"الوسطيون" في صراع السلطة بالعراق يترقبون كفّة التحالفات

"الوسطيون" في صراع السلطة بالعراق يترقبون كفّة التحالفات

12 سبتمبر 2018
لم يحسم الحوار السياسي بالعراق مسألة الكتلة الكبرى(Getty)
+ الخط -

بالرغم من اتساع دائرة الحوارات السياسية للخروج بتحالف واحد يكوّن الكتلة البرلمانية الكبرى، ويفوز بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إلّا أنّ بعض الأطراف السياسية لا تزال تلعب لعبة الحيادية، منتظرة كفة التحالفات لتنظم إلى الجهة الأقوى، بغية عدم الخسارة.

وقال قيادي رفيع في لجنة الحوارات بتحالف "سائرون"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "حواراتنا مع تحالف الفتح كشفت لنا عن جهات وفصائل مسلّحة، وعن أفراد أيضاً، يلعبون دور الوسطي أو الحيادي في صراع تشكيل الكتلة الكبرى"، مبينا أنّ "هذه الجهات هي ضمن تحالفات معينة، فمنها ضمن تحالف النصر، وأخرى في تحالف الفتح، لكنها في الوقت ذاته تتواصل مع التحالفات الأخرى، وتقدم لها الوعود بالانضمام إليها".

وأوضح هذا المصدر أنّ "تلك الجهات لا تلتزم بأي وعد لأي جهة، وإنّما تترقب حسم موضوع حوارات الكتلة الكبرى، لتنفصل عن الجهات التي تحالفت معها، ولتنضم إلى التحالفات المقتربة من تشكيل الحكومة، بغية الحصول على المكاسب وعدم الخسارة مهما كانت الظروف".

وأشار إلى أنّ "من بين هذه الجهات، كتلة الفضيلة، المنضوية ضمن تحالف النصر، ومنها جناح الأنبار في تحالف النصر، ومنها فصائل من مليشيات الحشد منتمية لتحالف الفتح، ومن بينها فصيل أنصار العقيدة المنتمي لتحالف الفتح ويتحاور مع تحالف النصر".

وتحاول تلك الجهات السياسية "الحيادية" الوقوف على خط واحد من جميع الجهات، وتواصل الحوار مع كل الأطراف، على اعتبار أنّها "تسعى إلى تقريب وجهات النظر، وفقاً لمصلحة البلاد"، بحسب رأيه.

وقالت كتلة "الفضيلة"، في بيان صحافي: "نحن ملتزمون بمنهجنا المستقل وعدم الميل للتخندقات"، مضيفة "لقد حذرنا من تداعيات التشظي والانقسام والتصارع، بعنوان تشكيل الكتلة الكبرى، ودعونا إلى اجتماع طاولة مستديرة للكتل الفائزة بالانتخابات، ووضع شروط ومواصفات رئيس الحكومة والوزراء والمناصب السيادية الأخرى، واختيار المرشح الذي تنطبق عليه".

وأضاف البيان: "أثبتت أحداث البصرة المؤلمة صحة موقفنا، لذا نعلن مجدداً أننا نلتزم منهجنا المستقل عن المحاور، ونستمر بمساعينا لتوحيد الكلمة ورأب الصدع، وجعل مصالح الشعب والوطن فوق كل اعتبار"، داعياً "كل من يشاطرنا رؤيتنا إلى الانخراط معنا في مساعينا".

ويؤكد سياسيون أنّ هذه الجهات هي "جهات تلاحق مصلحتها الخاصة أينما تكون، ولا هدف لها سوى تحقيق هذه المصلحة، وعدم التورط برهان خاسر مع أي كتلة لا تحقق لها أطماعها.


من جهته، رأى القيادي في "تحالف القوى"، محمد الزيدي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ "العمل السياسي يجب أن يبنى وفقاً لمبادئ وأهداف ورؤى وطنية حقيقية، ولا يمكن الاعتماد على نظرة وتوجه لتحقيق مصالح خاصة بحتة"، مؤكداً أنّ "أي جهة تعمل على التحالف مع أي جهة تحقق لها مصالحها الخاصة هي جهات لا تملك أي مبادئ وطنية".

وشدد الزيدي على "ضرورة تشخيص هذه الجهات، وحتى الأفراد، وألا تناط بهم مستقبلاً أي مهام ومسؤوليات في الدولة، لأنهم غير أمينين على مصلحة الشعب بقدر حرصهم على مصالحهم الخاصة".