الأردن قبيل مؤتمر المانحين في لندن: لا نتسول العالم

الأردن قبيل مؤتمر المانحين في لندن: لا نتسول العالم

30 يناير 2016
النسور يدعو العالم للتضامن لمواجهة أزمة اللاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -

في رد على تراجع الدعم الدولي المقدم لبلاده للمساهمة في تحمل أعباء استقبال اللاجئين، قال رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، اليوم السبت، نحن "لا نتسول العالم. نحن نقوم بمسؤولية أخلاقية نيابة عن جميع دول العالم"، مشيراً إلى عدم قدرة الأردن على تحمل أعباء تلك المسؤولية وحيداً، ملوحاً باحتمالات إغلاق الحدود أمام اللاجئين.


وقال النسور خلال زيارة إلى مخيم الأزرق للاجئين السوريين (70 كيلومتراً شمال عمّان) للاطلاع على واقع اللاجئين قبيل مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في لندن في 4 فبراير/شباط القادم "سنحمل العالم مسؤولياته، وإذا اختار ألا يتحمل ذلك، سنقول له نحن اكتفينا من تحمل المسؤولية".

ووجه رسائل للدول الأوروبية والعربية قال فيها "لو لم نفتح حدودنا لدخولهم أين سيتجه اللاجئون؟ سيتجهون إلى الشواطئ الأوروبية، وإذا فتحنا حدودنا أمامهم للخروج، سيذهبون إلى دول مجاورة وستتحمل مسؤولية استضافتهم".

وأضاف "اكتشف العالم خلال الشهرين الماضيين فقط، حجم المشكلة، وذلك بعد أن قرع اللاجئون أبواب أوروبا، وأصبحت المشكلة في بيوتهم وشوارعهم وعواصمهم، كانوا في الماضي يتعاملون مع أزمة اللاجئين كمشكلة بعيدة عنهم، والآن أصبحت المشكلة لديهم. قبلها كان العالم ينظر إليهم من منظور إنساني وأخلاقي، واليوم عليهم أن ينظروا إليها من منطلق الدفاع عن أنفسهم وأمنهم.. نحن ندافع عن أوروبا".

وكشف النسور عن الرسالة التي سيوجهها الملك عبد الله الثاني خلال ترأسه وفد بلاده المشارك في أعمال المؤتمر، وقال "الملك سيقولها بشكل واضح الأسبوع المقبل (..) سيقول إن القضية لم تعد قضية لجوء، هناك أعباء أكبر بكثير، هناك عبء استخباري وأمني وتطرف وخلايا نائمة وكل أنواع المخاطر، وهناك تهريب للبضائع والمخدرات والرقيق (..) سنقول لهم أي دولة تستطيع أن تعيش في هذا الوضع خمس سنوات".

وأشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين وفقاً للإحصاء العام الذي أجرته المملكة، وظهرت نتائجه اليوم السبت، بلغ مليوناً و260 ألف لاجئ، معترفاً بأن 66 ألفاً منهم قدموا قبل اندلاع الأزمة في بلادهم مطلع مارس/ آذار 2011، وهؤلاء حد وصفه "انقطعت بهم السبل".

وبحسبه، فإن إحصاءات المنظمات الأممية العاملة في الأردن تشير إلى أن مجموع الدعم الدولي المباشر وغير المباشر للاجئين السوريين في الأردن، غطت خلال العامين الماضيين 38 بالمائة من كلفة استضافة اللاجئين، فيما تحمل الاقتصاد الأردني 62 بالمائة من الكلفة. في حين قدرت المنظمات كلفة استضافة اللاجئين للعام الحالي 2016 بنحو 2.7 مليار دولار. وناشد النسور دول العالم قائلاً: "ساعدونا بهذا المبلغ حتى نقوم بنفس الواجبات التي كنا نقوم بها العام الماضي والذي سبقه".

ولفت إلى أن الدعم المطلوب من المجتمع الدولي للأردن هو دعم للاقتصاد الوطني، من خلال الانتقال من المساعدات الطارئة إلى نموذج مستدام يحقق النفع للاقتصاديات الوطنية، كاشفاً عن توجه بلاده للطلب خلال المؤتمر من الاتحاد الأوروبي بفتح أسواقه أمام السلع الأردنية وتخفيف القيود على الصادرات الأردنية المصنوعة بأيدي أردنية وسورية شريطة أن تكون منافسة.

المساهمون