تونس تتجه إلى التوافق لتشكيل ائتلافات في مجالس البلديات

تونس تتجه إلى التوافق لتشكيل ائتلافات في مجالس البلديات

07 مايو 2018
الغنوشي: تونس في حاجة لاستمرار حكم التوافق (العربي الجديد)
+ الخط -



تتجه القوى السياسية في تونس إلى اعتماد التوافق لتشكيل مجالس بلديات ائتلافية بعد أن أكدت نتائج استطلاعات الرأي تقدم "حزب النهضة" في الانتخابات البلدية التي جرت أمس الأحد، متبوعا بـ"نداء تونس"، دون أن يحقق أي طرف نتيجة تفوق 50 بالمائة ليدير المجالس البلدية بمفرده.

ويرى مراقبون أن تونس تتجه، في الأيام المقبلة، إلى تكوين بلديات ائتلافية بين حزبي "النهضة" و"النداء"، وبمشاركة أحزاب أخرى ومستقلين، مع اختلافات حسب المناطق والجهات.

وتكمن الصعوبة في أن الأغلبية لائتلاف الحزبين الأولين لن تكون مريحة في عدد من المناطق، بحسب التقديرات الأولية، بما يجعل دخول أطراف أخرى "أمرا مرجحا لضمان استقرار المجالس البلدية"، كما أن تصدر أحزاب أخرى ومستقلين في بعض المناطق يجعل هذه الدوائر البلدية خارج اتفاقات الحزبين الكبيرين.

وفي هذا السياق، أكد رئيس حزب "النهضة"، راشد الغنوشي، في أول تصريح صحفي، أن "التوافق قدر تونس بسبب النظام الانتخابي الذي لا يمكن أي طرف من حيازة الأغلبية".

وقال الغنوشي إنّ "تونس انتقلت من شرعية غير موجودة للنيابات الخصوصيّة، إلى شرعيّة انتخابية للمجالس البلديّة الجديدة"، مشيرا إلى أنّ بلاده "وجهت رسالة مفادها أن شعبنا أهل للديمقراطيّة".

ولفت، في حوار أجرته معه قناة "حنبعل"، إلى أنّ "الشعب التونسي انتخب حزبين في المقدّمة كبيرين، وهو أمر معمول به في الديمقراطية حول العالم"، مشددا على أنّ "الهندسة السياسية التي أفرزتها الانتخابات سنة 2014 ستتواصل بعد الانتخابات البلديّة، وستتواصل سياسة التوافق التي يدعمها رئيس الجمهورية"، مشيرا إلى أن "القانون يمنع أي حزب من الهيمنة السياسيّة، وتونس في حاجة إلى استمرار حكم التوافق".

من جانب آخر، يتطلع التونسيون لمعرفة رؤساء البلديات القادمين، فيما يتساءل الجميع عن شيخ مدينة تونس المقبل، حيث يحظى رئيس بلدية تونس العاصمة بمكانة سياسية واعتبارية وامتيازات عن بقية المجالس الأخرى.

وترى رئيسة قائمة "النهضة" الفائزة بالمركز الأول، سعاد عبد الرحيم، نفسها أول شيخة لمدينة تونس في تاربخ البلاد، حيث تعاقب على هذا المنصب منذ إحداثه رجال من أعيان المدينة ومن سليلي العائلات العريقة (بلديّة المدينة). 

 

وعلى صعيد آخر، يبحث حزب "نداء تونس" تعيين رئيس قائمته، كمال ايدير، رئيسا شيخا لمدينة تونس، رغم حصوله على المركز الثاني.

وينتخب رؤساء البلديات بحسب القانون بين رؤساء القوائم الفائزة، ويحتاج الفوز حيازة أغلبية الأصوات، بما يجعل التوافق هو الفيصل وأداة الحسم مستقبلا.

وأعلن المدير التتفيذي لحزب "نداء تونس"، حافظ قايد السبسي، بلغة الواثق من التوافق في تدوينة على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، أن "نداء تونس" ستكون له الكلمة الفصل في انتخاب رؤساء البلديات، وأنه "يبقى القوة الأساسية للمحافظة على التوازن السياسي والحزبي كما تؤكده النتائج الأولية".

وقررت هيئة الانتخابات الإعلان عن النتائج الأولية في 9 مايو/ أيار الحالي، فيما تحتاج شهرا لإعلان النتائج النهاية، ولتصبح بذلك سارية بعد انقضاء فترة الطعون والتقاضي، وبالتالي تنطلق البلديات الجديدة في العمل خلال الصيف المقبل.