إدارة ترامب تعتزم طرح "صفقة القرن" في يونيو

إدارة ترامب تعتزم طرح "صفقة القرن" في يونيو المقبل

19 مايو 2018
الخطة بين منتصف وآخر يونيو المقبل (أحمد غرابلي/فرانس برس)
+ الخط -


تعتزم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، طرح خطتها للسلام في الشرق الأوسط بين الفلسطينيين والإسرائيليين "صفقة القرن"، بعد شهر رمضان مباشرة، أي الشهر المقبل، وذلك وفق ما كشفه مسؤولون أميركيون لـ"أسوشييتد برس".

وقال خمسة مسؤولين أميركيين، وأحد أعضاء مجلس الشيوخ، للوكالة، اليوم السبت، إنّ الإدارة تنوي طرح خطة السلام، في الفترة بين منتصف وآخر يونيو/حزيران المقبل، بعد شهر رمضان مباشرة، على الرغم من تحذيراتهم من أنّ التوقيت قد يعتمد على التطورات في المنطقة.

وشرع معدو الخطة الرئيسيون، صهر الرئيس ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ومبعوثه الخاص للمفاوضات جيسون غرينبلات، بالفعل في سرية تامة، في إبلاغ بعض الحلفاء والشركاء بعناصر الخطة.

وكانت صحيفة "وول ستيرت جورنال" قد ذكرت، أمس الجمعة، في تقرير، أنّ "صفقة القرن"، التي عكفت إدارة ترامب على العمل عليها على مدى أشهر، باتت معظمها منتهية، وتحدّد ما تعتبره الولايات المتحدة خطوات رئيسية نحو السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وتقترح خطة السلام معالجة الخلافات حول الحدود والأمن واللاجئين، حسبما قال مسؤولون أميركيون للصحيفة، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات، خلال إدارة الرئيس باراك أوباما في عام 2014.

وفي ضوء الأحداث الأخيرة في القدس وغزة، كشفت الصحيفة نقلاً عن المسؤولين الأميركيين، أنّهم الآن لا يتوقعون إطلاق "صفقة القرن"، قبل نهاية شهر رمضان، والذي يستمر حتى منتصف يونيو/حزيران المقبل.

وأشارت الصحيفة، إلى أنّ الأوضاع في قطاع غزة، تبقى مرجّحة للتصعيد، مع تحديد يوم موعد جديد لجولة أخرى من التظاهرات، في 5 يونيو/حزيران المقبل، والذي يتزامن مع ذكرى نكسة حزيران 1967، تاريخ استيلاء إسرائيل على القدس الشرقية.

وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، مجزرة بحق المتظاهرين السلميين في "مسيرة العودة" على حدود قطاع غزة، استشهد فيها 64 فلسطينياً وجرح 3188 آخرين، بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، تزامناً مع افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة.


وذكرت "أسوشييتد برس"، أنّ إدارة ترامب، تقاوم مطالب الكونغرس بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن بالكامل، لأنّ غرينبلات وكوشنر يريدان إبقاء هذه القناة مفتوحة، في حال كان الفلسطينيون منفتحين على العودة إلى المفاوضات مع إسرائيل، على أساس الخطة.

وقد أمر وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، بإغلاق المكتب، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ولكن سُمح له بالبقاء مفتوحاً لأغراض محدودة، بموجب تفسير الإدارة للقانون الذي يقضي بإغلاقه في غياب محادثات السلام.

وأدى إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها من تل أبيب، والدفاع غير المشروط من جانب الإدارة عن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى اعتبار القيادة الفلسطينية، أنّ الإدارة الأميركية تخلّت عن دورها كوسيط محايد في الصراع.

وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين، للوكالة، إنّ "أي اتفاق يجب أن يكون بين الفلسطينيين وإسرائيل، لا الولايات المتحدة".

وأضاف عريقات "لست بحاجة إلى جيسون غرينبلات. ولست بحاجة إلى كوشنر، هذه حياتنا."

ويتوقع أن تخفض الإدارة الأميركية، ملايين الدولارات من المساعدات المقدمة للفلسطينيين، والمعلّقة أساساً منذ العام الماضي. ويتعين على وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، إخطار المستفيدين من المساعدات بأنّ استمرار التمويل الأميركي غير وارد، والإعلان عن إغلاق برامج.

وقد أرجأ البيت الأبيض، لعدة أشهر، توصيات وزارة الخارجية الأميركية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بالإفراج عن بعض الأموال، وفقاً لما ذكره المسؤولون لـ"أسوشييتد برس".

وقال ثلاثة مسؤولين، إنّه "لا يوجد مؤشر على إمكانية تنفيذ هذه التوصيات في القريب العاجل، على الرغم من مطالب المشرعين، وحتى القلق الذي تبديه إسرائيل التي ترى قيمة هذه المساعدات خاصة في قطاع الأمن".

وقال أحد المسؤولين إنّ هناك "افتقاراً واضحاً للعجلة" بشأن اتخاذ قرار حول التمويل، بينما قال الاثنان الآخران إنّه "لا يوجد ما يشير إلى أنّ الإطار الزمني لنهاية مايو/أيار سيتحقق".


ومن بين 251 مليون دولار من المساعدات الأميركية، المفترض أن تقدّم للفلسطينيين عام 2018، تم الإبلاغ عن إنفاق 50.5 مليون دولار فقط، وفقاً لموقع الحكومة على الإنترنت، أما المبلغ المتبقي الذي يزيد على 200 مليون دولار فهو معلّق حالياً، وهو رقم لا يشمل مبلغ 65 مليون دولار إضافي، من المساعدات الأميركية المجمدة إلى وكالة الأمم المتحدة للإغاثة وتشغيل اللاجئين "أونروا".

(العربي الجديد)

المساهمون