السياسة على طريقة الترجي

السياسة على طريقة الترجي

12 نوفمبر 2018
ذهب الشاهد إلى ملعب رادس لتهنئة الترجي(فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
ذهب رئيس الحكومة يوسف الشاهد إلى ملعب رادس لتهنئة فريق الترجي بفوزه في بطولة أفريقيا على الأهلي المصري، وقال إثر اللقاء إنه بإمكان التونسيين إذا اجتمعوا أن يحققوا المستحيل. وآثر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن يستقبل الأبطال في قصره بقرطاج، معتبراً أيضاً أن التونسيين على قلّتهم قادرون إذا اجتمعوا على الإنجاز. وعبّر عن أمله في أن يعتبر السياسيون من هذا الأمر، لأن الواقع الحالي يؤكد أنهم ليسوا كذلك. وشاركت أحزاب وشخصيات سياسية أخرى هذا الحدث، كل على طريقته الخاصة وبحسب حساباته.
وإذا كان من المفهوم أن يتنافس الساسة على استثمار الانتصارات الرياضية لصالحهم، وهو ما يحصل في كل أنحاء العالم، فإن كلام الرئيس السبسي كان أكثر صراحة وتعبيراً عن واقع سياسي تونسي سيئ يتميز بتفرق الكلمة وتضارب الخيارات والمصالح إلى حد التلاعب باستقرار التونسيين وتهديد التجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة. لكن الرئيس ليس معصوماً من قائمة المتنافسين، وهو أيضاً جزء من المشكل، برغم أنه يحاول دائما إلقاء اللوم على الآخرين، ما صعّب البحث عن وسطاء لتقريب وجهات النظر وإنهاء الأزمة التي استفحلت وطالت أكثر مما ينبغي.
وزيرة المرأة والصحة السابقة، سميرة مرعي فريعة، اقترحت أخيراً في حوار إذاعي، أن يجتمع الرباعي الراعي للحوار الوطني الفائز بجائزة نوبل من جديد، وأن يجمّعوا الفرقاء حول طاولة واحدة، لأن ظروف 2013 تتشابه مع الظرف الحالي والمؤسسات معطلة والدستور الذي كُتب بتوافق ينبغي أن يُعدّل بتوافق أيضاً بين كل الحساسيات السياسية من داخل البرلمان وخارجه ومن منظومة الحكم أو المعارضة. وجهة النظر هذه يمكن أن تُسمع، فقد استطاعت منظمات العمال ورجال الأعمال والمحامين وحقوق الإنسان أن تبقي على علاقاتها بالأحزاب كلّها، وبالحكومة ورئاسة الجمهورية، وهي قادرة على هذا الأساس أن تؤدي دوراً يضمن الأمتار القليلة المتبقية على انتخابات 2019، الذي يعتبر كثيرون أنه سيكون موعداً حاسماً لتثبيت المسار الديمقراطي التونسي نهائياً، ويؤسس لفكرة التداول السلمي على السلطة والتنافس على صندوق الاقتراع وليس بأي وسيلة أخرى، وهو ما يستدعي البحث عن كل الضمانات الممكنة حتى ينتهي هذا العام على خير.

المساهمون