اليوبيل الذهبي للثورة: "فتح" بين "الروح القدس" و"حامل الشنطة"

اليوبيل الذهبي للثورة: "فتح" بين "الروح القدس" و"حامل الشنطة"

30 ديسمبر 2014
"فتح" لم تستطع الثأر لمؤسسها ياسر عرفات(فرانس برس)
+ الخط -

يُحضر القيادي "المطرود" من حركة "فتح"، محمد دحلان، "مفاجأة" أعلن عنها أنصاره عبر ملصقات تتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بـ"الخيانة".

ضرب أبو فادي، موعداً لـ"سربريز" (المفاجأة) في 15 يناير/كانون ثاني المقبل، أي قبل يومين من مؤتمر حركة "فتح" التنظيمي، المرجح عقده في رام الله أو تأجيله مجدداً.

لم تُعرف طبيعة ما سيكشفه دحلان، لكن المؤشرات تؤكد أن الرجل يخفي ملفات مفخخة كثيرة ربما يفجرها عبر "أزلامه" في مؤتمر "فتح" أو عبر نشاطات في غزة أو في مخيمات الشتات (لبنان مثلاً).

في المقابل، يخوض "الروح القدس" (الاسم الحركي لعباس أثناء مفاوضات أوسلو)، مواجهة مع "الفيتو" الأميركي في مجلس الأمن. لكن هناك جولة جديدة من حرب "فتحاوية" يجهز أبو مازن نفسه لها. إنها المؤتمر التنظيمي السابع. إنها الفرصة، أيضاً، لدحلان، كي يحرك خلاياه النائمة داخل المؤتمر.

تبدو "فتح" هزيلة في يوبيلها الذهبي. فحركة "أم الجماهير" مشتتة. "الرقم الصعب" منقسم بين رجلين. الأول من المؤسسين، والثاني من الجيل الثالث. وعلى الرغم من أن الحركة عرفت انشقاقات سابقة وكبيرة، إلا أن "حامل الشنطة" (يُعرف عن دحلان أنه يساعد ولي عهد الإمارات في حمل أغراضه كما يظهر في الفيديو المرفق)، لم يعلن انشقاقه بعد، ويُصر على تصحيح ما يراه مناسباً ولا بأس من بعض التجريح في صورة القائد العام واتهامه بالفساد والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني.
يتوقع أن ينفخ "الروح القدس" في أنصاره خلال مهرجان الانطلاقة الـ50، ويحرض ضد خصومه في الداخل والخارج، من دون الاقتراب مما يزعج شركاء أو وسطاء المفاوضات.

يعكف دحلان، على إرسال أوامره إلى أتباعه لإضاءة أكثر من شعلة انطلاقة في وجه أنصار عباس. وهذا ما سيحصل في غزة ومخيم عين الحلوة جنوب لبنان عبر "المُجمد" محمود عيسى "اللينو". هكذا خطوات تجعل من خاصرة "فتح" رخوة إن أجريت انتخابات فلسطينية كما هو متوقع.

ويستعين عباس، بما لم يمل منه حتى الآن. المفاوضات. ولذلك يستفز الشريك (نتنياهو) والوسيط (أوباما) للعودة إلى الطاولة التي كسر الاستيطان ركائزها. لكن خطوة التوجه إلى مجلس الأمن، وعلى الرغم من عدم تقبل الفصائل لها، إلا أنها تعطي شرعية وزخماً لعباس. ومع أنه من مؤسسي نهج الكفاح المسلح عبر البيان الأول لحركة "الكل" الفلسطيني، لكنه لم يعد يعتبره طريقاً ناجعاً. وبالتأكيد ليست المقاومة المسلحة وإطلاق الصواريخ وتصنيع طائرات من دون طيار، نهج دحلان.

يحي "الفتحاويون" ذكرى الانطلاقة، ويبقى الشعار "ثورة حتى النصر" من دون "العاصفة". لكن هذه الحركة التي استشهد غالبية أعضاء لجنتها المركزية وقدمت ما يقرب من مائة ألف شهيد وآلاف الأسرى والجرحى، لم تستطع الثأر لمؤسسها ياسر عرفات. وهي الحركة نفسها التي أوجعت إسرائيل وانطلقت من الخنادق، أصبح قادتها يقيمون في الفنادق، وبدل من التوشح بالكوفية يختارون أفخر أنواع ربطات العنق. تحولت "فتح" من ثورة البنادق والأنفاق إلى الدبلوماسية الناعمة، ما جعلها مرغوبة عند جمعيات حقوق الإنسان ومعتوب عليها في أزقة المخيمات. وهي المخيمات ذاتها التي ستبدأ منها شرارة الحرب الكبرى بين "حامل الشنطة" و"الروح القدس".

المساهمون