تشتت توجهات تركمان العراق: أحزاب تركمانية تدعم البارزاني

تشتت توجهات تركمان العراق: أحزاب تركمانية تدعم البارزاني

27 ابريل 2018
انقسام في مواقف الأحزاب التركمانية العراقية (علي غريب/Getty)
+ الخط -
تُعاني الأحزاب التركمانية العراقية من انقسامٍ واضح في مواقفها، تسبب في تشتت توجهاتها في ما يتعلق بالانتخابات التشريعية المقبلة المقرر إجراؤها في 12 مايو/أيار المقبل.

ففي الوقت الذي تخوض فيه القوائم التركمانية تنافساً محموماً مع الأكراد في كركوك (شمال العراق)، أعلنت خمسة أحزاب تركمانية تعمل في إقليم كردستان أنها ستصوت لقائمة "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعمه رئيس الإقليم السابق، مسعود البارزاني.

وفي هذا الصدد، قال عضو "التجمع الليبرالي التركماني"، أحمد البياتي، إن البرلمانيين التركمان لا يمثلون إرادة جميع تركمان العراق، مؤكداً في حديث لـ"العربي الجديد"، أن الأحزاب التركمانية التي تعمل في إقليم كردستان لديها توجهات مختلفة عن الأحزاب العاملة في كركوك أو بغداد، أو أي مدينة عراقية أخرى.

وأشار إلى أن عدداً غير قليل من تركمان إقليم كردستان يعتبرون أنفسهم جزءاً من مواطني الإقليم الذين وُلدوا ونشأوا فيه، الأمر الذي دفعهم إلى العمل بشكلٍ مستقل عن الأحزاب، التي غالباً ما ترفع شعار الدفاع عن المكون التركماني.

وتساءل البياتي: "ما الذي جنيناه من ممثلينا في البرلمان طيلة السنوات الماضية؟"، مؤكداً أن بعض الأحزاب التركمانية تتاجر بقضية التركمان، مستغلة دعم بعض دول الجوار لهذه القضية.

في هذه الأثناء، أعلنت خمسة أحزاب تركمانية عن اتخاذها قراراً بالتصويت لقائمة "الحزب الديمقراطي الكردستاني" في الانتخابات التي ستجري في مايو المقبل.

وأصدرت هذه الأحزاب بياناً مشتركاً قالت فيه إن الأسباب التي دفعتها إلى اتخاذ هذا الموقف، "يأتي احتراماً للتعايش السلمي بين التركمان والأكراد"، مبينة أن تصويتها لحزب البارزاني جاء استجابة لـ"مطالبة جماهيرها" من التركمان التي تعتقد أن حقوقهم محفوظة ضمن برنامج هذه القائمة.

وأوضح البيان أن هذه الأحزاب هي "حزب التنمية التركماني"، و"الحزب التحرري القومي التركماني"، و"الحزب الديمقراطي التركماني"، و"التجمع الليبرالي التركماني"، و"جمعية الثقافة التركمانية"، مؤكداً أن الحكومات العراقية المتعاقبة سعت دائماً الى إبعاد وحرمان التركمان من جميع حقوقهم المشروعة.

وتابعت الأحزاب في بيانها: "بعد عام 1991 الذي تغيرت فيه الخارطة السياسية والجغرافية العراقية، وبعد انتخاب برلمان وحكومة إقليم كردستان، تمكن المكون التركماني من المشاركة الفعلية في العملية السياسية في الإقليم والحصول على حقوقه القومية".

من جهته، أكد رئيس "جبهة تركمان كركوك"، أرشد الصالحي، وجود عددٍ من القضايا العالقة المتعلقة بالتركمان، لا بد من حلّها من خلال إصدار تشريعات قانونية، موضحاً خلال كلمة وجهها لأنصاره في كركوك، أن قائمته جاءت من أجل استعادة حقوق مكونه في كركوك.

يشار إلى أن التركمان يمثلون القومية الثالثة في العراق بعد العرب والأكراد، ويعيش الجزء الأكبر منهم في كركوك وصلاح الدين ونينوى وبغداد ومحافظات إقليم كردستان.

ولم يتمكن التركمان في العراق من إيجاد موطئ قدم مؤثر لهم في العملية السياسية، بسبب عدم انخراطهم في تيار سياسي واحد، ولجوء ممثليهم للانضواء ضمن التحالفات الكبيرة التي تمثل بقية المكونات والقوميات.

المساهمون