حملة اعتقالات في السليمانية تستهدف عناصر "العمال الكردستاني"

حملة اعتقالات في السليمانية تستهدف عناصر "العمال الكردستاني"

13 يناير 2019
التعليمات صادرة عن أعلى المستويات بالإقليم (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

اعتقلت قوات الأمن الكردية في إقليم كردستان العراق، مساء أمس السبت وصباح اليوم الأحد، العشرات من عناصر منظمة "العمال الكردستاني" المعارض لتركيا، وذلك إثر قيامهم بفعالية خاصة داخل حديقة وسط مدينة السليمانية تضمنت عرض فيلم عن ناشطة في الحزب قتلت قبل عامين.

وفي أواخر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أغلقت قوات الأمن في السليمانية عدة مكاتب لحركة "حرية المجتمع الكردستاني"، التابعة لـ"العمال الكردستاني"، ممّا دفع الحركة إلى اتهام "الاتحاد الوطني الكردستاني" بالوقوف وراءها لـ"إرضاء أنقرة ودفعها لاستئناف الرحلات الجوية والتعاملات التجارية معها". 

وقال مسؤول أمني عراقي كردي في السليمانية لـ"العربي الجديد"، إن عمليات الاعتقال جاءت لكون الموقوفين "نفذوا نشاطا مخالفا للقانون وتحدوا السلطة بالمدينة"، مؤكدا إطلاق سراح بضع نساء تم اعتقالهن بكفالة، فيما لايزال الرجال رهن التحقيق.

وأكد المسؤول الأمني أن التعليمات الأمنية صادرة عن أعلى المستويات في الإقليم و"تشدد على وقف أي ممارسات معادية لأنقرة، أو مهددة لأمنها، وهنا يجب على أي جهة تريد تنظيم نشاط أو تظاهرة في الإقليم الاستحصال على موافقات الجهات ذات العلاقة، على ألا تكون مهددة للآخرين"، ‎وأكد أنّ "الإقليم يطبق قرار غلق جميع مقرات "العمال الكردستاني" في جميع المدن ومنها السليمانية، وتم غلق 15 مقراً في السليمانية وكرميان خلال الفترة الماضية، وأي نشاط يقوم به عناصر الحزب سيعرضهم للاعتقال". 

ولفت المتحدث ذاته الى أن عناصر الحزب "حاولوا عرض الفيلم ذاته في دار سينما، وتم إغلاق السينما لمخالفتها الأوامر، لذا عمدوا إلى استغلال حديقة عامة لعرضه ودعوة الناس لمشاهدته".

من جانبها، قالت الناطقة باسم حركة "الحرية والديمقراطية"، التابعة لـ"العمال الكردستاني" تارا حسين، في مؤتمر صحافي، إنّ "الحركة تتعرض للقمع، وندين ونستنكر بشدة الهجوم الواسع المؤسف الذي تعرض له أعضاؤنا ‎في السليمانية، ومنعهم من عرض فيلم عن الناشطة ساكنة جانسز"، مبينة أنّ "جميع الذين ‎حضروا الفيلم هم ناشطون وأعضاء من الحركة وصحافيون، بينهم نساء".

وأكدت أنّ "الأمن ‎الكردي (الأسايش) اعتقل 65 شخصا من الحضور، وقد تم إطلاق سراح النساء فقط"، محذّرة من "مساع تبذل لحظر ‎حركة حرية المجتمع الكردستاني في إقليم كردستان". 

وأكد الناشط الكردي شيرزاد سالار لـ"العربي الجديد"، أن السلطات في السليمانية "باتت تضيق على عناصر حزب "العمال"، لافتاً إلى أن هذا الإجراء جديد على أجواء المدينة السياسية، لكن المواطنين هنا يرحبون بكل ما من شأنه إزالة التوتر مع تركيا بسبب عقوبات أحادية تفرضها أنقرة على التجارة مع السليمانية من دون باقي محافظات الإقليم".

وأضاف أن "السليمانية بشكل عام لا تريد أن تكون ساحة صراع لأحد، وهذه رسالة وصلت خلال اليومين الماضيين لعناصر وقيادات حزب العمال الكردستاني". 

 

في غضون ذلك، بحث السفير التركي لدى بغداد فاتح يلدز مع زعيم مليشيا "الحشد الشعبي" هادي العامري، موضوع تواجد "العمال الكردستاني" في العراق.

وقال يلدز، في تغريدة له، إنّه "التقى العامري، الذي أكد بدوره على ضرورة وضع حد لتواجد حزب العمال في العراق، وخاصة في بلدة سنجار"، وأضاف "نقلنا للعامري تطلعاتنا ‎بخصوص هذا الموضوع، ويجب التعاون مع العراق في مجال مكافحة الإرهاب". 

ويوجه مسؤولون كرد بين فترة وأخرى اتهامات لفصائل مسلحة قريبة من إيران بالتعاون مع "العمال الكردستاني"، المتواجد في شمال العراق، ودعم بقائه في المنطقة الشمالية لتنفيذ أجندات خاصة.

وينفذ الطيران التركي عمليات قصف على مواقع وعناصر "العمال" في شمالي العراق، بينما تحمل جهات سياسية الحكومة مسؤولية ذلك، مطالبة إياها بإخراج المنظمة من الأراضي العراقية.