اليمن: تصعيد عسكري تزامناً مع محاولات لإحياء المفاوضات

اليمن: تصعيد عسكري تزامناً مع محاولات لإحياء المفاوضات

24 فبراير 2018
هل تستأنف المفاوضات لإنهاء الصراع في اليمن؟ (فرانس برس)
+ الخط -
بالتزامن مع تواتر الحديث عن تحضيرات لاستئناف المفاوضات بين الأطراف اليمنية، بعد تعيين الأمم المتحدة، مبعوثاً جديداً إلى اليمن، وهو مارتن غريفيث، عاد التصعيد العسكري بين قوات الجيش اليمني الموالية للشرعية ومسلحي جماعة أنصار الله (الحوثيين)، جنباً إلى جنب، مع الغارات الجوية التي ينفذها التحالف العربي بقيادة السعودية، في أكثر من محافظة في البلاد.

وأكدت مصادر ميدانية وأخرى محلية لـ"العربي الجديد"، أن الحوثيين، وخلال الـ48 ساعة الماضية، صعّدوا هجماتهم على مواقع لقوات الشرعية، في كلٍ من مديرية نِهم، شرق العاصمة صنعاء، ومحافظة مأرب، التي تعد مركزاً لقوات الشرعية، في المحافظات الشمالية، حيث سقط العديد من القتلى والجرحى في صفوف قوات الشرعية، بهجوم للحوثيين في منطقة المخدرة، غرب المحافظة، وهي إحدى المناطق التي تشهد مواجهات متقطعة، منذ أكثر من عامين.

وشمل تصعيد الحوثيين باتجاه مأرب، إطلاق صاروخين بالستيين على الأقل، يوم الجمعة الماضي، قالت الجماعة إنهما استهدفا مقر القوات الإماراتية والدفاعات الجوية في مأرب (قاعدة التحالف)، إلا أن مصادر المحلية قالت إن الدفاعات الجوية للتحالف اعترضت الصاروخين وأسقطتهما من دون أضرار.

وفيما ارتفعت وتيرة الضربات الجوية التي ينفذها التحالف، ضد الأهداف المفترضة للحوثيين، في أكثر من محافظة، بما فيها صنعاء وصعدة، يواصل الحوثيون تنفيذ هجمات في المناطق الحدودية، ويعلنون، بوتيرة شبه يومية، عن إلحاق خسائر بالجانب السعودي، من جراء القصف المدفعي والصاروخي وأعمال القنص من قبل مسلحي الجماعة، في مقابل الغارات الجوية التي ينفذها التحالف، وتتركز في مناطق محافظة صعدة (معقل الحوثيين)، المحاذية للسعودية.

وجاء تصعيد الحوثيين، خلال الأيام الأخيرة، باتجاه مأرب على نحو خاص، في ظل استمرار الجماعة في عمليات الحشد والتدريب للمقاتلين في المناطق الخاضعة لسيطرتها تحت عناوين عدة من "التجنيد الطوعي"، إلى "التعبئة العامة"، حيث احتفلت مؤخراً، بتخرّج دفعة من المقاتلين قالت إنهم سيتولون الدفاع عن صنعاء، في مقابل تراجع وتيرة عمليات قوات الشرعية، على أكثر من محور، منذ أكثر من شهر.

 

 

جهود لاستئناف المفاوضات

يأتي التصعيد الجديد، في الوقت الذي يجري الحديث عن جهود لاستئناف مفاوضات السلام، حيث يواصل وفد من الحوثيين، برئاسة المتحدث باسم الجماعة ورئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام، جولة خارج البلاد بدأت من مسقط، وشملت العاصمة الإيرانية طهران، وسط أنباء عن توجه الوفد إلى دولة أوروبية، في زيارة لم يُعلن عنها بعد رسميا.

وتوقعت مصادر سياسية يمنية لـ"العربي الجديد"، أن تشهد الأسابيع القادمة انتعاشاً على صعيد جهود إحياء المفاوضات، بعد تعيين الأمم المتحدة مبعوثا جديدا إلى اليمن، وهو مارتن غريفيث.

ويعقد مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء المقبل، جلسة سيخصصها للوضع في اليمن، من المقرر أن يناقش فيها تقرير فريق الخبراء ويستمع إلى إفادة أخيرة، من المبعوث الأممي السابق، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حول آخر التطورات في البلاد.

ويتوقع السياسيون اليمنيون أن تكون الجلسة حاسمة، في مسألة العقوبات المفروضة على شخصيات يمنية، متهمة بعرقلة التسوية السياسية وممارسة أعمال تهدد الأمن والاستقرار، بما في ذلك أسرة الرئيس المعزول علي عبد الله صالح، وتحديدا نجله الأكبر أحمد، المقيم في الإمارات.