إصابة رئيس الوزراء الروسي بكورونا تثير شبهات استمراره بمنصبه

إصابة رئيس الوزراء الروسي بفيروس كورونا تثير شبهات استمراره بمنصبه

01 مايو 2020
هل يبقى ميشوستين في منصبه؟ (أليكسي دروزينين/Getty)
+ الخط -
أثار إعلان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين (54 عاماً)، عن تأكد إصابته بفيروس كورونا الجديد أثناء اجتماع متلفز مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، موجة من التساؤل والتكهن حول حقيقة إصابته، وما إذا كان تمهيداً لإبعاده عن منصبه بشكل نهائي بعد تكليف نائبه أندريه بيلووسوف، قائماً بالأعمال، أو رسالة إنذار لجميع الروس بضرورة الالتزام بإجراءات العزل الصارمة التي تم تمديدها حتى 11 مايو/ أيار الجاري.

وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "ريبابليك" الإلكترونية الروسية، اليوم الجمعة، أنه ليس من المستبعد أن تدوم فترة صلاحيات بيلووسوف في رئاسة الوزراء أطول كثيراً من إجازة ميشوستين المرضية.

وفي مقال بعنوان "ميشوستين مصاب بفيروس كورونا. هل سيعود إلى كرسي رئيس الوزراء؟"، تناولت الصحيفة مسيرة نائبه بيلووسوف (61 عاماً) وتوليه عدداً من المناصب الاقتصادية الرفيعة، بما فيها عمله نائباً ثم وزيراً للتنمية الاقتصادية، فمعاوناً للرئيس الروسي للشؤون الاقتصادية لمدة سبع سنوات، عرف خلالها بمناصرته لدور الدولة في الاقتصاد وانتقاداته لمشروع الإصلاح القاضي برفع سن التقاعد.

وبعد تعيينه في منصب النائب الأول لرئيس الوزراء في حكومة ميشوستين، في يناير/كانون الثاني الماضي، تولى بيلووسوف الإشراف على الكتلة الاقتصادية بالحكومة، وسط اعتقاد المحللين السياسيين بأنه كان صاحب جميع القرارات الاقتصادية، وحتى كان يؤدي دوراً أكبر من رئيس الوزراء نفسه.

من جهته، لم يستبعد مصدر مقرب من الحكومة الروسية احتمال خروج ميشوستين من منصبه بشكل نهائي، لافتاً، في حديث لصحيفة "ميدوزا" الإلكترونية، إلى تكليف بيلووسوف قائماً بأعمال بموجب مرسوم رئاسي منفصل لم يتضمن كلمة "مؤقتاً".

وتوقع مصدر مقرب من الكرملين هو الآخر، انتقال ميشوستين إلى منصب آخر بعد تماثله للشفاء، قائلاً لـ"ميدوزا": "بصفته مسؤول الضرائب سابقاً، وملماً بحركة التدفقات المالية، تم تعيينه بهدف آخر تماماً، وهو الرقابة على إنفاق الموارد المخصصة لتحقيق المشاريع القومية، حين كانت الأموال متوافرة. الظروف الآن مختلفة تماماً في ظل تعطل الاقتصاد بسبب جائحة كورونا ووجوب إعادة إطلاقه، وميشوستين ليس متخصصاً في ذلك. إنه لم يخطئ، بل هذا ليس زمنه".

في المقابل، نفى الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، المزاعم بشأن احتمال عدم عودة ميشوستين إلى منصبه، واصفاً إياها بأنها "هراء".

على صعيد آخر، خلقت إصابة ميشوستين بفيروس كورونا، تربة خصبة لانتشار نظريات المؤامرة، نظراً للتغطية الإعلامية الواسعة التي حظي بها عشية بدء "أعياد مايو"، وهي مجموعة من أيام العطل يحصل عليها الروس بمناسبة عيدي العمل في 1 مايو/ أيار، وذكرى النصر على ألمانيا النازية في 9 مايو/ أيار، وسط تزايد مخاوف السلطات من عدم التزام المواطنين بنظام العزل الذاتي، خلال تلك الفترة.

وكتب أحد أشهر الإعلاميين الروس فلاديمير بوزنير، على موقعه الرسمي أنه تلقى اتصالين من صديقين سألاه عما إذا كانت إصابة ميشوستين "مسرحية" لترويع الناس عشية "أعياد مايو".

ومع ذلك، أعرب بوزنير عن قناعته بنسبة 90% بأنّ ميشوستين أصيب حقاً بالفيروس، دون أن يستبعد احتمالاً نسبته 10% في أن يكون ذلك "فعالية مدروسة"، مؤكداً تأييده لها، إن كانت كذلك، ومستشهداً بتجارب الصين وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ وسنغافورة في السيطرة على الوباء عن طريق اتخاذ إجراءات أكثر شدة مقارنة بروسيا.

وفي غضون ذلك، واصل كورونا تفشيه في روسيا، وسط تسجيل أعلى زيادة يومية أخرى في عدد الإصابات الجديدة، اليوم الجمعة، قاربت 8 آلاف حالة، ليرتفع إجمالي عدد الإصابات إلى أكثر من 114 ألفاً يتركز نحو نصفها في العاصمة موسكو.

وبحسب الأرقام الواردة بموقع جامعة جون هوبكنز الأميركية، تأتي روسيا في الوقت الحالي في المرتبة الثامنة عالمياً من حيث عدد المصابين بكورونا، بعد كل من الولايات المتحدة وإسبانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وتركيا.

المساهمون