قلق دولي بشأن التوتر الإيراني الأميركي

قلق دولي بشأن التوتر الإيراني الأميركي... ودعوة أممية للتحلي "بأعصاب من حديد"

21 يونيو 2019
أعلنت إيران إسقاط طائرة استطلاع أميركية (عطا كيناري/فرانس برس)
+ الخط -
عبّرت عدة دول، اليوم الجمعة، عن قلقها بشأن التوتر الإيراني الأميركي، بعد إسقاط طهران طائرة استطلاع مسيرة أميركية فوق مضيق هرمز، والتقارير عن تراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توجيه ضربات عسكرية لإيران، بينما برزت دعوة من الأمم المتحدة للتحلي "بأعصاب من حديد" بالخليج.

وقالت أليساندرا فيلوتشي، المتحدثة باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في جنيف، اليوم الجمعة، تعليقاً على الوضع في الخليج، إنّ غوتيريس قال "أوصي بشيء واحد فقط: تحلّوا بأعصاب من حديد".

وقال مسؤولان إيرانيان، لوكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، إنّ طهران تلقت رسالة من ترامب يحذر فيها من أنّ هجوماً أميركياً على إيران بات وشيكاً، لكنّه قال إنه لا يريد حرباً مع إيران وإنما محادثات بشأن عدد من القضايا.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ ترامب أصدر أمراً بتوجيه ضربات جوية، لكنه عاد وتراجع عن ذلك في وقت لاحق.

وأعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الخميس، "إسقاط طائرة تجسس أميركية مسيرة لدى اختراقها المجال الجوي للجمهورية"، في حين قال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، إنّ "طائرة عسكرية أميركية مسيرة أسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز، بصاروخ سطح/جو إيراني".

وعرض التلفزيون الإيراني، اليوم الجمعة، ما قال إنّها أجزاء من طائرة أميركية عسكرية مسيرة أسقطتها طهران.

وقال أمير علي حاجي زادة قائد القوة الجوية في الحرس الثوري الإيراني، إنّ الحطام دليل على أنّ الطائرة الأميركية كانت فوق المياه الإقليمية الإيرانية عندما أسقطها الحرس الثوري. وأضاف أنّه سيكشف عن المزيد بشأن الحطام في وقت لاحق.

الاتحاد الأوروبي: لا حاجة للتدخل

وفي بروكسل، قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، اليوم الجمعة، بعد قمة للاتحاد، إنّ زعماء التكتل يشعرون بـ"قلق بالغ" بشأن التوترات بين إيران والولايات المتحدة في الخليج، لكنهم لا يرون سبباً للتدخل ببيان خاص من جانبهم.

وقال توسك، في مؤتمر صحافي "بالطبع نتابع الموقف عن كثب، ويساورنا قلق شديد إزاء التطورات بمنطقة الخليج، لكن بصورة عملية لا يوجد سبب لتحضير بيان أوروبي خاص. أعتقد أنّ موقفنا مسؤول جداً".


ألمانيا: إعراب عن القلق

وبدورها، قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، إنّها وزعماء دول الاتحاد الأوروبي قلقون بشأن الوضع الخاص بإيران، بعد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة كانت على وشك توجيه ضربات عسكرية ضد طهران.

وقالت ميركل للصحافيين، بعد قمة للاتحاد الأوروبي استغرقت يومين في بروكسل، وفق ما ذكرته "رويترز": "يساورنا القلق بشأن الوضع، ونؤيد المفاوضات الدبلوماسية والتوصل إلى حل سياسي لموقف متوتر للغاية".

فرنسا: دعوة للهدوء

من جهته، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إلى الهدوء في منطقة الخليج. وقال ماكرون، في تصريحات للصحافيين في بروكسل، على هامش مشاركته في قمة للاتحاد الأوروبي: "أعتقد أنّ مسؤوليتنا في المنطقة هي الدعوة إلى الهدوء".

وأضاف أنّ "هناك اتفاقاً تم توقيعه في عام 2015 لكنه لم يكن كافياً رغم أنّه جيد... منذ البداية تدافع فرنسا مع ألمانيا والمملكة المتحدة عن ضرورة احترامه".

وقال "أشعر بأسف عميق لتصريحات إيران في وقت سابق من هذا الأسبوع... فرنسا ستبذل كل ما في وسعها لإبقاء إيران ضمن خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني) وعدم اتخاذ أي إجراءات قد تضع أمننا في خطر وتعيدنا إلى الوراء".

وأشار إلى أنّ "هناك حقائق مثل إسقاط طائرة أميركية بدون طيار، لذلك أدعو الجميع إلى التزام الهدوء".


وأضاف "لن نربح شيئاً من التصعيد العسكري وسنبذل كل ما في وسعنا للحفاظ على الأمن في منطقتنا وأيضاً أمن حلفائنا، ومنع إيران من تسليح نفسها بسلاح نووي، وكذلك ضمان استقرار سورية والعراق وأيضاً لبنان الذي يعد استقراره وأمنه مهمين للغاية بالنسبة لنا".

ورداً على سؤال عما إذا كانت الطائرة الأميركية بدون طيار قد أسقطت داخل المياه الدولية أو الإيرانية، قال ماكرون: "الأمور سوف تتضح في الساعات المقبلة".

بريطانيا: نزع فتيل التوتر

وفي لندن، قالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، اليوم الجمعة، إنّ بريطانيا على تواصل مستمر مع الولايات المتحدة بشأن الوضع في إيران، وتدعو باستمرار إلى نزع فتيل التوتر على كل الجبهات.

وقالت المتحدثة، وفق ما أوردته "رويترز"، "قلنا مراراً وتكراراً إننا ندعو إلى نزع فتيل التوتر على كل الجبهات، ولطالما أوضحنا مشاكلنا مع الأنشطة الإيرانية". وأضافت "لا نعتقد أنّ التصعيد سيصب في مصلحة أي طرف، ونواصل الحوار مع الولايات المتحدة وشركائنا".

روسيا: دعوة لضبط النفس

وفي موسكو، دعا المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، اليوم الجمعة، كل الأطراف لضبط النفس في الموقف المتعلق بإيران، وقال إنّ موسكو قلقة من تفاقم التوتر بين واشنطن وطهران.

وفي السياق، حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، من أنّ "خطر النزاع بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران ما زال موجوداً"، مضيفاً أنّ "موسكو تدعو واشنطن للتفكير في العواقب وعدم اتخاذ خطوات متهورة".

وقال ريابكوف للصحافيين، وفق ما أفادت به وكالة "سبوتنيك" الروسية، إنّ "أغلب الحرائق في الشرق الأوسط بدأت بسبب خط أشعلته واشنطن. وخطر النزاع ما زال قائماً، ونحن ندعو مرة أخرى الشخصيات المسؤولة إذا كانوا موجودين في واشنطن إلى التفكير في العواقب وعدم اتخاذ خطوات متهورة".

وأضاف ريابكوف: "الولايات المتحدة تتعمد اتباع نهج تصعيد الموقف. إنها تثير الموقف وتدفعه إلى هاوية النزاع المفتوح".

المساهمون