، عقب مطالبات من كتل وأحزاب حاكمة في الدولة، بذريعة تدخّله في الشؤون الداخلية العراقية.

وهو أمر اعتبره محللون، أنّه ينطوي على "رسائل سياسية" للمملكة، في وقت تمر المنطقة بوضع أمني دقيق نتيجة ضغط "داعش" من جهة، والمليشيات المدعومة إيرانياً من جهة أخرى.

وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، والقيادي في كتلة "دولة القانون" بزعامة نوري المالكي، عباس البياتي، في بيان صحافي، إنّ "العراق بلد ذو سيادة ولن يغلق أبوابه في وجه أي طرف"، مضيفاً أنّ "العراق ليس أول دولة تستقبل الحوثيين، فقد استقبلتهم سابقاً الكويت والسعودية قبل اندلاع الحرب معهم ولبنان وعمان".

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة صلاح الدين، فراس أحمد الخطيب لـ"العربي الجديد" إنّ "حكومة حيدر العبادي لم تختلف عن حكومة المالكي السابقة، فالمعيار الطائفي في التعامل مع الشأن العربي هو ما يحكمها".

وأضاف "في وقت طردت مجاهدي خلق المعارضة بدعوى احترام حسن الجوار مع إيران، تستقبل الحكومة جماعة الحوثي، ولا ندري ما الفرق بين الجهتين، سوى أنّ الأولى تعادي إيران والثانية تواليها، بل وتتبنى أجندتها في بلد عربي أصيل".

ورأى الخطيب أنّ "ازدواجية الحكومة تسهم في عزل العراق عن عمقه العربي، ووضعه في الحضن الإيراني، ما يعني مزيداً من الكوارث الأمنية"، على حد قوله.


المساهمون